كروغمان: التجارب السابقة قد تحول دون حصول ركود اقتصادي عالمي كبير

الحاصل على نوبل الاقتصاد لـ2008 دعا إلى استخلاص العبر منها

بول كروغمان الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2008 أثناء ندوة صحافية في استوكهولم أمس (رويترز)
TT

قال بول كروغمان، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2008، أمس الأحد إن العبر التي يمكن استخلاصها من الركود الكبير في ثلاثينات القرن الماضي ومن الأزمات الاقتصادية التي وقعت بعد ذلك ربما تكون الشيء الوحيد الذي يمكن ان يحول دون حدوث ركود اقتصادي كبير في الوقت الحالي. وصرح كروغمان للصحافيين في استوكهولم حيث سيتسلم جائزة نوبل هذا الأسبوع «لو لم نمر بركود كبير، اعتقد اننا كنا سنغرق في ركود الآن». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كروغمان، الأستاذ في جامعة برينستون والكاتب في صحيفة «نيويورك تايمز» قوله «ولكن ولأننا مررنا بركود كبير ولدينا بعض التحليلات عن كيفية حدوثه، اصبح لدينا بعض الامل بتجنب تكراره». وأضاف كروغمان، الذي يؤيد الانفاق الحكومي الهائل على البنية التحتية وبرامج الاشغال العامة كطريقة لإنعاش الاقتصاد الاميركي المتدهور، امس ان على واشنطن ان تستفيد من دروس الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي مرت بها اليابان في التسعينات. وأوضح «اعتقد انه يجب ان نكون ممتنين لليابانيين لأنهم منحونا الإدراك بان مثل هذه الأمور يمكن ان تحدث، كما عرفنا منهم أي السياسات تنجح وأيها لا ينجح». وقال «ان تجربة اليابان في التسعينات تؤكد ان الإنفاق الحكومي ورغم انه لن يكون العلاج الدائم، الا انه يمكن ان يخفف الضغوط على الاقتصاد بشكل كبير». وحذر كروغمان في مقالاته في «نيويورك تايمز» من ان الرئيس المنتخب باراك اوباما ـ الذي وعد السبت بالقيام بأكبر استثمارات منذ الخمسينات في البنية التحتية ـ قد لا يتصرف بالجرأة الكافية لانهاء مشاكل البلاد الاقتصادية». وأضاف «أنا قلق للغاية من ان لا يتم تطبيق هذه البرامج بالسرعة الكافية بالمقارنة مع السرعة التي يتدهور فيها الاقتصاد».

وأوضح ان الإنفاق العام «هو ردنا الوحيد. في الحقيقة هذه ازمة وعلينا ان نقدم الدعم. القطاع الخاص لا يمكنه ان يدعم نفسه». كما اشاد كروغمان، الذي فاز بجائزة نوبل عن عمله على تأثير التجارة الحرة والعولمة، باختيار أوباما لتيموثي غايتنر وزيرا للخزانة ووصفه بأنه «ذكي للغاية، ومنفتح وأكثر سرعة من غيره في ادراك ضعف النظام المالي». الا انه قال ان غايتنر «يواجه مهمة مرهقة للغاية. فالآليات البسيطة لإنقاذ الاقتصاد العالمي صعبة للغاية. والوتيرة التي تتدهور بها الأمور سريعة للغاية». ورغم انه يؤيد الإنفاق الحكومي لإنقاذ الاقتصاد الاميركي، الا ان كروغمان اعرب عن مزيد من التشكك في انقاذ شركات السيارات العملاقة المتعثرة. وأضاف «لا يوجد استعداد لقبول المسؤولية عن فشل قطاع صناعي كبير.. وسط انكماش سيئ للغاية». وتابع «وفي النهاية فقد تختفي هذه الشركات، وسيتسلم كروغمان ميدالية نوبل الذهبية ودبلوما إضافة الى 10 ملايين كورون سويدي (1.2 مليون دولار، 929 الف دولار) في حفل رسمي لتسليم الجائزة في استوكهولم في 10 ديسمبر (كانون الأول). وردا على سؤال حول كيف سينفق مبلغ الجائزة قال «أفضل رسالة تهنئة وصلتني بالبريد الالكتروني كتب فيها «مبروك». آمل ان تجد مصرفا لا يزال عاملا ولم يفلس».