المتهم بقتل إبنة ليلى غفران وصديقتها يعيد تمثيل الجريمة بحضور النيابة

والده قال إنه لم يغادر منزل الأسرة يوم الحادث

TT

كان يوم أمس الأربعاء مثيرا للغاية في نيابة جنوب الجيزة، التي تتولى التحقيق مع محمود سيد عبد الحفيظ، المتهم بقتل هبة العقاد ابنة المطربة المغربية ليلى غفران وصديقتها نادين جمال في شقة الأخيرة بحي الندى بمنطقة الشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر (غرب الجيزة)، انتهى بقرار النيابة بحبس المتهم بالقتل أربعة أيام على ذمة التحقيق، فيما أعرب حسن أبو العينين محامي أسرة ليلى غفران عن ارتياحها لسرعة التوصل إلى المتهم بالقتل، وقال «النار التي في قلبها بردت»، بينما نفى سيد عبد الحفيظ والد المتهم أن يكون نجله هو القاتل، مشددا على أن ابنه لم يغادر منزل الأسرة يوم وقوع الجريمة، فيما قالت والدته باكية: «ابني بريء».

التحقيقات بدأت مع المتهم البالغ من العمر 19 سنة ويعمل حدادا بأعمال البناء، في السابعة والنصف من مساء أول من أمس (الثلاثاء) واستمرت سبع ساعات متواصلة.

وفي الساعة الثانية والنصف من ظهر أمس قررت النيابة الانتقال بالمتهم لإجراء معاينة تصويرية لموقع الحادث، وقالت مصادر بالنيابة المصرية إن المتهم اعترف بارتكاب جريمتي القتل بمجرد وصوله إلى مسرح الجريمة، وأنه قام بتمثيل الواقعة بحضور النيابة، وأنه أقر في اعترافاته بأنه كان يمر بضائقة مالية، وفكر في سرقة إحدى الشقق بمدينة السادس من أكتوبر لمعرفته أن سكان المنطقة من الأثرياء، فاشترى سكينا حادا، واستقل حافلة صغيرة (ميكروباص) إلى مدينة السادس من أكتوبر، وظل يبحث عن شقة أو فيلا ليسرقها، إلى أن هداه تفكيره إلى سرقة إحدى الوحدات السكنية بحي الندى بمدينة الشيخ زايد، وأضافت المصادر أن المتهم اعترف أيضاً بأنه تسلق سور حي الندى في غفلة من رجال الأمن الخاص الذين يتولون حراسة المكان.

وأوضحت المصادر أن المعاينة التصويرية التي أجراها وائل صبري مدير نيابة جنوب الجيزة بحضور المتهم كشفت عن قيام الأخير بالتسلق لسور الفيلا التي وقع بها الحادث يوم الأربعاء الماضي وانتظر لنحو ساعة ونصف الساعة في الحديقة الخلفية للفيلا، وقام بخلع حذائه وتسلل إلى داخلها بعدما تمكن من فتح نافذة تطل على غرفة المعيشة ومنها إلى المطبخ، وأنه اعترف أيضا بعثوره على مبلغ 400 جنيه (نحو 73 دولارا) فقام بسرقتها، ثم توجه بعد ذلك إلى إحدى غرف النوم فوجد المجني عليها «نادين» في حالة شبه استيقاظ فتوارى عن نظرها بالاختباء وراء احدى ستائر الغرفة لمدة ربع ساعة تقريبا.

وأوضحت مصادر النيابة أن المتهم اعترف أنه عندما شعر بأن نادين استغرقت في النوم سرق هاتفها المحمول من جوارها وخرج وأوصد باب الغرفة.. مشيرا إلى أن نادين استيقظت في لحظتها لشعورها بحركة غريبة بالغرفة، وقامت بجذب مقبض الباب في الوقت الذي كان الطرف الآخر من المقبض من الجهة الأخرى في يده، بما نتج عنه شد وجذب بينهما، وأنه اعترف أن هذا الشد والجذب أسفر عن سقوطه داخل غرفة نادين واشتباكه معها.

وأضافت المصادر أن المتهم اعترف بأنه وضع يده اليسرى على فم نادين محاولا إسكاتها ومنعها من الصراخ، وأنه استل بيده الأخرى سكينا ملوحا به في وجهها في محاولة منه «للدفاع عن نفسه» في ظل مقاومتها له.

وأشارت المصادر إلى أن المتهم اعترف أيضاً بأنه في محاولاته «العشوائية» للتغلب على نادين، تسبب في حدوث قطع في عنقها، إلا أنه قال إن الجرح لم يكن غائرا ولم يحُل دون استمرارها في مقاومته، وأنه اعترف كذلك بأن هذا ما جعله يعاجلها بعدة طعنات في جسدها، أسفرت عن مقتلها وحدوث جرح بسيط بيده قام بمسح الدماء الناتجة عنه في إحدى الستائر.

وقالت مصادر النيابة المصرية أيضاً إن المتهم اعترف بأن المجني عليها الثانية «هبة العقاد» استيقظت على صوت العراك الدائر بينه وبين نادين، فأسرعت بالتفتيش عن شيء في غرفة المعيشة تضربه به، وأنه اعترف بأنه لم يمهلها وعاجلها هي الأخرى بعدة طعنات متوالية سقطت على أثرها على الأرض، ليسارع بعد ذلك بالهروب من نفس النافذة التي دخل منها.

وأضافت المصادر أن المتهم قال إنه أثناء هروبه من نافذة الفيلا بالهاتفين المحمولين، سقط منه أحدهما، وهو الهاتف الخاص بالمجني عليها الثانية هبة العقاد، وأنه احتفظ بمبلغ الـ 400 جنيه التي سرقها بداية دخوله للفيلا. وأوضحت المصادر أن المتهم اعترف بأنه لم يغير ملابسه قبل ركوبه سيارة الأجرة من أمام الشيخ زايد متوجها لمنزله في روض الفرج، وإنما فر بها من الفيلا لعدم وجود بقع وآثار دماء ملفتة لنظر الآخرين على ملابسه، وأنه استقل السيارة إلى ميدان رمسيس بوسط القاهرة ثم أمر سائقها أن يقله إلى روض الفرج مقابل 50 جنيها.

وقالت مصادر النيابة إن المتهم أوضح أنه ساعة دخوله منزله وجد بقية أفراد أسرته نائمين، فتناول وجبة العشاء سريعا، واستبدل ملابسه التي بها آثار دماء ووضعها في حقيبة بلاستيكية سوداء وألقى بها في صندوق قمامة خارج المنزل، ثم توجه إلى فراشه ليستغرق في النوم، حتى ساعة متأخرة من اليوم التالي «الجمعة».

وأشارت المصادر إلى أن المتهم قال إنه بعد استيقاظه من النوم بمنزله خرج لمقابلة صديق له يدعى محمد ضرغام ليعطيه الهاتف المحمول الخاص بنادين سدادا لمعاملات مالية بينهما، وأن ضرغام عندما استخدم الهاتف استطاعت الشرطة أن تتعقبه عن طريق تعقب الجهاز وتوصلت إلى عنوانه، وألقت القبض عليه ليرشد عن صديقه القاتل. وأعرب حسن أبو العينين محامي أسرة المطربة ليلى غفران عن ارتياح أسرة القتيلة لسرعة القبض على القاتل، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ليلى غفران بمجرد معرفتها بأنه تم القبض على القاتل وسيتم القصاص منه، ارتاحت وبردت النار التي كانت في قلبها حزنا على ابنتها».

وأضاف أبو العينين، وهو شقيق زوج ليلى غفران: «صغر سن المتهم وكونه مجرما بالصدفة أدت لخروج الجريمة بهذا القدر من البشاعة والقسوة، ولو أنه لص محترف ما كان تورط في جريمة قتل عقوبتها قد تصل إلى الإعدام، بينما جريمة السرقة قد يعاقب عليها بالحبس ستة أشهر».

وقال إن «أسرة المرحومة هبة العقاد مطمئنة تماما إلى سير التحقيقات، والمتهم اعترف، وأعاد تمثيل الجريمة في معاينة تصويرية أجرتها كما أن بصماته تطابقت مع البصمات الموجودة على السكين المستخدم في الحادث، ولا يتبقى سوى تحليل البصمة الوراثية (dna) الذي أجري للمتهم للتأكد من قطع الجلد التي وجدت تحت أظافر المرحومة نادين من أثر مقاومتها له».