«الصرّافات».. المتنفس الوحيد للتعاملات المالية للسعوديين في العيد

إغلاق البنوك المحلية لـ94% من فروعها يزيد الاندفاع نحو أجهزة الصرف الآلي

السعوديون يتزاحمون على أجهزة الصرف الآلي ويطالبون بتطوير الخدمات الإلكترونية المساندة لفك اختناقات إجازات الأعياد واليوم الوطني. (تصوير: «الشرق الأوسط»)
TT

غصت أجهزة الصرف الآلي في السعودية بأعداد عائلة من العملاء الذين يجرون عمليات سحبٍ وتسديد فواتير للهواتف الجوالة والثابتة إلى جانب فواتير الكهرباء والماء إضافة إلى استفسارات حول الأرصدة والتعاملات البنكية المختلفة، إذ تتدافع آلاف السيارات يوميا للاصطفاف بجوار جهاز الصراف الآلي التابع للبنوك السعودية خلال أيام العيد الحالية بعد أن أعلنت البنوك بدء إجازة عيد الأضحى المبارك الأسبوع المنصرم مما جعل «الآلة» المتنفس المالي العملي الوحيد أمام السعوديين.

وانطلقت الأسبوع الماضي الإجازة الرسمية لعيد الأضحى المبارك للقطاع المصرفي السعودي الذي دائما ما يتجه نحو خفض حجم تشغيل الفروع لديه بنسبة 6 في المائة تمثل 94 في المائة لـ11 بنكا محليا عاملا في السعودية.

وذكر مصدر عامل في إحدى البنوك – لم يرغب الإشارة لاسمه ـ أن البنوك انتهت من عمليات تعبئة نقدية بكافة فئات العملة السعودية للأجهزة في آخر دوام رسمي لها وذلك تحوطا لأي طارئ أو احتياج حقيقي للسيولة خلال أيام عيد الفطر المبارك.

وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الفرق الفنية لدى البنوك سعت خلال نهاية فترة الدوام الرسمي لها التأكد من شبكتها الإلكترونية ونقاط البيع التابعة لها وكذلك أتمت عمليات الصيانة لعدد كبير من أجهزة الصراف الآلي.

ولا تثق شريحة واسعة من السعوديين بالوسائل الالكترونية الأخرى مثل الهاتف المصرفي وكذلك الإنترنت أو استخدام البطاقات الائتمانية إذ لا تزال الثقافة المحلية قاصرة في استخدامها من ناحية، وتعالي أصوات المتذمرين من خدمة البنوك من خلال الإنترنت والهاتف من ناحية أخرى.

ويبلغ عدد فروع القطاع المصرفي السعودي في كافة أرجاء البلاد 1388 فرعا، يتقاسمها 11 مصرفا سعوديا و3 بنوك خليجية ومصرفان عالميان، بينما اتجهت البنوك المحلية والخليجية إلى رفع عدد أجهزة الصرف الآلي التابع لها بواقع 16 في المائة إلى 8.3 ألف جهاز، في الوقت الذي ذهبت فيه إلى زيادة إصدارها لبطاقات الصرف الآلي إلى 11.2 مليون بطاقة.

من ناحيته، ذكر لـ «الشرق الأوسط» عبد الله بن محمد المسعد (33 عاما) وهو موظف في إحدى الأجهزة الحكومية، أنه لا يزال يتذمر من الخدمات المصرفية المقدمة خلال التلفون حيث تعرض كثيرا لأخطاء فنية تارة منه وتارة من خلال عمليات الإدخال، مما دفعه لعدم استخدامه.

وأفاد المسعد أنه بات يعتمد كليا على جهاز الصراف الآلي في عمليات الصرف النقدي أو من خلال الطريقة التقليدية عبر فروع البنوك التي يستفيد منها في سداد الفواتير بينما اقتصرت استفادته من الإنترنت على متابعة سوق الأسهم خلال الفترة الماضية.

وقال المسعد: « نجد الصرافات الآلية في كل مكان على الرغم من تطلعنا لوجود أعداد أكثر، إلا أنها تعتبر لدي وللكثير ممن أعرفهم هي الجهاز المعتمد لاسيما في أوقات الأعياد أو اليوم الوطني».

وطالب المسعد من البنوك بضرورة تحركها لتعزيز خدماتها من خلال الإنترنت وكذلك عبر الهاتف المصرفي مشددا في الوقت ذاته على أهمية تبسيط عملية الإجراءات المتبعة وتحديث البيانات بدقة ووضع خيارات للعودة أو إلغاء الخدمات، وذلك للدفع باستخدام هذه التقنيات ومساندة جهاز الصراف الآلي.