حاج منغولي قدم لأداء الركن الخامس فوافته المنية يوم التصعيد

حجاج قدموا من أصقاع الأرض فأجبرهم القدر على السرير الأبيض

الحاج امارشان من بين 14 حاجا تكفلت وزارة الصحة بتصعيدهم إلى منى بعد أن أصابهم المرض («الشرق الأوسط»)
TT

لم يكد الحاج نور الدين القادم من أواسط منغوليا الانتهاء من الاستحمام بمستشفى الملك فهد في المدينة المنورة، بمساعدة أحد الممرضين، وذلك للانطلاق عبر سيارة إسعاف خصصت لنقله برفقة مريض أخر إلى مستشفى عرفات لتأدية مناسك الحج، حتى فوجئ الجميع بتعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية ناتجة عن معاناته المزمنة من مرض القلب والشيخوخة، لتفيض روحه بعد محاولات لإنقاذه ويسلم الروح قبل أن يحقق حلمه في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

الحاج نور الدين الذي ووري الثرى بعد صلاة يوم الجمعة الماضي، كان مقرراً صعوده ضمن قافلة طبية لنقل 15 مريضاً من مستشفيات المدينة المنورة إلى المشاعر المقدسة، وهم من سمحت حالتهم الصحية بتمكينهم من تأدية مناسك الحج، فيما بقي حوالي خمسة حجاج وصفت حالتهم بالحرجة طبياً، وقد بلغ عدد الحجاج الذين توافدوا على المدينة المنورة قبل الحج نحو 900 ألف حاج، وبلغ من تم تنويمهم في مستشفيات المدينة المنورة منذ بدء القدوم وحتى تصعيد الحجاج 574 حالة فيما توفي 142 حاجاً، كما شهدت المراكز الموسمية الأربعة مراجعة 3000 حاج يومياً لكل مركز. وأوضح الدكتور عقيل الغامدي مدير عام الشؤون الصحية في المدينة المنورة لـ «الشرق الأوسط»، أنه وفق إجراء سنوي دأبت عليه وزارة الصحة تكمل الشؤون الصحية الإجراءات الخاصة بتفويج الحجاج المنومين بمستشفيات المدينة المنورة إلى المشاعر المقدسة بمكة المكرمة، وينقل كل مريض بسيارة إسعاف مجهزة طبياً ويرافق كل حالة ممرض وتقرير طبي يوضح الحالة بدقة، إضافة إلى كمية من الأدوية التي يتناولها المريض تكفي لمدة يومين.

وأضاف «وتم تدعيم المراكز التي تمر بها القافلة بسيارات إسعاف احتياطية في حال تعطل أي عربة يمكن الاستفادة منها». من جانبه، أوضح محمد بن سليمان العزب رئيس مكتب الرعاية الصحية بمؤسسة الإدلاء أن المؤسسة تقوم بمتابعة جميع الحجاج المرضى في المستشفيات ومتابعة حالتهم الصحية وإنهاء إجراءات دفن من يتوفى منهم، أو ترحيله إلى بلاده.

وقال العزب «في هذا الموسم تم تصعيد 14 حاجاً، خمسة منهم من مستشفى الملك فهد وهم: كلثوم يوسف سودانية الجنسية، وشمسون عبد الوهاب روسي الجنسية، وأمينة عبد المجيد مصرية الجنسية، وحليمة بيقم بنجلادشية الجنسية، وامشان ارلنج هندي الجنسية، ومن مستشفى الأنصار 7 مرضى وهم: هناء شكري من مصر، عبد الحميد دل من بنجلاديش، نور عباس من باكستان، ومحمود فهمي من مصر، وكلنتلر بيبي محمد سيرلانكي الجنسية، وفاطمة علي من سوريا، وكامل حسن كامل من مصر، ومن مستشفى أحد مريضان هما: علي إبراهيم من الجزائر، وجرسه يوسف من البوسنة والهرسك».

ويوضح العزب أن معظم الحالات المرضية للحجاج من أمراض القلب والسكري والضغط والشيخوخة والكسور، أما الحالات الموسمية فمن أمراض الجهاز التنفسي والنزلات المعوية.