إسلام آباد: زعماء الأحزاب السياسية يؤيدون الحكومة في تخفيف الأزمة مع الهند

محللون: هجمات مومباي هدفت لدفع البلدين إلى شفا الحرب

TT

طالب زعماء الاحزاب الباكستانية الحكومة امس عدم التنازل في ما يتعلق بالسيادة الوطنية وامن البلاد فيما يخص العلاقات المتدهورة مع الهند على خلفية تفجيرات مومباي. وبحث أمس أكثر من 50 من قيادات الأحزاب السياسية الباكستانية في منزل رئيس الوزراء رضا يوسف جيلاني الموقف المتدهولا مع الهند». وادان الساسة الباكستانيون العمليات الإرهابية التي ضربت مومباي، وطلبوا من الحكومة ابداء موقف مساند للحكومة الهندية والمشاركة في التحقيقات الجارية في مومباي». وقال نواز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق: «نحن شخص واحد عندما تتعرض بلادنا لمخاطر».

وفي ما يتعلق بطلب الهند رسميا من إسلام آباد تسليمها نحو 20 مطلوبا لدى السلطات الهندية يقيمون في باكستان، قال مسؤول باكستاني طلب عدم الكشف عن هويته «ان معظم هؤلاء الأشخاص خارج البلاد». وجاء الطلب الهندي في اعقاب الهجمات على مومباي الأسبوع الماضي والتي أسفرت عن مقتل 188 شخصا على الأقل. وقال وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي ان «نيو دلهي تقدمت بطلب تسلم هؤلاء رسميا وهي تنتظر جوابا على طلبها من السلطات في اسلام اباد». لكن المسؤولين في اسلام اباد حذروا من أي تدهور في العلاقات مع الهند بعد الهجمات التي وقعت في الأسبوع الماضي في مومباي قد يرغم باكستان على تحويل قواتها نحو الحدود مع الهند وبعيدا عن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين على الحدود الأفغانية.

وقال محققون هنود ان مهاجمي مومباي تدربوا لعدة اشهر في باكستان على ايدي جماعة عسكر طيبة التي انحي عليها باللائمة في الهجوم على البرلمان الهندي في عام 2001. ويقول محللون ان هجمات مومباي المميتة تهدف الى دفع الهند وباكستان النوويتين الى شفا الحرب في وقت كانت فيه اسلام أباد تتحدث فيه عن السلام وتعاقب فيه القوات الأميركية والباكستانية تنظيم «القاعدة» وحلفاءه. وتقول سامينا احمد، مدير مشروع جنوب آسيا بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات حدث هذا في وقت لا تتواصل فيه الحكومة المدنية الجديدة في باكستان مع الهند فحسب، بل كانت تتخذ بعض الخطوات التي لها مغزى كبير. وأضافت بالنسبة الجماعات الجهادية وأنصارها في باكستان كانت هذه لحظة حاسمة على الأرجح.

ما هو ليس واضحا هو الى أي عمق تضرب المؤامرة في باكستان. ويقول محللون ان نشوب أزمة مع الهند يفيد قطاعات من الجيش والقطاع الحكومي في باكستان غير راضية عن التحالف مع الولايات المتحدة الذي أدى الى قتال القوات الباكستانية لشعبها في المناطق الحدودية القبلية. ويرى محللون ان اثارة المشاكل مع الهند سيمنح باكستان عذرا للخروج من الحرب ضد الإرهاب التي لا تحظى بشعبية وتقودها الولايات المتحدة او على الاقل تنبه الولايات المتحدة الى المخاوف الامنية الباكستانية بشأن الهند وأفغانستان.

وأنحت الهند باللائمة على عناصر في باكستان وتقول ان المشتبه فيه الأول هو جماعة عسكر طيبة وهي جماعة متشددة يقول محللون ان وكالة المخابرات الباكستانية دعمتها في ما مضى.

وطلبت باكستان أدلة قائلة انه يجب الا تستبعد الهند احتمال أن يكون المتشددون محليين. وفوق هذا كله فان باكستان محاصرة من تنظيم القاعدة وحلفائه من المتشددين الإسلاميين. وتضاعفت الهجمات على قوات الأمن بما في ذلك وكالة المخابرات القوية التابعة للجيش وساسة في العامين الأخيرين.