انتخابات الغرف التجارية.. تعددت الأسباب

سـعود الأحمد

TT

حول إجراءات انتخابات أعضاء مجالس إدارات الغرف التجارية والصناعية.. تحدثت في مقال سابق بهذه الزاوية عن ضيق الفرصة الممنوحة للمنافسين الجدد على عضوية مجالس الإدارة. وكان ذلك تزامناً مع مناسبة انتخابات غرفة الرياض.

ومن ردود الفعل التي وردتني على المقال، ما يؤكد على حدوث نفس المتاعب التي يعانيها المرشحون الجدد بالغرف الأخرى من حيث صعوبة الوصول إلى الناخبين، لأن العناوين التي تعطى للمرشح الجديد لا تكون دقيقة وأن المهلة التي تمنح للمرشح منذ تسلمه للقائمة النهائية وحتى تاريخ التصويت تكون قصيرة، بحيث لا يمكنه الاتصال بالناخبين ولقائهم وشرح برنامجه لهم ومحاورتهم فيه. وكيف أن المرشح ممنوع من الاتصال بوسائل الإعلام. وكيف أن النظام يعطي للمرشح فرصة الاستمرار في ترشيح نفسه إلى ما لا نهاية.

ووردني تعليق من قارئة يبدو أنها سيدة أعمال، تسأل هل أنا أقصد غرفة التجارة والصناعة لمنطقة (...)؟. والحقيقة أن ما نكتبه من مقالات (يفترض) أنها تُعمم ولا تُخصص. وإذا كان هناك من قصد، فالأقرب أن المقصود غرفة الرياض. والواقع أن مثل هذه المقالات مثل أغاني العشاق، كل يتخيل أنها تعنيه. أما من يريدني أن أتحدث بوضوح وتفاصيل أكثر؛ فالذي أود تأكيده أنه ليس من المناسب كتابة مقال عما يدور داخل أروقة جهة ما أو بين شخصيات معروفة. وليس من العدل أن نخص جهة بعينها بنقد لاذع ونترك آخرين لأننا لم نحصل على معلومات عنهم... خصوصاً إذا كانت الجهة أو الشخصية لها اسم وسمعة، لأن تشويه سمعة الآخرين ليس حقاً متاحا للكاتب. وأن الأخبار التي تنقل قد تصيب وقد تخطئ... والحديث في هذه الأمور، أجده من قبيل المغامرات الخطرة، باستخدام آلة خطرة وهي الكتابة الصحفية. وتذكرني هذه المغامرات بآلة الصيد البومرنغ (Boomerang)، وهي لمن لا يعرفها أداة صيد استرالية الأصل، تصنع من الخشب الثقيل. تكون على شكل حلقة تشبه القوس لكنها أكثر تحدباً، تتكون من طرفين حادين جداً. كان رعاة البقر الأستراليون يستخدمونها في صيد الماعز البري والآيل (نوع من الغزلان)، يقذف الصياد في الهواء بمهارة ولياقة عالية في الجهة الجانبية للطريدة بطريقة ملفوفة لتأخذ في الارتفاع قليلاً ثم تنحرف وهي في الهواء محدثة صوتاً مخيفاً ترتبك منه الطريدة.. فتستمر البومرنغ في اللف في الهواء حتى تصل إلى مستوى معين ثم تعود بعد ذلك لتلاقي الغزال فتصطادها وتطرحها في الحال. لكن الأستراليين كانوا رغم امتهانهم لهذه الوسيلة للصيد يعتبرونها خطرة جداً على صاحبها، لأنها تحتاج إلى مهارة عالية في التصويب لا تتوفر للكثيرين. والخطورة في استخدام البومرنغ أن البعض يقذفها دون حساب وتكون بقوة أكثر من المطلوب، فتأخذ في الالتفاف في الهواء لتعود إلى صاحبها فتصيبه عادة إصابة بليغة قد تنهي حياته. وفي الختام.. فقد بحثت في القاموس الإنجليزي عن معنى كلمة Boomerang فوجدت معناها الكيد المرتد من خطة أو عمل يرتد أذاها إلى نحر صاحبها... وهذا تعريف المعجم نصاً (وليس اجتهادا من أحد).

* كاتب ومحلل مالي