انتعاش طفيف لأسعار نفط أوبك بعد تراجعها إلى أدنى من 37 دولارا

تستقر عند حاجز 44 دولارا قبل بيانات الطلب الأميركي

تترقب اسواق النفط بيانات وزارة الطاقة الاميركية للفترة القصيرة المقبلة والتي قد تشير إلى مزيد من الضعف في الطلب على النفط العام المقبل (أ.ب)
TT

قالت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في مقرها بفيينا أمس الثلاثاء إن سعر سلة خامات أوبك انتعش أول من أمس بعد تراجعه إلى 36.67 دولار للبرميل في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، وآخر مرة سجل فيها سعر خام نفط أوبك مستوى أقل من 40 دولارا كان في فبراير (شباط) عام 2005.

كما استقرت أسعار العقود الاجلة للنفط الخام الاميركي دون مستوى 44 دولارا للبرميل أمس الثلاثاء وذلك بعد ارتفاعها سبعة في المائة في اليوم السابق فيما تترقب الاسواق توقعات وزارة الطاقة الاميركية للفترة القصيرة المقبلة والتي قد تشير لمزيد من الضعف في الطلب على النفط العام المقبل. واستقر سعر البرميل الواحد (159 لترا) لخامات أوبك عند 37.54 دولار خلال أولى جلسات تعامل هذا الأسبوع أمس الأول ليرتفع بمقدار 87 سنتا عن مستوى إغلاق جلسة يوم الجمعة الماضي. وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام، وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانجولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الاكوادور.

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت أمس الأول بعد هبوطها ست جلسات تداول متعاقبة يدعمها ارتفاع أسواق الاسهم وبوادر على زيادة تخفيضات الانتاج السعودي قبل الاجتماع الذي تعقده منظمة أوبك الاسبوع المقبل، لكن أية مؤشرات جديدة على تراجع الطلب قد تدفع الاسعار للهبوط.

ومن المتوقع أن يسفر اجتماع أوبك الذي يعقد في 17 ديسمبر (كانون الاول) عن الاتفاق على خفض الانتاج بما بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا للمساعدة في رفع الاسعار التي بلغت الاسبوع الماضي أدنى مستوى منذ أربع سنوات. ويتبع انعقاد المنظمة في وهران اجتماع آخر يوم 19 ديسمبر تستضيفه لندن لمناقشة أزمة الطاقة العالمية ويحضره وزراء الطاقة في دول اوبك وفي الدول الثماني العظام. وبحلول الساعة 1155 بتوقيت جرينتش انخفض سعر عقود النفط الخام الاميركي الخفيف لتسليم يناير (كانون الثاني) 18 سنتا الى 43.53 دولار للبرميل. وكان العقد قد ارتفع 2.90 دولار الى 43.71 دولار للبرميل عند التسوية يوم الاثنين، وهبط سعر مزيج برنت 40 سنتا الى 43.02 دولار للبرميل. وكان الخام الاميركي قد هبط 25 في المائة الاسبوع الماضي فيما يمثل أكبر هبوط أسبوعي له منذ 18 عاما وسجل أدنى مستوى له في أربعة أعوام عند 40.50 دولار يوم الجمعة. وجاء صعود الخام في نايمكس يوم الاثنين بعد أن أبلغت السعودية بعض زبائنها من شركات التكرير الاسيوية والاوروبية انها ستجري مزيدا من التخفيضات في شحناتها من الخام اليهم لتصل الى عشرة في المائة من الكميات المتعاقد عليها في يناير (كانون الثاني) وذلك للحد من امدادات المعروض قبل اجتماع اوبك للاتفاق على تخفيض جديد للانتاج. وقال روب لوخلين المحلل لدى ام.اف جلوبل في لندن لوكالة رويترز «اذا لم تقرر أوبك خفضا كبيرا فان هذه السوق ستواجه مشكلة». وكانت اوبك قد عقدت عدة اجتماعات طارئة منذ سبتمبر (ايلول) الماضي واتفق اعضاؤها على خفض الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل للحد من تدهور الأسعار بعد ان وصلت الى 147 دولارا للبرميل في يوليو (تموز) الماضي. وكانت المنظمة تحاول الحفاظ على الاسعار عند حاجز 100 دولار للبرميل، الا ان تباطؤ الاقتصاد العالمي وأزمة الائتمان اديا الى انخفاضه الى مستويات مقلقة للأعضاء.

ومن جانب آخر كشف مصدر في شركة «نفط الشمال» العراقية أمس الثلاثاء عن أن عملية ضخ النفط العراقي من حقول كركوك الشمالية إلى ميناء جيهان التركي تم استئنافها وبنفس معدلاتها السابقة.

وقال صفاء عبد الله معاون مدير عام نفط الشمال إن «عملية ضخ النفط من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي تم استئنافها يوم الخميس الماضي وبمقدار 430 ألف برميل يوميا»، وأضاف أن «عملية ضخ النفط من هذه الحقول كانت قد توقفت يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي لأسباب فنية»، وعزا عبد الله أسباب انقطاع الضخ من حقول كركوك إلى أعمال الصيانة التي تجرى في هذه الحقول، وأشار إلى أن مخزونات النفط العراقي في موانئ التحميل التركية تقدر بحوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون برميل حاليا.