مكة المكرمة: إقبال شديد من الحجاج على شراء الهدايا التذكارية

تشمل المجسمات الصغيرة والسبح والفضيات

حجاج يتسوقون في أحد متاجر مكة المكرمة (ا.ف.ب)
TT

تشهد أسواق مكة المكرمة هذه الأيام من موسم الحج، إقبالا شديدا على شراء البضائع والسلع والهدايا التذكارية من الحجاج، لإهدائها لأقاربهم وأصدقائهم لدى عودتهم إلى بلدانهم. وبحسب مندوبي وكالة الأنباء السعودية في المشاعر المقدسة، الذين رصدوا جانبا من هذه الحركة التجارية في الأسواق، والتقوا عددا من أصحاب المحلات والحجاج للوقوف على مدى تغير الأسعار، مقارنة بما كانت عليه في موسم الحج الماضي، وتأثرها بالأزمة المالية العالمية التي أضحت حديث الناس، ولمعرفة أكثر السلع التي يفضلها الحجاج هدايا لأقاربهم وأصدقائهم التي يقبل عليها الحجاج لا قتنائها، فقد توصلوا إلى تباين في الأذواق بين العديد من الجنسيات فمنهم من يفضل الفضيات، ومنهم من يركز على السبح والمجسمات الصغيرة التي تحتوي صورا للكعبة المشرفة والمدينة المنورة، في حين يفضل البعض الآخر اقتناء السجاجيد الفاخرة ذات الريح الطيبة، والسبح من الكهرمان والأخشاب الثمينة والخواتم الفضية المرصعة بالأحجار الكريمة. وأوضح محمد سعيد قاسم وهو بائع في محل ملابس وإكسسوارات، أن الأسعار زادت بنسبة تتراوح ما بين 25 و30 في المائة تقريبا، مما كان له الأثر في إحجام الكثير من الحجاج عن شراء تلك السلع، مما اضطر التجار إلى البحث عن بدائل تكون بأسعار أقل»، مشيرا إلى أن الأسعار بدأت تتراجع مؤخرا، خاصة مع تعدد المنتجين والمصانع إلى جانب زيادة المنتجات السعودية، متمنيا التوسع فيها لأن الحاج، حسب رأيه، يفرح بالمنتج السعودي، ويرى فيه ضالته، كما أنه يقي التاجر تقلب الأسعار في الأسواق العالمية، إضافة إلى ارتفاع أجور الشحن. وعن ثبات الأسعار خلال موسم الحج، بين أن فترة الحج تعد قصيرة لا يتأتى معها أن تتغير الأسعار، ما عدا الذهب الذي يتغير بشكل يومي تبعا للأسعار العالمية. وأشار إلى أن وزارة التجارة والصناعة تنشط خلال هذه الفترة بمتابعة الأسواق، حيث تقوم فرق ميدانية بزيارات للمحلات بمعدل مرتين أو ثلاث في الأسبوع لمراقبة الأسعار، والتأكد من جودة البضائع مقارنة بأسعارها. فيما أفاد أحمد الكف وهو بائع في محل للسبح والفضيات، بأن التجار في هذا المجال يحاولون توفير السلع بأسعار متفاوتة وأنواع متعددة منها الرخيص حتى يتمكن الحاج من شرائها وفقا لقدرته المالية، مشيرا إلى زيادة قيمة بعض السلع مثل السبح الصينية، حيث كان يتم شراؤها بقيمة 4 ريالات للسبحة الواحدة، وأصبح سعرها الآن في الجملة 5 ريالات، بينما أصبح سعر السبح السعودية والإيرانية 15 ريالا للسبحة الواحدة، بعد أن كان سعرها 13 ريالا، مما اضطره إلى رفع قيمتها. وقال «إن بعض الحجاج حريصون مع تنوع البضائع على الانتقاء، ومحاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من التذكارات عن مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وما يحمل طابعها ورسوما للحرم، لأن هذا ما يشتاق إليه الأهل والأصدقاء، ويحمل لهم الشعور بالخشوع والمحبة لهذه البقاع الطاهرة». وأوضح عبد الرحمن تركماني، الذي يعمل بائعا في أحد المحلات الفضية، أن عملية الشراء تختلف من جنسيه إلى أخرى، حيث يركز أصحاب الجنسية الشيشانية والإيرانية والأندونيسية على شراء الفضيات، بينما يركز الأتراك على السبح والمجسمات الصغيرة، التي تحتوي صورا للكعبة المشرفة والمدينة المنورة. أما الحجاج من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (الإمارات والبحرين وقطر والكويت وعمان) فيحرصون على اقتناء السجاجيد الفاخرة ذات الريح الطيبة، والسبح من الكهرمان والأخشاب الثمينة، والخواتم الفضية المرصعة بالأحجار الكريمة، مثل العقيق والفيروز والزمرد واللازورد. وأشار عثمان محمد رجب، وهو صاحب محل أحجار كريمة وفضيات، إلى أن الارتفاع في الأسعار أثر عليه بشكل واضح، حيث انه كان يوفر للمحل بضاعة بقيمة 70 ألف ريال في السابق، أما في هذه السنة فإن البضائع كلفته أكثر من 100 ألف ريال. وكان العسل والعود حاضرا في الأسواق، حيث يقول أحمد ولي الذي يعمل بائعا في أحد محلات بيع العود والعسل عن قيمة العود وأسعاره «إن أسعاره زادت عن السنة الماضية بنسبة 25 في المائة، مما جعل الحجاج يتجهون إلى شراء المسك الأبيض ومخلطات العطور الشرقية، مثل مخلط يعرف باسم مخلط (الحجر الأسود) إلى جانب العطور الفرنسية، نظرا لارتفاع قيمة العود».

ولاحظ مندوبو واس، أثناء تجوالهم في العديد من أسواق مكة المكرمة، أن العديد من المحلات، ما زالت تتزود بالبضائع والمواد التموينية بكثافة، مما يدل على توقع أصحاب المحلات إقبالا كبيرا عليها بعد انتهاء الحجاج من أداء مناسكهم. وللتعرف على مدى رضا الحجاج عن توفر المواد التموينية وسهولة الحصول عليها، قال أبو عبيده حسن محمد وهو حاج سوداني إن «المواد الغذائية متوفرة بشكل كبير ولله الحمد، ولقد حججت سابقا، وأرى أن التنظيم هذه السنة أفضل من الماضي، فمحلات بيع المواد الغذائية منتشرة بشكل أكبر مع توسع الأسواق، وظهور أسواق جديدة عديدة بمبان أفضل في كل أرجاء مكة المكرمة والمشاعر المقدسة». ورصدت إحدى الدراسات الاقتصادية، زيادة حركة البيع للحجاج في أسواق مكة المكرمة في رحلة العودة بـ100 في المائة، مقارنة بما تكون عليه عند قدومهم إلى مكة المكرمة، وأرجعت ذلك إلى كون الحجاج، منشغلين عند قدومهم في أداء مناسك الحج، وبعد فراغهم منها يحرصون على شراء الهدايا للأهل والأصدقاء. وتشهد الأسواق في مكة نموا مضطردا في مساحاتها ومبانيها، وتعدد المنتجات فيها بما يتيح خيارات متنوعة وأسعارا متفاوتة، فيما تتولى وزارة التجارة وأمانة العاصمة المقدسة متابعة هذا الشأن، مع الحرص على أن تكون المنافسة تخدم الحاج والتاجر، بالحرص على توفر البضائع وجودتها وأسعارها.