السعودية تستهجن التصريحات المغلوطة بشأن عدم منح فلسطينيي غزة تأشيرات الحج.. وعدوان ينفي ما نسب إليه

موضوع الحجاج يسيطر على اهتمامات الناس في قطاع غزة

TT

عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن استهجان المملكة العربية السعودية للتصريحات المغلوطة الصادرة عن أحد أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني بشأن عدم منح فلسطينيي غزة تأشيرات دخول للمملكة لأداء فريضة الحج.

غير ان الدكتور عاطف عدوان النائب في المجلس عن حماس الذي نسبت اليه هذه التصريحات نفى ذلك نفيا قاطعا. وفي تصريح تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه اتهم عدوان بعض الاطراف بتشويه كلامه بهدف محاولة تسميم العلاقات بين حماس والسعودية، مشدداً على أهمية الدور الذي تقوم به المملكة في العالمين العربي والاسلامي.

وقال المصدر السعودي المسؤول «إن المملكة العربية السعودية، تنظر إلى جميع الفلسطينيين بعين المساواة، ومنحت الآلاف منهم من جميع الأراضي المحتلة بما فيها قطاع غزة تأشيرات دخول للمملكة لأداء فريضة الحج، التي سلمت للسلطة الفلسطينية، بل وقامت بزيادة الحصة المقررة لهم مراعاة لظروفهم الإنسانية، كما وأن جميع منافذ المملكة مستعدة لاستقبالهم، وتسهيل أدائهم للشعيرة».

وأضاف المصدر المسؤول «أنه أمام ذلك لا تستطيع المملكة إلا أن تستنكر الغرض من هذه التصريحات المغلوطة، إذ أن قلب الحقائق لا يمكن إلا أن يكون لأغراض ليست في صالح الشعب الفلسطيني، ولا لتسهيل أداء شعائرهم الدينية». وندد أحمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم حركة فتح بالتصريحات المنسوبة لعدوان. وقال عبد الرحمن في مؤتمر صحافي مقتضب عقده في مقر المقاطعة برام الله امس: «لا يوجد عاقل واحد يمكنه ان يتفوه بهذه الكلمات التي جاءت على لسان احدهم في حماس ضد سياسة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية»، مضيفاً «أن هذا الكلام يدل على مدى إفلاس حماس والعزلة الفلسطينية والعربية والدولية التي تعيشها، وهذا يعني أن حماس باتت على شفير الهاوية، وان لا مستقبل لها في قطاع غزة». وحمل عبد الرحمن ما سماها بعصابة حماس مسؤولية وفاة لاحد المشرحين للحج جراء الاعتداء عليه. الى ذلك اصبح موضوع الحجاج يسيطر على اهتمامات الناس في غزة، ويؤدي الى نقاشات حادة تصل احيانا حد الصراخ.

ابدى أبو كاظم من الذين فرزت اسماؤهم على قائمة وزارة الأوقاف التابعة لحكومة رام الله وهو يمر قرب اعتصام نظمه المرشحون للحج من قبل الحكومة المقالة مساء اول من امس عند معبر فتح، انزعاجه الشديد عندما سمع زياد وهو يصرخ بأعلى صوته مطالباً بعدم السماح لأي شخص من مرشحي حكومة رام الله بالسفر حتى يسافر جميع مرشحي الحكومة المقالة. واستهجن أبو كاظم الذي شدد على وجوب حق الجميع بالحج، أن تصدر مثل هذه الدعوات عن زياد، وأن تقوم شرطة الحكومة المقالة بمنع حجاج رام الله من السفر عبر معبر رفح اول من امس، منوهاً الى ضرورة عدم تسييس ملف الحجاج وضرورة ابقائه خارج الحسابات السياسية والحزبية. إلا أن زياد وهو اسير سابق قضى 12 عاماً في سجون الاحتلال رفض منطق ابو كاطم قائلاً إنه تم فرز اسمه واسماء كل الذين رشحت اسماؤهم للحج من قبل وزارة أوقاف الحكومة المقالة عبر قرعة، وأنه لا يمكن بحال من الأحوال التفريط بحقه وحق من معه بالحج. الجدل الذي دار بين الإثنين هو صورة مصغرة للجدل الذي يدور حالياً بين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث اصبحت هذه القضية تسيطر على اهتمامات الناس لأنه في حال لم يحدث أمر مفاجئ، فأنها ستكون المرة الأولى في تاريخ قطاع غزة ومنذ الاحتلال التي يتخلف فيها حجاج القطاع عن أداء فريضة الحج للديار الحجازية. ومن الواضح بالنسبة للجميع في قطاع غزة أن المشكلة ذات طابع سياسي وليس شرعي، كما يقول غسان السموح من مخيم المغازي للاجئين. واضاف لـ«الشرق الاوسط» أنها «مهزلة ما بعدها مهزلة أن يتخلف الناس عن الحج فقط بسبب الإنقسام والحسابات الداخلية الصغيرة». في هذه الأثناء تصر حكومة غزة على أنه لا يمكن للحجاج أن يخرجوا بسبب عدم تزودهم بالمستندات المطلوبة. فقال ايهاب الغصين الناطق بلسان وزارة داخلية الحكومة المقالة، أن بعض الحجاج لم يحصل على تأشيرات من المملكة العربية السعودية، في حين أن بعضهم لا يملك جوازات سفر. إلا أن وزير الاوقاف في حكومة رام الله جمال بواطنة الموجود في مكة حالياً اعتبر تصريحات الغصين مجرد ذرائع لتسويغ منع الحجاج من السفر.