وثيقة إسبانية: حكومة اثنار أخطرت في 2002 برحلات سرية لمعتقلي غوانتانامو

في إحراج بالغ للحكومتين السابقة والحالية

TT

نشرت صحيفة «الباييس» الاسبانية امس وثيقة تشير الى ان الحكومة الاسبانية المحافظة برئاسة خوسيه ماريا اثنار، اخطرت من قبل الولايات المتحدة الاميركية في يناير (كانون الثاني) 2002 برحلات سرية اميركية، كانت تنقل اسرى من اعضاء حركة طالبان من افغانستان الى قاعدة غوانتانامو، الا ان الحكومة الاشتراكية الاسبانية التي تولت الحكم في 2004 بعد حكومة اثنار، قالت أمس إنها لا تعلم شيئا عن وجود هذه الوثيقة، وان «الحكومة السابقة لم تخطرها» قط بهذا الامر. واصدرت وزارة الخارجية بيانا جاء فيه ان حكومة خوسيه لويس ثاباتيرو «لم تسمح قط ولن تسمح ابدا بانتهاك حقوق الانسان في اراضيها». وتتحدث هذه الوثيقة المؤرخة في 10 يناير 2002 والمصنفة بانها «سرية للغاية»، عن طلب الولايات المتحدة من الحكومة الاسبانية، في ذلك الحين، السماح بتوقف طائرات تقل معتقلين وهي في طريقها الى غوانتانامو. وجاء في الوثيقة، التي وقعها ميغيل اغيري دو كارسير، الذي كان مسؤولا في ذلك الوقت عن شؤون اميركا الشمالية في وزارة الخارجية الاسبانية، ان «الولايات المتحدة ستبدأ قريبا جدا رحلات لنقل معتقلين من طالبان والقاعدة من افغانستان الى قاعدة غوانتانامو في كوبا». ويروي الدبلوماسي الاسباني في هذه الرسالة الموجهة الى وزيره خوسيه بيكيه مضمون حديث دار بينه وبين مستشار سياسي عسكري في سفارة الولايات المتحدة في مدريد. وقد اخطره هذا المستشار الاميركي بالرحلات وطلب منه اذن الحكومة الاسبانية، حتى تتمكن هذه الطائرات في حال الضرورة من القيام بهبوط اضطراري في اسبانيا.

واوضح الدبلوماسي الاسباني في هذه الوثيقة، ان الولايات المتحدة تقوم بمساع مماثلة لدى دول مختلفة ستحلق هذه الطائرات في مجالها الجوي. واضاف انه ابلغ المستشار الدبلوماسي الاميركي بانه من الافضل ان تستخدم في اسبانيا مطارات القواعد العسكرية، مثل قاعدة مورون او روتا بدلا من المطارات المدنية.

وذكرت صحيفة «الباييس»، ان هذه الوثيقة تدل على ان حكومة خوسيه ماريا اثنار كانت تعلم ان طائرات اميركية تحلق فوق اسبانيا او تتوقف في اراضيها، وهي تقل اشخاصا اعتقلوا في ظروف قانونية يكتنفها كثير من الشكوك. واشارت الصحيفة الى عدم اعتراف الحكومة المحافظة (في ذلك الحين) او الحكومة الاشتراكية لاحقا بعلمهما حتى الان بعمليات النقل هذه، التي تحقق فيها المحكمة الوطنية.

وقد بدأ اسماعيل مورينو، وهو قاض في المحكمة الوطنية، التي تعتبر اعلى محكمة جنائية اسبانية، تحقيقا حول شرعية الرحلات الجوية الاميركية، التي حلقت فوق اسبانيا او توقفت على اراضيها، وهي تقل معتقلين الى غوانتانامو. وذكرت الصحيفة الاسبانية، نقلا عن الوثائق التي بعثت بها وزارة الدفاع الى هذا القاضي، ان خمس رحلات توقفت وهي في طريقها الى غوانتانامو في قاعدتي روتا (في قادش في جنوب البلاد) ومورون ديلا فرونتيرا (في اشبيلية في جنوب البلاد)، بينما حلقت ثلاث رحلات في المجال الجوي الاسباني، وذلك في الفترة بين 2002 و2006. وتشكل هذه الوثيقة احراجا بالغا للحكومتين الاسبانية الحالية والسابقة، اللتين نفيتا في السابق اي علم برحلات لمعتقلي غوانتانامو مرت على الاراضي الاسبانية.