مؤسسة البترول الكويتية: كل الدراسات تشير إلى ارتفاع أسعار النفط في النصف الأول من 2009

إيران: سوق النفط يشهد فائضا بنحو مليوني برميل

TT

قال وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري امس، ان أسواق النفط تشهد فائضا يقدر بنحو مليوني برميل يوميا، وان على «أوبك» ان تقرر الشهر المقبل في اجتماعها بالجزائر، ما يتعين عمله لتحقيق الاستقرار في الأسعار. وجاءت تصريحات نوذري بعد يوم من اجتماع وزراء «أوبك» في القاهرة، حيث أرجأوا قرارا بخفض جديد في الانتاج وسط مؤشرات على رغبة السعودية وحلفائها الخليجيين في اظهار مزيد من الالتزام بخفض الانتاج الذي بدأ سريانه في الشهرين الماضيين. وتستضيف الجزائر الاجتماع المقبل لوزراء «أوبك» يوم 17 ديسمبر (كانون الأول). وتقلت رويترز عن نوذري قوله للصحافيين في طهران «تشير تقديرات السوق الى وجود فائض بنحو مليوني برميل يوميا. في الجزائر يجب ان نتخذ قرارا لتحقيق التوازن بين العرض والطلب». وقال مندوبو «اوبك» في القاهرة ان الوزراء بحثوا حجم الخفض الإضافي المطلوب في ديسمبر. ويبلغ حجم التخفيضات الحديثة في انتاج «اوبك» قرابة مليوني برميل يوميا. وترى الأغلبية ومن بينها دول الخليج بقيادة السعودية حاجة الى خفض 1.5 مليون برميل اخرى ولكن لتنفيذ هذا قال المندوبون ان السعودية ترغب في دليل على ان كافة الدول الاعضاء تلتزم بحصصها من التخفيضات. واشار المندوبون الى ايران وفنزويلا اللتين ترغبان في تخفيضات أسرع كمصدر قلق بشأن الالتزام بحصص الانتاج. ونفت فنزويلا الاتهام. ولم تعلق ايران. وقالت ايران ثاني أكبر منتج في «اوبك» مرارا انها ترغب في مزيد من خفض الانتاج بعد تراجع اسعار النفط اكثر من 90 دولارا منذ ان بلغت مستوى قياسيا عند 147 دولارا للبرميل في يوليو (تموز). وقال اقتصاديون ان ايران بحاجة الى سعر يتراوح بين 70 و80 دولارا على الاقل لتفادي خفض كبير في الانفاق في ميزانية العام المقبل وتجنب العجز في حسابها الجاري. وجرى تداول خام النفط الاميركي في آخر تعاملات عند حوالي 55 دولارا يوم الجمعة. وقال محمد على خطيبي مندوب ايران لدى «اوبك» ان المنظمة ترغب في رؤية ارقام انتاج نوفمبر (تشرين الثاني) قبل اتخاذ أي قرار جديد. وقال خطيبي على هامش مؤتمر للطاقة عقد في طهران أمس «عندما تعلن الارقام يمكن اتخاذ قرار أفضل بشأن خفض الانتاج». وانخفضت اسعار النفط جراء تراجع الطلب في الدول الغربية. وقال نوذري «لم يكن هناك توافق في الآراء في القاهرة بشأن وجود فائض في السوق. انخفض الطلب بشدة بسبب الركود الاقتصادي العالمي». من جهة أخرى قال سعد الشويب الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، إن كل الدراسات تشير إلى أن النصف الأول من عام 2009 سوف يشهد تغيرا في أسعار النفط باتجاه الارتفاع.

وأوضح الشويب في تصريحات أدلى على هامش حفل بتخريج أول دفعة من المتدربين من موظفي شركة الكيماويات البترولية على برنامج (سيكس سيجما) انه من الصعب التحدث في الوقت الحالي عن السعر الذي سيصل إليه برميل النفط، لكن الأمل معقود على عودة الأسعار إلى مستوياتها العادلة بين 75 و80 دولار لبرميل.

وأشار إلى أن هذه الدراسات، تشير إلى أن تغير الأسعار سيحدث عندما يظهر اثر خفض الإنتاج الذي قررته منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في وقت سابق في السوق، وعندما يقل المخزون لدى الدول المستهلكة، مبينا انه في هذه الحالة يتوقع ان يقل العرض عن الطلب، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وحول أثر انخفاض أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية، على المشاريع النفطية بشكل علم، قال الشويب إن انخفاض هذه الأسعار سيقلل التكلفة على المشاريع النفطية، لكن الأمر يعتمد على نوعية المشروع والوقت المطروح فيه وغير ذلك من العوامل. وتحدث الشويب عن برنامج (سيكس سيجما) وقال انه عبارة عن منهجية تساعد الإنسان بشكل عام والعاملين في القطاع النفطي أيضا على ترتيب الأفكار واتخاذ القرارات السليمة بناء على طرق وخطوات علمية، يمكن من خلالها التغلب على المشاكل المتعلقة بالعمل. وأضاف ان تخريج الدفعة الأولى من المتدربين في شركة الكيماويات البترولية وعددهم 40 موظفا، هو إضافة حقيقية للشركة وللقطاع النفطي، حيث سيكون هؤلاء بمثابة بداية تلحق بهم دفعات أخرى من نفس الشركة، ومن شركات أخرى في القطاع النفطي.

وقال ان البرنامج سيساعد على تقليل التكاليف والتعامل بشكل جيد مع المشاكل وارضاء الزبائن بشكل اكبر، مبينا ان هذه هي المرة الأولى التي يتم تطبيق هذا البرنامج في الكويت.