تزايد ثقة المستثمرين بالاقتصاد الألماني

انخفاض الصادرات بنسبة 0.5%

TT

كشف مؤشر رئيسي امس الثلاثاء أن ثقة المستثمرين الألمان سجلت تحسنا مفاجئا هذا الشهر عقب موجة من عمليات خفض أسعار الفائدة في أنحاء العالم وخطوات حكومات الدول بهدف احتواء التباطؤ الاقتصادي الحاد الذي يحدث حاليا.

وارتفع مؤشر «زد إي دبليو» الذي يصدره مركز الأبحاث الاقتصادية الأوروبية ومقره مدينة مانهايم إلى سالب 45.2 نقطة في ديسمبر (كانون الأول) ليسجل ثاني ارتفاع شهري على التوالي، وذلك على الرغم من المؤشرات التي تظهر أن التباطؤ العالمي قد بدأ يفرض سيطرته سريعا على أكبر اقتصاد في أوروبا.

وكان المحللون يتوقعون تراجع مؤشر «زد إي دبليو» على الرغم من أن عنصر الهدوء قد بدأ يعود إلى أسواق الأسهم العالمية وبعد الموجة غير المسبوقة من خفض أسعار الفائدة في عدد كبير من الدول حول العالم بهدف تعزيز الاقتصاد العالمي. لكن التكهنات المتشائمة بشأن مؤشر «زد إي دبليو» لشهر ديسمبر يعزز الإحساس بالغموض بشأن مدى وقوة التباطؤ الاقتصادي الذي يفرض سيطرته في أنحاء العالم بشكل سريع.

وهذا هو المحك على وجه الخصوص حيث أن تقرير «زد إي دبليو» يقيس توقعات الأعمال خلال الأشهر الستة القادمة. ويرى الكثير من خبراء الاقتصاد أن مؤشرات التعافي في الاقتصاد الألماني قد تبدأ في الظهور خلال النصف الثاني من العام القادم. وغالبا ما يمهد مؤشر «زد إي دبليو» الذي يعتمد على استطلاع رأي حوالي 290 محللا الساحة لصدور مؤشرات رئيسية أخرى عن الثقة بشأن الاقتصاد الأوروبي في وقت لاحق من هذا الشهر بما فيها مؤشر «إيفو» لثقة الشركات في ألمانيا.

كما أن صدور مؤشر «زد إي دبليو» يأتي في إطار التدفق المطرد للبيانات الاقتصادية التي تشير إلى أن التباطؤ في الاقتصاد الألماني قد بدأ يستجمع قوته. وقال مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني إن صادرات البلاد تراجعت في أكتوبر الماضي (تشرين الأول) بعد أن تسبب تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي في خفض الطلبات الأجنبية على منتجات أكبر اقتصاد في أوروبا.

كان البنك المركزي الألماني «بوندسبنك» قد ذكر في أحدث توقعاته الاقتصادية وصدرت الأسبوع الماضي أن الاقتصاد الألماني سوف ينكمش بنسبة 0.8 في المائة العام القادم بفعل تراجع الصادرات. وتراجع الإنتاج الصناعي الألماني بشكل حاد في أكتوبر فيما قالت وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا أمس الأول إن الإنتاج تراجع بنسبة 2.1 في المائة. وكان محللون يتوقعون حدوث تراجع أكثر اعتدالا في ذلك الشهر عند حوالي 2 في المائة.

وأظهرت بيانات صدرت الأسبوع الماضي أن طلبات المصانع الألمانية انخفضت في أكتوبر، وقالت وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا إن طلبات الشراء الصناعية الألمانية انكمشت بنسبة شهرية بلغت 6.1 في المائة في نسبة أكبر من المتوقع في أكتوبر بعد أن تراجعت بنسبة 8.3 في المائة في قراءة معدلة خلال سبتمبر (ايلول) الماضي.

ومن ناحية اخرى قال مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني إن صادرات البلاد تراجعت في أكتوبر الماضي بعد أن تسبب تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي في خفض الطلبات الأجنبية على منتجات أكبر اقتصاد في أوروبا. ومع أخذ العوامل الموسمية في الاعتبار وعدد أيام العمل فإن الصادرات تكون قد تراجعت بنسبة شهرية بلغت 0.5 في المائة في أكتوبر بعد أن سجلت ارتفاعا نسبته 0.8 في المائة في سبتمبر في حين أنها سجلت ارتفاعا نسبته 1.4 في المائة مقارنة بشهر أكتوبر من العام الماضي.

لكن تراجع الصادرات في أكتوبر كان أقل من التوقعات بعد أن كان المحللون يتكهنون بأن مؤشرات تباطؤ الاقتصاد العالمي بشكل سريع ستتسبب في انخفاض الصادرات الألمانية بأكثر من واحد في المائة.