تراجع مبيعات الأضاحي في العراق بسبب ارتفاع أسعارها

تجار يعزون ارتفاع الأسعار إلى الجفاف.. وآخرون إلى التهريب

TT

شهد العراق قبيل عيد الأضحى هذا العام تراجعا في الإقبال على شراء الأضاحي بسبب ارتفاع أسعارها قياسا بالسنوات السابقة. ويرجع بعض التجار ارتفاع الأسعار الى ارتفاع تكلفة العلف الذي يعزى بدوره الى جفاف المراعي نتيجة قلة سقوط الأمطار فيما يعزو آخرون الى التهريب الى دول الجوار. ويقول تاجر الاغنام حسن صبر الربيعي (52 عاما) «تضاعفت اسعار المواشي حاليا مقارنة مع العام الماضي»، مشيرا الى «عدة عوامل لعبت دورا في ذلك أبرزها ارتفاع سعر الاعلاف وقلة الأمطار العام الماضي». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية عنه قوله ان سعر طن العلف من الشعير يبلغ 750 ألف دينار (600 دولار) في حين كان سعره العام الماضي 125 ألف دينار (مائة دولار).

ويواجه العراق موجة قاسية من الجفاف بدأت العام الماضي أدت الى تقلص مساحات المراعي المخصصة للماشية، والأغنام خصوصا في مختلف انحاء البلاد وخصوصا الجنوب. ويضيف الربيعي ان «زيادة رواتب الموظفين لفترة قليلة وما تلاه من ارتفاع الاسعار بشكل عام، ومن ثم اعادة خفضها مجددا شكل احد اسباب زيادة سعر الاضاحي». يشار الى ان الحكومة اقرت زيادة الرواتب بنسبة كبيرة قبل ان تعمد الى خفضها مجددا بطلب من صندوق النقد الدولي ونادي باريس للدول الدائنة وجهات اخرى.

ويوضح تاجر الأغنام الذي يمارس هذه المهنة منذ 25 عاما أن «الطلب قليل جدا مقارنة مع السابق (...) فقد كنت كثير الانشغال نظرا لإقبال الزبائن العام الماضي». ويضيف «بعت العام الماضي حتى ظهر يوم الوقفة، عشية العيد، ما لا يقل عن خمسين رأسا من الغنم لكن مجموع ما بعته حتى الآن لا يتجاوز 15 رأسا»، مشيرا الى ان «الاسعار تتراوح بين 200 الف دينار (170 دولارا) و400 الف دينار (330 دولارا)». ويؤكد ان «رأس الغنم الذي يباع اليوم بـ 200 الف دينار، كان يساوي 130 الفا العام الماضي».

بدوره، يعزو علاوي كاظم تاجر الماشية منذ ثلاثين عاما اسباب ارتفاع الاسعار الى تهريب الاغنام الى الدول المجاورة. ويضيف ان «الاغنام العراقية من أجود اللحوم في العالم وتفضلها الدول المجاورة التي تشتريها بأسعار مرتفعة (...) لذا يفضل اصحاب النفوس الضعيفة تصديرها في غياب رقابة حكومية صارمة على ذلك».

ورغم ارتفاع الاسعار، يتوجه البعض الى اماكن بيع الماشية لشرائها تكريما لأرواح اعزاء سقطوا في اعمال العنف التي تضرب العراق منذ الاجتياح الاميركي ربيع عام 2003. ويقول عبد النبي حنش اللامي (66 عاما) «انني مرغم على شراء ضحية رغم ارتفاع الاسعار، اكراما لذكرى ابني الذي قضى بانفجار سيارة مفخخة العام الماضي (...) بالنسبة لي، انه واجب لكي يتذكره الناس كونه قتل دون ذنب اقترفه». ويشرح اللامي مقتل ابنه قائلا «كان جالسا في دكانه في الكرادة فإذا بسيارة متوقفة امام المكان تنفجر مما ادى الى مقتله مع ابن خالته الذي كان برفقته». ويضيف «انها المرة الثانية التي اشتري فيها ضحية تكريما لذكراه (...) وسأستمر بذلك ما أمكن ان شاء الله». من جانبه، يقول باسم رحيمة بينما كان يختار رأس غنم تكريما لأبنائه الثلاثة الذين قضوا في حادثين منفصلين في بغداد، ان «الاسعار مرتفعة كثيرا». ويضيف الضابط المتقاعد «فقدت اثنين من اولادي بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سوقا شعبية جنوب بغداد فيما قتل ابني الثالث باطلاق نار اثناء اشتباكات بين القوات الاميركية وجيش المهدي». وفي هذا السياق، يقول كاظم الستيني «قبل عام 2003، كان عدد زبائننا اقل بكثير مما نراه حاليا؛ فقد قضى كثيرون في اعمال العنف خصوصا تلك الطائفية الطابع».