بيشاور: مسلحون باكستانيون يحرقون قافلة إمدادات عسكرية للناتو

200 متشدد أحرقوا 96 شاحنة تحمل مركبات همفي

TT

قالت الشرطة الباكستانية إن متشددين باكستانيين أشعلوا النيران في 96 شاحنة تحمل مركبات همفي ومركبات عسكرية للقوات الغربية في أفغانستان في هجوم بمدينة بيشاور بشمال غرب باكستان أمس. وتستخدم شركات إمداد قوات حلف شمالي الأطلسي في أفغانستان محطة «فيصلال»، خارج بيشاور، لتخزين حاويات المؤن استعداداً لنقلها براً عبر الحدود إلى داخل أفغانستان. وقال كفاية الله جان، مدير محطة النقل، لـ«الشرق الأوسط» ان المهاجمين حاصروا المنطقة قبل ساعات الفجر، ثم بدأوا في إشعال النيران في الحاويات. ولقي رجل أمن مصرعه في الهجوم، فيما أصيب شخصان آخران بجراح في الحريق، الذي أضرمه المسلحون، وأدى لتدمر 62 حاوية، وفق كاشف علم، رئيس قوة شرطة بيشاور. وذكر المصدر الأمني أن بعضا من عشرات المهاجمين ألقي القبض عليهم، كما انتقد المتعهدون لتقاعسهم عن توفير المزيد من الحماية للمبنى. وذكر حراس الأمن أن أكثر من 200 متشدد هاجموا موقفين على الطريق الدائري في بيشاور كانت الشاحنات التي تحمل المركبات متوقفة بهما. وقال ضابط الشرطة، عظيم خان «إن الهجوم وقع حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا بالتوقيت المحلي. أطلقوا صواريخ وقنابل يدوية ثم أشعلوا النيران في 96 شاحنة. ومعظم الإمدادات بما في ذلك امدادات الوقود المتجهة الى قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان تمر عبر باكستان، وكثير منها يمر عبر ممر خيبر الجبلي الواقع بين بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي وبلدة طورخم الحدودية». وقال خان «ان أحد حراس الأمن الخاص قتل في تبادل لإطلاق النيران بين الشرطة والمتشددين. وأضاف محمد رفيع الله وهو حارس أمن في أحد الموقفين كانوا يكبرون ويهتفون تسقط أميركا. اقتحموا الموقفين بعد أن خطفوا منا الاسلحة». وكانت الحكومة أغلقت الشهر الماضي طريق الإمداد الرئيسي للقوات الغربية في أفغانستان لمدة أسبوع بعد أن خطف متشددون أكثر من 12 شاحنة على الطريق عبر ممر خيبر. وظهرت مؤشرات مثيرة للقلق العام الحالي بأن التشدد الإسلامي انتشر في المنطقة من المناطق القبلية الأبعد التي يتمركز فيها مقاتلو حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وذكر صفوت غيور رئيس شرطة مدينة بيشاور ان الحكومة تعتزم اطلاق عملية ضد المتشددين في المستقبل القريب. ويمتد الطريق البري الرئيسي الآخر الى أفغانستان من مدينة كويتا مرورا ببلدة تشامان الى مدينة قندهار بجنوب أفغانستان.

ويأتي الهجوم الأخير بعد ثلاثة أيام من مقتل 27 شخصاً وإصابة 85 آخرين في هجوم استهدف مسجداً للشيعة في «بيشاور». ولم تتضح بعد الدوافع وراء الهجوم الذي وقع بالقرب من أحد أهم أسواق «بيشاور»، فيما نقلت وسائل إعلام عن مسؤول أمني قوله إن «قوى خارجية» ربما تقف وراء الانفجار. وتعد بيشاور عاصمة «إقليم الحدود الشمالية الغربية» المتاخم للحدود الأفغانية، والذي شهد اشتباكات بين السلطات الباكستانية ومقاتلي «القاعدة» وطالبان. وشهدت المدينة في 12 من نوفمبر (تشرين الأول) الماضي اغتيال موظف اغاثة أميركي وسائقه الباكستاني. يذكر ان تكرار هذه الهجمات خلال الأسابيع القليلة الماضية اثار المخاوف لدى قادة الناتو من محاولات مسلحي حركة طالبان قطع طرق الإمدادات لقوات الناتو والقوات الخاصة الأميركية التي تمر عبر الأراضي الباكستانية. ويتم نقل 75 في المائة من إمدادات القوات الغربية المنتشرة في أفغانستان ومن بينها الأسلحة والذخائر والوقود برا عبر الأراضي الباكستانية قبل ان تنتقل الى أفغانستان عبر طرق وممرات جبلية اجبارية وعرة. ويتم افراغ شحنات الناتو في ميناء كراتشي الباكستاني ومن ثم تنقل برا الى افغانستان عبر الأراضي الباكستانية. بينما يتم نقل معظم هذه الشحنات عبر ممر خيبر الواقع شمال اقليم وزيرستان المضطرب يتم نقل البقية عبر طريق آخر يمر عبر مدينة كويتا الباكستانية الى مدينة قندهار جنوب أفغانستان.