حجاج بيت الله الحرام يرمون اليوم جمرة العقبة وينحرون هديهم

يحتفلون بالتحلل في أول أيام عيد الأضحى المبارك

ملايين الحجاج خلال نفرتهم إلى عرفات صباح أمس (تصوير: ثامر الفرج)
TT

يتحلل اليوم العاشر من شهر ذي الحجة حجاج بيت الله الحرام، وذلك بعد رمي جمرة العقبة الكبرى، ومن ثم ذبح أضاحيهم ونحر هديهم، اتباعا لمناسك الرسول الكريم صلى الله عليهم وسلم، ليحتفلوا في هيئة جسد واحد يحتوي على ذات الملابس، وقلب واحد في ذات الجسد يطمع في المغفرة والرحمة والشعور بفرحة العيد.

وجاء تحلل الحجاج بعد مسيرة يومين في الحج قضوا يوم التروية في اليوم الأول، ثم توجهوا إلى صعيد جبل الرحمة، ووقفوا في عرفات حتى غروب الشمس، ثم باتوا في مزدلفة بعدما أدوا فيها صلاتي المغرب والعشاء «جمع تأخير»، فيما حرص الكثير منهم على البقاء فيها وأدى صلاة الفجر ومن ثم العودة إلى منى لرمي جمرة العقبة. ويأتي هذا بمتابعة القيادة السعودية وكافة الجهات الحكومية ذات العلاقة بالحج، حيث وصل في وقت لاحق من أمس إلى منى، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، للإشراف المباشر على راحة وتنقلات ضيوف الرحمن، وللأطلاع عن قرب على كل ما يصب في راحة وخدمة الحجاج من كافة الجهات ذات العلاقة. ويحتفل العالم الإسلامي اليوم بأول أيام عيد الأضحى المبارك، فيما ستبدأ أيام التشريق الثلاثة اعتبارا من غد الثلاثاء، والتي سيقضيها الحجاج في منى، يرمون خلالها الجمرات الثلاث (الصغرى والوسطى والكبرى)، ويستكمل ممن عليه هدي أو أضحية نسكه. وينتظر أن يرمي حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم، جمرة العقبة الكبرى، وسط إجراءات أمنية مشددة لتنظيم السير، بحيث يتمكن الحجاج من الرمي بكل سهولة ويسر.

وكانت أفواج الحجاج قد صعدت من منى إلى عرفات منذ وقت مبكر حاملين أمتعتهم وحوائجهم التي انتقلوا بها إلى مزدلفة، إلى أن انطلقوا مرة أخرى لتكملة نسكهم، والتي أخذوها من هدى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والذي قال «خذوا عني مناسككم»، مرسلين دعواتهم نحو السماء، لله عز وجل، طالبين المغفرة والرحمة، والعتق من النار، في مشهد رباني يجمع بين الدنيا والآخرة، كصورة تجلت في تلبية المسلمين للركن الخامس من أركان الإسلام المفروض على من استطاع إليه سبيلا. ورصدت «الشرق الأوسط» الحركة الميدانية لقوافل الحجاج وسط تنظيم مميز خلال هذا الموسم، على الرغم من الزيادة التي طرأت على الحجاج بيد أن الحكومة السعودية استطاعت رسم خطة تهدف إلى تحرك قوافل البشر والمحركات بشكل متناغم، وذلك عبر أهم القرارات التي اتخذها هذا العام عبر منع الافتراش، سواء كان افتراشاً على الأرض أو وقوفاً على جوانب الطرقات أو جلوساً. وخصصت جوانب أخرى من خلال منع الازدواجية بين المغادرين والقادمين إلى منى من خلال تخصيص الطرق بين الحجاج، بالإضافة إلى وجود فرق تنظيف خصصتها أمانة مكة المكرمة لجمع النفايات المختلفة، لتفادي تراكمها، والتسبب في أمراض وبائية.