زرداري يؤكد حق بلاده في محاكمة المتورطين.. ورايس في الهند: على باكستان التعاون بـ«همة وحزم»

إبطال مفعول متفجرات في محطة قطارات مومباي

TT

حثت وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس، باكستان على التعاون بـ«شكل تام وشفافية» مع التحقيق الجاري في الهجمات التي تعرضت لها في الاسبوع الماضي مدينة مومباي الهندية، والتي أدت الى تدهور خطير في العلاقات بين الجارين الآسيويين. وقالت رايس التي وصلت الى الهند صباح امس إن على باكستان العمل «بهمة وتصميم» للتعاون مع الهند للتحقيق في الهجمات. وفور وصولها، اعلنت رايس ان على باكستان ان تتعاون بشكل «عاجل وبحزم» في التحقيق بشأن اعتداءات مومباي. وصرحت للصحافيين قبل محادثاتها مع نظيرها الهندي براناب مخرجي ورئيس الوزراء مانموهان سينغ في نيودلهي «علينا ان نتحرك بشكل عاجل وبحزم. يجب على باكستان ان تتصرف بشكل عاجل وبحزم». وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان رايس ستمارس ضغوطا على الهند وباكستان المتحالفتين مع الولايات المتحدة وتقيمان علاقات جوار صعبة، لتتعاونا وتتبادلا المعلومات. وكانت رايس قد صرحت اول من امس في بروكسل قبل مغادرتها الى نيودلهي «اريد مشاورة الحكومة الهندية لنرى ما يمكننا فعله للمساعدة» في التحقيق في الاعتداءات التي اودت بحياة 188 شخصاً بينهم ثلاثون اجنبيا بين 26 و29 نوفمبر (تشرين الثاني) في مومباي. وقال مصدر حكومي ان الهند ستقدم الى رايس «ادلة» على صلة لباكستان بالاعتداءات، منها تسجيلات هاتفية وأرقام هواتف. واضاف هذا المسؤول الحكومي رافضا كشف هويته «سنظهر تسجيلات لمحادثات هاتفية عبر الاقمار الصناعية تظهر صلة بين الارهابيين وقادتهم الباكستانيين». وتابع «نملك أدلة حصلنا عليها انطلاقاً من هواتف، تظهر مصدر الاتصالات ووجهتها». واتهم مدير الاستخبارات الاميركية مايك ماكونيل من دون ان يسميها جماعة «عسكر طيبة» المتمركزة في باكستان والناشطة في اقليم كشمير بانها وراء الاعتداءات. وتؤكد نيودلهي ان جميع المسلحين الذين شنوا الهجمات في مومباي انطلقوا من ميناء كراتشي الباكستاني (جنوب) بعدما دربتهم «عسكر طيبة» وارشدتهم الى اهدافهم. وعرضت اسلام اباد العملَ مع نيودلهي لكشف هوية مخططي الاعتداءات، لكن الهند تطالب باكستان بتسليم نحو 20 شخصا تعتقد انهم ضالعون في الهجمات، بينهم حافظ سعيد زعيم حركة «عسكر طيبة». وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان الشرطة الهندية تعتقد انها كشفت هوية العقل المدبر للهجمات، وهو يوسف موزمل قائد العمليات في «عسكر طيبة»، وذلك بعد استجواب اجمل امير كساب، المهاجم الوحيد، الذي ظل على قيد الحياة. ونقلت المصادر الهندية عن أجهزة الاستخبارات قولها إن المهاجم الوحيد الذي تم توقيفه في مومباي خلال الاعتداءات كساب، 21 عاماً، أكد للمحققين أن جميع المهاجمين باكستانيون ودربتهم «عسكر طيبة»، وقال: إن المسلحين وصلوا إلى مومباي بزوارق مطاطية من سفينة صيد أكبر تم اعتراضها وقتل طاقمها قبل الانتقال الى قوارب مطاطية للوصول الى الشاطئ. وفي خبر عاجل، ذكرت قنوات التلفزيون الهندي انه تم العثور على مواد متفجرة في محطة القطارات الرئيسية في مومباي امس، وتم ابطال مفعولها. وكانت المحطة بين المواقع التي هاجمها مسلحون، الاسبوع الماضي. الى ذلك، أعاد الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، التشديد على أن بلاده غير مسؤولة عن الهجمات التي تعرضت لها مومباي، والتي أدت إلى مقتل وجرح المئات من الأشخاص. كما شكك في حقيقة أن يكون المعتقل الوحيد من بين المهاجمين، الموجود لدى أجهزة الأمن الهندية، باكستاني الأصل. وأكد زرداري استعداده للطلب من قادة الاستخبارات في باكستان العمل مع نظرائهم في نيودلهي لمساعدتهم في التحقيقات، لكنه احتفظ بحق بلاده في محاكمة من يثبت تورطه من مواطنيها على أراضيها. وقال زرداري، الذي كان يتحدث إلى برنامج «لاري كينغ لايف» على شبكة «سي ان ان» إن المهاجمين والمخططين للهجمات، وبصرف النظر عن هوياتهم، هم «ناشطون دون هوية وطنية يعملون على امتداد المنطقة وهو يأخذون العالم كله رهينة». وقال زرداري «اذا كانت لدينا ادلة فسنحاكمهم أمام محاكمنا، وعلى اراضينا وسنصدر احكاما عليهم». وقال زرداري ان اي ضربة هندية عبر الحدود لقاعدة ارهابية مشتبه بها ستاتي برد فعل عكسي. وقال ان «التهديد هو لدولة باكستان، وهو تهديد لدولة باكستان وتهديد للمنطقة». ورداً على سؤال على المزاعم بان اجهزة الاستخبارات في بلاده ساعدت الجماعات المتطرفة، قال زرداري «في الماضي، تم ارتكاب العديد من الاخطاء لا انكر ذلك». الا انه قال ان الحكومة الحالية لا تدعم أياً من هذه الاعمال. واضاف «استطيع أن اطمئن العالم من ناحيتي ومن ناحية جيشي ومن ناحية برلماني ومن ناحية شعب باكستان اننا لا نساعد اي عمل من هذا النوع». وبدا ان زرداري يقر كذلك بان باكستان كانت قاعدة للجماعات المتطرفة. وفي تعليق على تقرير اصدرته لجنة اميركية، يقول ان باكستان يمكن ان تكون نقطة انطلاق ارهابيين يستخدمون اسلحة نووية او بيولوجية، قال زرداري ان هذا وضع «ورثناه». واضاف ان هذا الوضع هو «جزء من المشكلة الافغانية وجزء من الحرب في افغانستان وجزء من الحرب في مناطقنا الشمالية. هذه مسألة يجب ان نوليها مزيدا من الاهتمام». وتابع «انا آمل في ان تعمل الادارة الاميركية المقبلة معنا للبحث في حل اقليمي لهذه المشكلة».

وطلبت الهند من باكستان تسليمها 20 شخصاً يشتبه بتورطهم في اعتداءات مومباي التي اودت بحياة 188 شخصاً وتسببت في جرح 300 آخرين. وقال زرداري ان مهاجمي مومباي «لا جنسية لهم» واتهمهم «باحتجاز العالم أجمع رهينة». وخاضت الهند وباكستان اللتان أصبحتا قوتين نوويتين ثلاث حروب منذ نيل استقلالهما عام 1947. وأوشك نزاع رابع ان يندلع بينهما عام 2001 بعد اعتداء استهدف البرلمان الهندي ونسب الى «عسكر طيبة». وهنأ وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس السلطات الهندية بـ«التزامها ضبط النفس» اثر الاعتداءات. واعلن غيتس أن باكستان لم تسحب قوات من حدودها مع افغانستان لنشرها على الحدود مع الهند، الأمر الذي اراح واشنطن التي تعول على هذا الوجود العسكري للتصدي لمتمردي طالبان وقادة «القاعدة» الذين يُفترض وجودهم في هذه المنطقة.