«الصقور» ومؤيدو التوسع الاستيطاني وإسرائيل الكبرى.. يسيطرون على الليكود

أولمرت: الحزب بات تنظيما متطرفا يهدد بعزل إسرائيل.. وقادة آخرون يحذرون من الأسوأ

TT

هيمن متطرفو حزب الليكود، على مراكز متقدمة في قائمة الحزب، لانتخابات الكنيست الاسرائيلي المقررة في فبراير (شباط) القادم، بعد اجراء انتخابات تمهيدية داخلية الاثنين. وبهذا فشلت محاولات زعيم الحزب، بنيامين نتنياهو في جعل الليكود حزب الاجماع المعتدل، في اسرائيل.

وبرغم احتفاظ نتنياهو، بالمركز الاول، الا ان النتائج اظهرت أن الشخصيات المعتدلة التي اجتذبها نتنياهو، مثل ميري ريغيف وعوزي ديان وآساف حيفتس وطال برودي، ظلوا خارج المواقع الأولى، حيث احتل ريغيف المركز 34 في القائمة، وحيفتس المركز 38، وديان الـ 42. وكان نتنياهو، الذي تشير نتائج استطلاعات الرأي الى أن فرص فوزه في الانتخابات القادمة، يأمل أن يخوض الانتخابات مع مجموعة من المعتدلين البارزين والمشاهير الذين ضمهم في الاونة الاخيرة لحزب الليكود لكي يجذب الناخبين، بعيدا عن حزب كديما الحاكم الذي يمثل الوسط.

وفي المقابل، تقدم في الانتخابات من يوصفون «بالصقور» ومؤيدي التوسع الاستيطاني، وبينهم بيني بيجن ابن رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيجن، وإيهود ياتوم وموشي يعلون وموشي فايغلين، الذي يعتبر احد اشد منافسي نتنياهو وهو مستوطن يرأس الجناح اليميني المتشدد بحزب ليكود الذي يوصف «بالمتمرد». وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، القيادي السابق في الليكود، قبل انتقاله الى كاديما متحدثا للصحافيين ان: «كان بيبي (لقب نتنياهو) وبيني بيغن وموشيه فيغلين وموشيه يعالون هم ابرز مرشحي الليكود للانتخابات التشريعية، فهذا يعني ان هذا الحزب هو تنظيم متطرف يهدد بعزل اسرائيل وسيعيدنا الى ايام صعبة نريد الابتعاد عنها». ووصف رئيس حزب العمل، ايهود براك، احد المنافسين الرئيسيين في الانتخابات، قائمة مرشحي الليكود بقائمة يمينية بل يمينية متطرفة، وقال «افقنا هذا الصباح على قائمة يمينية متطرفة تشير الى ما ينتظرنا» اما عضو الكنيست العربي احمد الطيبي فوصف قائمة الليكود بقائمة «يمينية مهلوسة ومتطرفة»، وقال «إنها أسوأ القوائم وستعتمد على المواجهة بدل المفاوضات». وقال أفشالوم فيلان عضو الكنيست الاسرائيلي من حزب ميرتس «وجود فيجلين ويعلون وبقية المتمردين.. سيؤدي الى مزيد من أعمال العنف في الشرق الاوسط اذا فاز حزب ليكود بالانتخابات المقبلة». وقال وزير الاسكان والاعمار زئيف بويم، ان «المتمردين والمتطرفين هم الذين يحكمون الليكود الان». وقال تساحي هنجبي العضو البارز بالكنيست الاسرائيلي من حزب كديما ان «فريق الاحلام لنتنياهو أصبح كابوسا. النجوم خرجوا ودخل المتمردون. اما رئيسة الكنيست، داليا ايتسيك، التي تترأس الهيئة الانتخابية لحزب كاديما فوصفت انتخاب قائمة مرشحي الليكود بيوم حزين لاسرائيل». وقالت انه لم يبق من نجوم نتنياهو الا الغبار.

واظهرت استطلاعات الرأي العام التي جرت الاسبوع الماضي، ان الليكود سيفوز بـ35 مقعدا من اصل 120 مقعدا في البرلمان، مقارنة بـ26 لحزب «كاديما» الذي ترأسه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.

وبرغم ان النتائج جاءت على غير ما يتمنى نتنياهو، الا انه أبدى تفاؤلا تجاه النتائج ووصف قائمة الحزب بأنها «أفضل قائمة ممكنة». وتعهد في كلمة ألقاها أمام أنصار الحزب «بتحسين الامن وتقوية الاقتصاد والمضي قدما في عملية دبلوماسية تتسم بالمسؤولية».

وكان نتنياهو الذي تولى رئاسة الوزراء في اسرائيل في الفترة من عام 1996 الى عام 1999 قد قال انه سيركز على تقوية الاقتصاد الفلسطيني بدلا من القضايا الاقليمية التي فشلت في حلها المحادثات التي تجرى برعاية أميركية من أجل اقامة دولة فلسطينية.

وقال رئيس الاركان الاسبق موشيه يعلون، الذي احتل المكان الثامن في قائمة مرشحي الليكود للكنيست ان بنيامين نتنياهو والفريق الذي يقف الى جانبه هما الرد القاطع لكل من اقدم على القذف والتشهير بحزب الليكود. ورفض يعلون ما قيل من ان قائمة الليكود تتسم بطابع يميني اكثر مما كان متوقعا، معربا عن اعتقاده بان هذه القائمة تتسم بالتنوع والتمسك بالقيم والصهيونية. واردف يعلون يقول ان الشعب في اسرائيل قد استفاق من بعض الاوهام ومن ضمنها مبدأ المناطق مقابل السلام، واضاف مع ذلك انه يجب محاورة جيراننا بدون الرضوخ لمطالبهم في المراحل الاولى من المفاوضات.

وحل في المرتبة الثانية على لائحة الانتخابات التمهيدية جدعون سار وهو محام في الثانية والاربعين ويعتبر من الليبراليين، وقال سار للاذاعة العامة «نجاحي عائد الى عملي في السنوات الاخيرة في صفوف المعارضة الذي سمح لليكود بالعودة الى الصف الاول». اما الثالث على اللائحة فهو غلعاد اردان الذي يدعم الاستيطان. ويليه روفين ريفلين رئيس البرلمان السابق وبيني بيغن نجل المؤسس التاريخي لليمين مناحيم بيغن، وموشيه يعالون رئيس الاركان سابقا، وهؤلاء جميعا يعارضون او يتحفظون على عملية السلام في الشرق الاوسط وقد نددوا بالانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من قطاع غزة في 2006، وهم من انصار اعتماد سياسة متطرفة وحازمة حيال حماس التي تسيطر على قطاع غزة و«حزب الله» اللبناني، ويعتبرون من «الصقور» الداعمين لفكرة «اسرائيل الكبرى» بحدودها التوراتية. وحل في مراتب جيدة بين المرشحين العشرة الاوائل للنيابة في حزب الليكود، متطرفون مثل يوفال شتاينتس وليمور ليفنات.

واجمع محللون ومراقبون على ان نتنياهو سيواجه مشاكل في ادارة الوضع في حال وصوله الى السلطة مع تيار متشدد الى هذا الحد داخل حزبه. وقال المحلل السياسي، هنان كريستال للاذاعة الاسرائيلية، «يدرك نتنياهو ان خطوط المعركة مع كاديما قد تحددت في السباق على المقاعد العشرة او الخمسة عشر التي يحددها الناخبون من اليمين المعتدل والوسط». وتقول صحيفة «يديعوت احرونوت» انه لم يعد بعد ليلة امس اغفال الحقائق، ذلك ان حزب «ليكود» اصبح اسيرا لدى اليمين المتطرف الذي يحاول الاستيلاء على السلطة وتحقيق سياساته المتطرفة.