في السعودية.. مسابقة نسائية لأفضل «طاهية» بحكام من الرجال

عادة قديمة تصاحب فرحة قدوم العيد في منطقة حائل.. ويفرش لها السجاد الأحمر

صورة لمدخل «متحف نوبل» وسط ستوكهولم وقد علقت في السقف صور الحائزين جوائز نوبل منذ عام 1901 (تصوير: اولي هولدر)
TT

لكل منطقة من مناطق السعودية، عادات تختلف عن نظيرتها خلال مواسم الأعياد. ففي حائل تبرز كل عام مسابقة طهو، تشارك فيها النساء ويحكمها رجال المنطقة.

مسابقة ربات المنازل في حائل شمال السعودية للظفر بلقب أفضل طاهية طعام، تعد من أبرز مظاهر الفرح بقدوم العيد بالمنطقة وهي من العادات والتقاليد التي يحرص الأهالي على إحيائها في كل عيد، والمسابقة جماعية تشارك فيها ربات البيوت في أحياء حائل بتحضير طبق العيد. ويتم التنافس على هذه المسابقة بعد الفراغ من أداء صلاة العيد مباشرة باجتماع أهالي الحي لتبادل التهاني والتبريكات والاحتفال بقدوم العيد بمشاركة رجال الحي صغارا وكبارا.

ويحافظ أهالي حائل على هذه العادة والتي توارثوها منذ القدم بهدف تقارب أهل الحي ويكون الإعداد لها من ليلة العيد بفرش صاحب كل منزل سجادة إمام منزله ويعمل جميع ساكني الحي ذلك غالبا لتكتسي جميع الشوارع وممرات الأحياء بالسجاد الأحمر، وتقدم الحلويات والقهوة والشاي بأنواعه و تحضر النساء «لوليمة العيد» بطرق وأساليب عديدة لجذب الانتباه ولكسب الرضا والقبول من سكان الحي وللحصول على لقب أفضل طبق في هذا العيد.

وتنقسم المنافسة في هذه المسابقة بين الحارات ويتكون طبق المسابقة في العادة من الأرز واللحم من ضان وإبل أو الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة وتتجاوز المشاركات حاجز الـ30 مشاركة في هذه المسابقة في بعض الحارات.

وبعد الانتهاء من ترتيب وليمة العيد ومن تبادل التهاني والتبريكات ينادى بصوت واحد للتقدم لتناول وجبة العيد واللافت هنا ان صاحب الطبق لا يأكل منه بل يتذوق جميع أطباق جيرانه بشكل سريع وعند النهاية يمكنه تذوق طبقه ويسمح في هذه المناسبة فقط بحكم العادات والتقاليد تغير وتبديل تذوق الإطباق دون الاستئذان من صاحب الضيافة. وتصدح هنا لجنة التحكيم وهم رجال الحارة بعبارات الثناء والمديح لمعدة الإطباق اللذيذة والتي تجد إقبالا كبيرا لتذوقها ويستمر هذا زهاء الساعة وحتى انتهاء الجميع من الأكل والتذوق ويكون الإجماع بالاتفاق على طبق واحد فقط في النهاية. ويعلن أحد أبناء الحي اسم المنزل الفائز بإعداده لأفضل طبق لهذا العيد ويقدم بعض سكان الاحياء هدايا رمزية بهذه المناسبة لتميز ربة هذا المنزل بإعداد طبق العيد. وتكون مضرب مثل في هذا العام لأفضل طاهية في الحارة.

وتأتي هذه المسابقة، في إطار ما يتصف به أهالي منطقة حائل والتي تقع من كرم حاتمي اكتسبوه من ابن منطقتهم «حاتم الطائي» والذي كان مضرب مثل في الكرم في تلك المنطقة.