مهرجان «الدوخلة» صورة تربط الأطفال بآبائهم الحجاج في الماضي

فعاليات وعروض مسرحية وأناشيد تراثية

أطفال يحملون شتلات صغيرة إلى شواطئ البحر ضمن مهرجان الدوخلة («الشرق الأوسط»)
TT

ينطلق الأسبوع المقبل مهرجان الدوخلة الرابع شرق السعودية، وهو من المهرجانات التي ينتظرها الجمهور، ويحييها أبناء قرية سنابس بجزيرة تاروت في محافظة القطيف، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث يستمر المهرجان لمدة خمسة أيام بدءا من 8 ديسمبر/ كانون الأول.

ويحتوي المهرجان، الذي يرعاه نائب أمير المنطقة الشرقية، الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، على عدد كبير من الفعاليات والمسابقات، منها مسابقات للأطفال والكبار، وتراث يحكي تاريخ المنطقة من المهن التقليدية والحرف الشعبية، ومجموعة من المعارض المتنوعة للأسر المنتجة والخط العربي والفنون التشكيلية، والرسم الحر، والنحت على الرمال، إضافة إلى وجود القرية التراثية، والتراث الشعبي، ومعرض منتجات المعاهد المهنية، وأيضا احتواء المهرجان على برامج للترفيه، والثقافة، والمسرح. ويرسم المهرجان من خلال فعالياته المتنوعة، بانوراما لحياة الصيد والزراعة البدائية التي كانت منتشرة قبل عقود في المنطقة، وكيفية وسائل العمل والتجارة والصناعة، التي يعيشها الأجداد، قبل التغيرات التي طرأت على المنطقة بفعل التطور العلمي والتكنولوجي والتقني.

ويتوقع أن يشهد المهرجان، بعض الفنون الاستعراضية، والألعاب البحرية المختلفة، التي كانت تقدم في المهرجانات السابقة، ويستقطب المهرجان عددا كبيرا من أبناء المنطقة الشرقية، إضافة إلى العديد من أبناء الخليج. ويذكر بعض المهتمين في التراث، أن الاحتفال المسمى بـ «الدوخلة» يكون في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، والدوخلة في لهجة أهل القطيف تعني السلة أو القفة، وهي وعاء من الخوص يستخدمه المزارع ليأكل منه التمر، في مزرعته أو بستانه، حيث يعلقه على جدار الكوخ بواسطة عصا. وتستخدم «الدوخلة» للزراعة أو أي وعاء آخر كعلبة فارغة من علب الطعام المحفوظ أو سلال الخوص الصغيرة، لكن يراعى أن تكون في حجم يستطيع الطفل أن يحملها معه. وفي غالبية دول الخليج تسمى الدوخلة «الحية بية»، وهو تقليد شعبي يحتفل به في يوم التاسع من ذي الحجة، أي يوم عرفة، ومنهم من يحتفل به يوم عيد الأضحى.

ويقول بعض المهتمين بالتراث، إن أصل «الحيّه بيه» هي «الحجي بيجي»، كما في اللهجة العامية لأهل قطر والبحرين والإمارات، أي الحاج سيعود أو إنها تعني الحجة والمقصود القفة الصغيرة التي يقوم الأطفال بزرع البذور فيها. وفي الكويت أيضاً يسمونها حجة، إنما يلفظونها «حية» ويوم رمايتها يقولون: يا حيتي، يا بيتي، حي «حجي» لأبوي، حي «حجي» لأمي، سبع حيات «حجات».

ويسترجع أهل القطيف ذاكرتهم إلى الوراء، بأن «وقت عمل الدوخلة يكون مع انطلاق الحجاج لقضاء مناسك الحج أي في شهر شوال، حيث كانت معظم القوافل تنطلق براً وتحتاج لوقت طويل للوصول إلى مكة». فكانت النسوة يصنعن الدوخلة لأطفالهن ليستذكروا بها الحاج الغائب حيث كان الطفل يردد أهزوجة «حبيبي غايب مكة» عند ريّها، فيرتبط بعلاقة جميلة مع هذه النبتة. ويردد الأطفال الأناشيد عند سقيهم لها ومنها.

وتختلف مسميات «الدوخلة» في بعض المناطق القريبة من القطيف حيث تسمى في صفوى والجارودية «اسْعنـّة»، وتستبدل كلمات الأهازيج في بعضها، ومع مرور الزمن مازال أبناء الشرقية يحيون عاداتها من خلال المناسبات.