الجزائر: حملة إعادة زروال للرئاسة تتوسع خارج منشئها

التحالف الرئاسي يدعم التمديد لبوتفليقة * أويحيى: سنمكنه من انتصار باهر

TT

انطلقت في الجزائر أمس حملة تناشد الرئيس السابق اليامين زروال الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، وفي مقابلها نشأت حركة يقودها إعلاميون تروج لـ«الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة» خلال فترتي حكمه اللتين تنتهيان في أبريل (نيسان) المقبل. وعرفت «المبادرة الوطنية لمناشدة الرئيس زروال الترشح لانتخابات 2009»، اتساعا بخروجها من معاقلها الرئيسية بشرق البلاد الذي يتحدر منه زروال، إلى العاصمة حيث وزع أصحاب المبادرة أمس استمارات على الأشخاص في الشوارع تدعوهم إلى كتابة أسمائهم ورقم بطاقات هويتهم وإعلان دعمهم لمسعى مناشدة زروال الترشح.

ووزع اصحاب المبادرة، استمارات في بعض أحياء العاصمة مكتوب عليها: «لتؤكد دعمك ترشح الرئيس ليامين زروال لانتخابات الرئاسة 2009، عن طريق ملء هذه الاستمارة». واللافت أن الوثيقة تتحدث عن «دعم ترشح زروال»، مما يعني ضمنا أن الرئيس الذي اختصر ولايته الرئاسية الوحيدة عام 1998، يرغب في الترشح أو نزل عند رغبة الذين يلحون عليه في منافسة بوتفليقة على كرسي الرئاسة. وطلب أصحاب الاستمارة التي حملت صورة زروال، من الذين وزعت عليهم أو وصلتهم عن طريق الفاكس إلى المؤسسات والإدارات، كتابة أسمائهم والولاية التي يتحدرون منها ورقم بطاقة الهوية وتاريخ صدورها مع الإمضاء. ويوجد «المكتب الوطني» لـ«مبادرة مناشدة زروال الترشح» في عنابة. ودعت مبادرة أخرى تسمى «نداء لأنصار الديمقراطية والحريات»، زروال إلى الترشح وشنت انتقادات شديدة ضد حصيلة ولايتي بوتفليقة. وقال متزعمها رئيس «فيدرالية أبناء الشهداء» في بيان، إن الدولة «لم تكن مهددة في كيانها منذ الاستقلال كما هو حالها اليوم، جراء نظام مبني على المحاباة ويعيش حالة من العقم والركود». وذكر أشخاص يسكنون بالقرب من زروال في باتنة (400 كلم شرق العاصمة)، أن الرجل يعيش في هدوء ويخرج يوميا من بيته للقاء أصدقائه، وبدا، حسبهم، غير مهتم بدعوات ترشحه للانتخابات. وهونت مصادر تعرف زروال جيداً، من أهمية الحركة التي نشأت بخصوصه ونفت أن تكون ظهرت بإيعاز منه. واستبعدت قبوله أن يؤدي دور «الأرنب» في منافسة، الفائز فيها معروف مسبقاً، لأن بوتفليقة يحظى بتأييد واسع من قبل نافذين في السلطة، ويملك شعبية كبيرة في أوساط الجزائريين قياساً إلى مرشحين آخرين مفترضين، بمن فيهم زروال العازف عن الشأن السياسي منذ أن سلم مقاليد السلطة إلى بوتفليقة بعد انتخابات 1999.

وفي مقابل دعوات زروال إلى الترشح، أطلق فريق من الإعلاميين مبادرة سميت «النادي الإعلامي لأصدقاء رئيس الجمهورية»، تتحدث عن «الجهود الكبيرة التي بذلها بوتفليقة» منذ بداية حكمه. وجاء في بيان وقعه 13 صحافيا أسسوا «النادي» غالبيتهم ينتمي إلى التلفزيون والإذاعة الحكوميين، أن هدفهم «شرح وتثمين الجوانب الإيجابية في برنامج رئيس الجمهورية، والإنجازات الكثيرة والحيوية التي تحققت بفضله، وكذلك تسليط الضوء وكشف النقائص بغرض تصحيحها وتقويمها».

وكتب أصحاب «النادي» ألفاظا رد بها بوتفليقة على من يرون أن حصيلة ولايتيه كانت سلبية، حيث ورد في البيان أن «الجاحد هو من ينكر دور برنامج فخامة الرئيس في تحسين واقع الجزائريين، والدفع بعجلة التنمية الوطنية إلى الإمام». وأعلن مؤسسو «النادي» عن عقد مؤتمرات ولقاءات فكرية تستضيف شخصيات «لإبراز محاسن الإنجازات التي تحققت خلال الحكم الراشد للرئيس بوتفليقة، وشرح برنامجه الانتخابي في حال ترشحه لولاية جديدة».

إلى ذلك انتهى اجتماع أحزاب «التحالف الرئاسي»، أمس، بمناشدة الرئيس بوتفليقة إعلان ترشحه لولاية ثالثة. وقال أحمد أويحيى الوزير الأول وزعيم حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» إن أحزاب التحالف الثلاثة «تقف بوضوح إلى جانب ترشح الأخ المجاهد عبد العزيز بوتفليقة لولاية ثالثة، وسنمكنه من انتصار باهر في انتخابات سيميزها التعددية والشفافية والديمقراطية». وقال عبد العزيز بلخادم أمين عام حزب الغالبية «جبهة التحرير الوطني»، إن حزبه كان "أول من دعا الرئيس للترشح، واليوم على لسان أخوي في التحالف نؤكد ذلك في إطار تحالفنا». أما أبو جرة سلطاني رئيس «حركة مجتمع السلم» فطالب «بضرورة توسيع التحالف إلى شراكة سياسية»، وفهم كلامه على أن حزبه يرغب في حقائب وزارية أكثر مما يملكه حالياً.