مسلح معتقل: تدربنا في معسكرات «عسكر طيبة».. والشرطة تكشف عن خطة هروب

عزام كساب قال في التحقيقات أن المسلحين استأجروا غرفا في المنزل اليهودي باعتبارهم طلابا ماليزيين

أسلحة المهاجمين التي تم العثور عليها بعد تمشيط فندق تاج محل وانتهاء العمليات الإرهابية التي ضربت مومباي (ا.ب)
TT

تصدرت صورة الإرهابي المقبوض عليه، عزام أمير كساب، الذي امتنع عن تناول الطعام منذ يومين، الصفحة الأولى لجميع الصحف والقنوات التلفزيونية تقريباً، على مدار الأيام الأربعة الماضية. حالياً، يوجد كساب قيد الاحتجاز لدى قسم مكافحة الجريمة التابع لشرطة مومباي، في الوقت الذي تعكف جهات التحقيق على محاولة استخلاص المزيد من المعلومات منه، بشأن المجموعة التي ينتمي إليها، لكن يبدو أنه يبدي مقاومة شديدة. وقد أقدم كساب على الإضراب عن الطعام بهدف تجنب التعرض للتعذيب على يد الشرطة. وصرح ضابط بقسم مكافحة الجريمة بأن كساب: «رفض تناول الطعام أو الكشف عن أية معلومات بشأن اتصالاته». من ناحيتهم، حاول المحققون إطعامه مرتين. كما كشف الضباط أن كساب طلب منهم مراراً أن يقتلوه. وخلال تحقيقات سابقة، كشف كساب أن فريقه قبل تنفيذ الهجمات، بناءً على اعتقادهم بأنهم سينجون منها، وأنها ليست مهمة انتحارية. وعثرت الشرطة على خريطة ترسم خط الهروب عن طريق البحر. كما كشف كساب عن معلومات أخرى مهمة تفيد بأن جميع الإرهابيين تلقوا تدريبهم في باكستان داخل معسكر يتبع جماعة عسكر طيبة. من ناحية أخرى، أخبر كساب الشرطة أنه تم إرساله ورفاقه للاضطلاع بمهمة محددة تتمثل في استهداف الإسرائيليين للانتقام من الأعمال الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن زملاء كساب الذين لقوا حتفهم خلال العملية، أقاموا في ناريمان هاوس في وقت سابق. وقال أحد المصادر إنهم أقاموا في ناريمان هاوس كمستأجرين وحددوا هويتهم باعتبارهم طلابا ماليزيين. وتعكف الشرطة على محاولة التعرف على عدد الغرف التي تم تأجيرها داخل ناريمان هاوس لغير يهود. أما الهدف الثاني للإرهابيين فكان محطة قطارات مومباي، لأن الهجوم كان سيسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا. وصدم الهجوم الذي استهدف المركز اليهودي واسرائيليين خصوصا، الاسرائيليين. وخصصت كل الصحف الاسرائيلية صفحات امس لهذه الحوادث. وصدم الرأي العام الاسرائيلي خصوصا بمقتل مدير المركز اليهودي الحاخام غابريال هولزبرغ وزوجته رفقة، التي عثر على جثتها ملفوفة في وشاح وضعه زوجها على الارجح، قبل ان يقتل بدوره. وانقذت موظفة في المركز ابنهما موشيه هولزبرغ، الذي يبلغ من العمر سنتين بالهروب معه من المركز. من جانبه، علق جورج كوشي، 28 عاماً، مراسل قناة «سي إن إن آي بي إن»، على الهجمات بقوله: «كنت في محطة قطار مومباي عندما بدأ إطلاق النار، وحاولت التحرك نحو الداخل عندما ظهر شرطي وصرخ قائلاً، إن الوضع ليس آمناً بالداخل. وبمجرد تحولي نحو الاتجاه الآخر، سقط صريعاً بطلق ناري... كنت في فندق تاج محل لمدة 48 ساعة، ورغم أنه سبق لي العمل كمراسل بشأن أحداث مأساوية مثل حالات الوفيات بسبب إنفلونزا الطيور، فإن هذا الحادث مختلف تماماً. لم ينتابني الشعور بالخوف، لكن هناك خط دقيق يفصل بين الخوف والتوصل إلى الحقائق على النحو الصحيح. اتصل بي صديق وأخبرني أن أحد أصدقائه حوصر داخل فندق تاج محل، ورغم وصول أفراد من حرس الأمن الوطني إلى غرفته، خشي أن يكونوا إرهابيين، لذا لم يخرج إليهم. وبذلك، ظل محاصراً بالداخل لمدة 27 ساعة أخرى. وبعث ضابط شرطة بموقعه إلى حرس الأمن القومي، وفي غضون 15 دقيقة تم إنقاذه. إن مثل هذه القصص المؤثرة تكشف الجوهر الحقيقي لأبناء مومباي». من جهته، أوضح داميني بوركايساثا روهان سنغ، 23 عاماً، مراسل قناة «دي دي» الإخبارية، أن: «هذا أول تكليف حقيقي اضطلع به. لم تكن لي أي خبرة قط بمثل هذه المواقف المثيرة للذعر. لقد توجهت بالطائرة إلى مومباي يوم الخميس في الساعة العاشرة صباحاً، ومنذ فترة الظهيرة أقدم تغطية صحافية من دون توقف. ولا أتذكر متى كانت آخر مرة حصلت على سنة من النوم. لكن هذا ليس بالأمر المهم. ولم أكن خائفاً عندما فتح الإرهابيون النار مباشرة تجاه العاملين بوسائل الإعلام، لكنني ارتجفت لبرهة عندما أصيبت الفتاة التي كانت تقف إلى جواري مباشرة بعيار ناري. ولا أدري أين هي الآن. لقد كان الاضطلاع بهذه المهمة اختياريا. أما الهجوم الأخير فهو المشهد الذي سيظل عالقاً في ذهني للأبد، ففي السادسة صباح السبت، بعد فترة هدوء طويلة، انطلق أفراد حرس الأمن الوطني فجأة في العمل. ولم نملك سوى مشاهدتهم بينما كنا جاثمين على الأرض. حينها، انتابني شعور بالإرهاق، لكن لم يساورني الندم ولو للحظة على مجيئي. إنني أرتدي ملابسي ذاتها وأعمل في نفس الموقع، وأجري دونما توقف من نقطة لأخرى لجمع الأخبار. واتصلت والدتي بي هاتفياً عدة مرات للاطمئنان. رغم أن هذا الحادث خسارة كبيرة للإنسانية، أشعر بالفخر الكبير إزاء ما فعلته». أما جاريما شارما تورال فاريا، 27 عاماً، المراسل الخاص لقناة سي إن إن آي بي إن، فقال: «حوالي التاسعة والنصف مساء الأربعاء، تلقيت اتصالاً هاتفياً من كافييه ليوبولد وظننت أنه حادث إطلاق نار عشوائي، لكن بعد ذلك بدأ زملائي الذين كانوا في طريقهم إلى منازلهم عائدين من محطة مومباي للقطارات في الاتصال بي وأخبروني أن أمراً رهيباً وقع. حينئذ أدركت أنه هجوم إرهابي. كنت بملتقى طرق داخل مترو الأنفاق عندما تحرك الإرهابيون أمام مركز شرطة وفتحوا النار. وأصيب أحد أعضاء فريق العمل الخاص بنا وقُتل شخص آخر. لقد قمت بتغطية أخبار الجريمة على مدار تسع سنوات، وشاهدت تفجيرات وقتلى، لكن في مواجهة هذا الهجوم الغريب المنسق على نطاق واسع، سيطر شعور بالصدمة على وسائل الإعلام وقوات الشرطة. لقد كنت على معرفة شخصية بقائد فرقة مكافحة الإرهاب، وكان مقتله صدمة لي. كنت خارج فندق أوبروي تريدنت طوال الوقت وقدم إلينا السكان المحليون الماء وأقداح الشاي ووجبات ساموسا، وسمح لي فندق مارين بلازا الواقع على الطرف الآخر من الطريق باستخدام المبنى في نقل الأنباء. ومساء الجمعة توجهت إلى المنزل للحصول على قسط يسير من النوم وظللت أسمع صوت الأعيرة النارية... وقد استمعت لأصوات طلقات الرصاص لساعات طويلة لدرجة أنني ظلت أتخيل سماعها حتى وانا في المنزل». من ناحيته، أكد مواطن بريطاني يدعى دنكان جرانت، يعيش بالقرب من ناريمان هاوس، أنه ليس باستطاعته نسيان منظر ثلاثة رجال يرتدون زياً أسود اللون وهم يقومون «بمعاينة» سطح ناريمان هاوس قبل الهجمات ببضعة أيام. ويتمتع جرانت بالقدرة على مشاهدة سطح ناريمان هاوس وثلاثة طوابق منه بشكل واضح من شرفة شقته، وتبلغ المسافة بين المبنيين قرابة 60 قدماً، لذا عندما كان جرانت يقف في شرفة منزله يومي الجمعة والأحد السابقين شاهد أمراً لا يمكنه نسيانه، حيث قال: «في مساء اليومين، شاهدت ثلاثة رجال يرتدون سترات وسراويل سوداء اللون يسيرون بمدخل ناريمان هاوس، كما لو كانوا يقومون بمعاينة هيكل المبنى والأنابيب الموجودة به. وانتابتني دهشة بالغة لأنني لم أر قط أي شخص يزور السطح على مدار السنوات التي عشتها هنا. وفي كلا المرتين، ظل الرجال، الذين بدت عليهم ملامح شرق أوسطية، يجولون بأنظارهم في المكان لمدة نصف ساعة. لم أدر حينها ماذا كانوا يفعلون، لكن الآن أدركت حل اللغز. وأشعر بالدهشة إزاء كيف تمكنوا من الصعود الى السطح من دون علم الزوجين الإسرائيليين».