وزير الداخلية الهندي ومستشار الأمن القومي يستقيلان لـ«مسؤوليتهما الأخلاقية» عن هجمات مومباي

ضغوط على حكومة حزب المؤتمر الحاكم لتفسير أسباب فشل التعامل مع الاعتداءات

ناشطو سلام هنود يوقدون الشموع بالقرب من بوابة الهند ضمن مسيرة لتأبين الضحايا الأبرياء الذين قتلوا في مومباي (ا.ف.ب)
TT

قدم وزير الداخلية الهندي شيفراج باتيل استقالته امس، متحملا بذلك المسؤولية عن الهجمات التي شهدتها مدينة مومباي العاصمة الاقتصادية للهند نهاية الاسبوع الماضي، والتي أودت بحياة أكثر من 180 شخصا فضلا عن جرح العشرات. يذكر أن باتيل لم يكن يتمتع بشعبية كبيرة خلال ممارسته مهام منصبه الذي يشرف من خلاله على معظم اجهزة الأمن الداخلية الهندية. كما استقال مستشار مجلس الأمن القومي الهندي إم كيه نارايانان من منصبه بسبب الهجمات أيضا. وقالت قنوات تلفزيونية هندية امس ان وزير المالية بالانيابان تشيدامبارام سيصبح وزير الداخلية الجديد في البلاد بعد استقالة وزير الداخلية. وجاء ذلك بعد تزايد الضغوط الداخلية على حكومة حزب المؤتمر الحاكم لتفسير أسباب الفشل في منع وقوع الهجمات خاصة أن مومباي كانت هدفا في السابق لاعتداءات. وصرحت جايانثي ناتاراجان المتحدثة باسم الحزب الذي يقود التحالف التقدمي المتحد الحاكم قائلة: «نعم، تحمل شيفراج باتيل المسؤولية الاخلاقية وقرر الاستقالة». وأضافت: «تتعامل الحكومة مع ما حدث في مومباي بجدية شديدة. والشيء الاهم هو حماية بلادنا ومواطنيها». ونقلت «وكالة أنباء الهند الاسيوية» عن راميش تشينيثالا رئيس حزب المؤتمر قوله إن رئيس الوزراء مانموهان سينغ قبل استقالة باتيل وتم نقل مسؤولياته إلى وزير المالية بي تشيدامبارام. وتعرض باتيل لانتقادات واسعة لفشله في الحفاظ على أمن البلاد حتى في ظل الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها حكومة سينغ لتبني أسلوب أشد صرامة لمكافحة الارهاب. من جهة اخرى نقلت الصحف الهندية عن اجهزة الاستخبارات امس ان رجلا موقوفا في بومباي روى للمحققين ان منفذي الهجمات كانوا جميعهم باكستانيين تدربوا على يد جماعة «عسكر طيبة» المتطرفة المتمركزة في باكستان. واوضحت هذه المصادر ان اجمل امير كساب، 21 عاما، هو الرجل الوحيد المسلح الذي القي القبض عليه بين منفذي الهجمات التي اسفرت عن سقوط نحو مئتي قتيل، وقد تم استجوابه في بومباي. واكد الرجل ايضا ان المهاجمين وصلوا الى بومباي على متن قوارب مطاطية، قادمين من سفينة اكبر تمت السيطرة عليها في وقت سابق وقتل طاقمها بحسب المصادر نفسها. وجماعة عسكر طيبة معروفة خصوصا بانها هاجمت البرلمان الهندي في 2001 مما دفع الهند وباكستان الى شفير حرب جديدة. ويشتبه بان عسكر طيبة هاجمت البرلمان الهندي في 2001 وهو الاعتداء الذي دفع بالهند وباكستان الى حافة حرب جديدة. ونفت باكستان اي تورط في هذه الهجمات التي تبنتها مجموعة اسلامية غير معروفة تطلق على نفسها اسم «مجاهدي ديكان» وهو اسم هضبة تمتد في وسط وجنوب الهند. ودعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الهند اول من امس الى عدم المبالغة والتسرع في الرد على هجمات بومباي. وقال لشبكة التلفزيون الهندية «سي ان ان ـ آي بي ان» انه «ايا كان المسؤولون عن هذا العمل الوحشي ضد الشعب الهندي والهند، انهم يريدون الدفع الى رد فعل» انتقامي. واضاف «علينا ان نترفع عنهم وان نعمل نحن وانتم والاسرة الدولية حتى لا يحدث رد فعل مبالغ فيه».

وذكرت مصادر في اجهزة الاستخبارات الهندية ان ثمانية من المهاجمين تسللوا الى المدينة قبل شهر وقاموا «بمهمات استطلاع تمهيدا للهجمات»، مدعين انهم طلاب. وقال اجمل امير كساب ان المسلحين وصلوا الى بومباي بزوارق مطاطية من سفينة اكبر تم اعتراضها وقتل طاقمها من قبل، حسبما ذكرت الصحف الهندية امس.

واستهدفت الهجمات اول من امس اميركيين وبريطانيين ومركزا يهوديا. لكن المتطرفين المدججين بالاسلحة ضربوا ايضا اهدافا هندية من بينها محطة القطارات الرئيسية في بومباي حيث قتلوا 50 شخصا ومستشفى. وأكدت دول عدة مقتل رعايا لها في بومباي حيث سقط تسعة اسرائيليين وخمسة اميركيين وفرنسيان واستراليان وكنديان وبريطاني وسنغافورية والماني ومكسيكية ومواطن من موريشيوس. وروى ممثل بريطاني قام بدور احد انتحاريي اعتداءات لندن في 2005 للصحف انه نجا من الهجمات لان الارهابيين اعتقدوا انه ميت بعدما غطته دماء ضحايا آخرين. وقد اعتقل جوي جيتون، 31 عاما، المولود لام من جزر موريشيوس بعد ذلك اذ اعتقدت الشرطة انه احد المهاجمين ثم افرجت عنه بعد 13 ساعة. وعرضت دول عدة بينها الولايات المتحدة واسرائيل وبريطانيا على الهند تقديم مساعدة في التحقيق.