توقعات بثبات متوسط سعر الأضحية بعد أيام من التذبذب

بلغ متوسط سعرها 1000 ريال خلال الأيام الماضية.. وأمانات المدن تهتم بالبيئة

شهدت معظم المدن السعودية خلال الأيام الماضية ارتفاع الطلب على شراء الخرفان، تمهيدا لذبحها في صبيحة يوم العيد (تصوير: خالد الخميس)
TT

يبدأ صباح اليوم، مؤشر أسعار الذبائح في معظم المدن السعودية في الاستقرار عقب حالة التذبذب التي لازمته طوال الأسبوع الماضي، وتحولت مساحات كبيرة في معظم مدن السعودية إلى حضائر أغنام في ظل زيادة الطلب على الأضاحي، إضافة إلى ما يحتاجه الكثيرون من لحوم لإعداد الولائم والعزائم خلال أيام العيد.

وبطبيعة الحال، فإن تلك الحضائر أسفرت عن زحام مروري عند مداخل الأحياء السكنية التي أصبحت الأغنام تحاصرها من جميع الجهات، إضافة إلى تشبع هوائها بالروائح الكريهة نتيجة مخلفات أعلافها، عدا عن تكوين مخيمات صغيرة يحتمي بداخلها بائعوها من أشعة الشمس الحارقة في النهار، وتكون بمثابة ثكنة يراقبون من خلالها أغنامهم كي لا تتعرض إلى السرقة.

وعلى الرغم من تحديد الجهات المسؤولة أماكن محددة لبيع الأغنام بها، إلا أن هناك من يختارون أراضي فارغة قد تكون في أحيان كثيرة وسط مناطق سكنية أو على جوانب شوارع تلك المخططات الجديدة.

السعوديون يتسقطون في هذه الفترة أخبار أسعار الأضاحي، فيتحول كثير من الاتصالات إلى نشرة لأسعار الأغنام ومقارنتها بالأسعار في مناطق أخرى، أو طرح عدد من الحلول الممكنة للأضحية والتي يمكن للمضحي أن يلجأ لها في تجاوزات الأسعار المتوقعة في حين تشير الأسعار في الفترة الحالية إلى أن سعر الأضحية يتراوح بين 950 ريالا و1300 ريال.

ففي حين نشرت أمانة منطقة الرياض إعلاناً في الصحف بقائمة الأسعار والتي تراوحت للنعيمي البلدي والذي يعد الأكثر إقبالاً بين 950 و1300 ريال وربطت بين السعر ووزن الأضحية، بينما في سوق الأغنام الأسعار تعتمد على تقدير حجم الذبيحة وليس على وزنها بميزان دقيق، وفي هذه الفترة نشطت جمعية البر في المنطقة الشرقية في نشر إعلانات في مختلف شوارع المنطقة عن توفير أضاح بـ 950 ريالا مع خيارات التبرع بثلث الذبيحة أو ثلثيها لصالح الفقراء الذين ترعاهم الجمعية.

إلى ذلك وفي زحمة البحث عن أضحية بسعر مناسب في ظل تصاعد الأسعار فضل أبو محمد شراء أضحية قبل بدء شهر ذي الحجة بعشرة أيام، من أجل رعايتها وتوفير الغذاء المناسب لها طوال هذه الفترة، ولا يخفي أبو محمد أن وجود مكان مخصص لها في المنزل ساعده كثيراً في اتخاذ القرار، فسعر الأضحية التي حصل عليها لم يتجاوز الـ700 ريال.

علي محمد القرني، تاجر مواش، يقول إن الأسعار الأولية تتراوح بين 1000 و1250 ريالا، مشيراً إلى أن هذه الأسعار للنعيمي البلدي وهي الأعلى سعراً في السوق، فيما الأغنام المستوردة والتي امتلأ بها السوق يفترض أن تباع بأسعار أقل، إلا أنها تسوق على أنها أغنام بلدية وتباع بأسعار تفوق سعرها الحقيقي بكثير، ويضيف «لأن الناس في هذا الموسم لديهم هاجس بأن الأسعار مرتفعة يلجأ البعض إلى بيع الأغنام المستوردة بهذه الأسعار لأن المشتري لا يفرق بين النوعين».

من جهة أخرى يلجأ البعض إلى شراء الأضحية يوم العيد بعد الصلاة حيث يتوجه كثير من المضحين من مصلى العيد إلى سوق الأغنام لشراء الأضحية المناسبة ويعتبر ان هذا هو المؤشر الحقيقي لسعر الأضاحي، حيث يرى البعض أن الشراء قبل يوم العيد بيوم أو يومين سيكون بسعر أغلى، فيما لو تم شراء الأضحية بعد صلاة العيد حيث يقع تجار المواشي تحت ضغط الوقت لأنه ليس لدى الكثير منهم حظائر أو أن المواشي التي تم شراؤها لموسم العيد لا تتسع لها الحظيرة، لذا يلجأ التجار الى خفض الأسعار للخروج بأكبر عدد من الزبائن في ذلك اليوم.

في جانب آخر يفضل البعض الانتظار إلى اليوم الثاني أو الثالث من أيام العيد حتى تعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي بعد أن يتراجع الطلب على الأضاحي حيث تستقر الأسعار بشكل أكبر. فكما يرى فارس الغامدي فإن الأسعار هذا العام مبالغ فيها بشكل كبير، لذلك قرر أن ينتظر إلى اليوم الثاني لشراء الأضحية، كذلك حتى يخف الزحام على المسلخ. ويضيف «في اليوم الأول يحاول كثير من الباعة تصريف أكبر عدد ممكن من الذبائح لديه في ظل وجود عدد أكبر من المشترين، لكن في اليوم التالي يخف الطلب على الأضاحي إلى النصف تقريباً لأن الكثير يفضل ذبح الأضحية بعد صلاة العيد مباشرة أو في اليوم الأول على أضعف تقدير إذا لم يمكنه ذبحها بعد صلاة العيد»، ويضيف «عندما يتراجع الطلب تتراجع الأسعار لأن الناس لن تطلب أضاحي إلا خلال فترة محددة فقط». أمانة العاصمة السعودية الرياض أعلنت رسميا اعتمادها لموسم الأضحية في عيد هذا العام، عبر ضبط وتجهيز شاشات تلفزيونية، ستلف المسالخ المعتمدة في خطوة تطبق للمرة الأولى بإدخال الأنظمة التقنية ليتسنى للمضحي متابعة سير أضحيته، مؤكدة أن هذا التوجه جاء رغبة في إتاحة الفرصة لمشاهدة المضحّي خط سير أضحيته حتى تسلمها، من دون اللجوء للاكتظاظ والازدحام.

وذهبت الأمانة في تطور جديد، لمخاطبة ربات البيوت في منازلهن من خلال ما ابتكرته من كتيبات بسيطة وبروشورات توعوية سهلة القراءة وموضحة الخطوات لتوضيح الطرق السليمة للتعامل مع لحوم الأضاحي. ويتزامن ذلك مع تجهيز الأمانة لـ 100 فرقة تضم أطباء بيطريين ومراقبين صحيين، لكي يتم الإشراف المباشر على المطابخ وقصور الأفراح بعد دخول 330 مطبخا و50 قصر أفراح منافسة المسالخ المعتمدة من أمانة مدينة الرياض، حيث تم تجنيد كافة الإمكانات الآلية والبشرية هناك بطاقة قوامها 2500 موظف لخدمة الأهالي تضم مشاركين في المسالخ، ونقاط الذبح والاستقبال المبكر، وخدمة «مخدوم».

وتضم فرق العمل 750 فردا من أمانة الرياض و150 من الجهات الأمنية والخدمية المشاركة في موسم الأضاحي، و1500 مشاركين من القطاع الخاص.

وكانت أمانة منطقة الرياض قد حددت 13 موقعا مؤقتا لبيع الأضاحي «دون أجرة» موزعة بأنحاء متفرقة بالعاصمة السعودية بهدف التسهيل على المواطن والمقيم الراغبين في شراء الأضاحي خلال موسم عيد الأضحى المبارك لهذا العام، مشترطة أن يكون البيع خلال الأيام من 5 إلى 9 ذي الحجة.

كما أعلنت أنه سيتم تشغيل المسالخ النظامية (العزيزية، حي السعادة، غرب الرياض، الرياض الحديث، نقطة ذبح الأغنام بسوق الشمال للخضار والفاكهة) بكامل طاقتها، بالإضافة إلى 11 نقطة للتسلم المبكر للأضاحي بأنحاء متفرقة في الرياض، حيث يقوم جهاز الأمانة بتسلم الأضحية من صاحبها خلال يومي 8 و9 من ذي الحجة وتسليمها إليه بعد الذبح حسب الموعد المحدد لكل منهم. وفي نفس الإطار نظمت أمانة منطقة القصيم برنامجا جديدا هذا العام تحت مسمى «أضاحي» يضاف إلى قائمة برامج الأمانة المقدمة لخدمة المجتمع ويهدف البرنامج إلى التوعية الصحية والوقائية من حيث الشرعية الإسلامية للتعامل مع الأضاحي. وستقدم خلال البرنامج مادة صوتية معدة خصيصا لهذا البرنامج، سيتم نشرها بالإضافة إلى عدد من المطبوعات في هذا الجانب ستوزع على المواطنين في الأماكن العامة ومواقع بيع الأضاحي، وسيصحب هذا البرنامج مسابقة بهذا الخصوص.