ليفني: هدف إسرائيل المركزي هو خلو الجنوب من «حكم إرهابي إسلامي متطرف»

طالبت بعملية عسكرية مقابل كل «خرق للتهدئة».. وباراك يوافق على فتح معابر القطاع التجارية

TT

طالبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، بالقيام بعملية عسكرية مقابل كل «خرق للتهدئة» قائلة «ان هدف اسرائيل المركزي يجب ان يكون خلو الحدود الجنوبية من حكم ارهابي اسلامي متطرف». وجاءت تصريحات ليفني، خلال لقاء عقد في جامعة تل أبيب، امس، بعد ساعات من قرار وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك بالسماح بفتح معابر قطاع غزة التجارية لادخال مساعدات وسولار الى القطاع.

وهاجمت ليفني، باراك، بقولها إنه في ظل عدم توقف إطلاق الصواريخ، بادر إلى التهدئة، معتبرة أن ذلك خلق انطباعا كأن إسرائيل ضعيفة وتعترف بحركة حماس.

واقرت ليفني بان إسرائيل لم تحدد بعد ما هو الهدف الاستراتيجي إزاء حركة حماس في قطاع غزة، إلا انها قالت إن على إسرائيل ألا توافق على سلطة حماس في القطاع، وعليه فيجب توجيه كافة العمليات إلى هناك.

وبحسب ليفني، فإنه عندما وافقت إسرائيل على التهدئة، فإن هدفها كان خلق هدوء للمدى القصير، وأنه لا يمكن القول إن ذلك كان هدفا للمدى البعيد لأن ذلك يمس بالهدف الاستراتيجي لإسرائيل، ويعزز من قوة حماس.

واعتبرت ليفني ان على إسرائيل عدم التسليم بـ«خرق التهدئة» من الجانب الفلسطيني، وقالت إنه يجب الرد على كل عملية إطلاق نار. وبرغم اعتراف ليفني بان الرد الاسرائيلي لا يوقف إطلاق النار، إلا أنها قالت «انه لا يجب المس بقدرة الردع وهذا لا يجعل من إسرائيل ضعيفة». وشددت ليفني على ان اسرائيل لن تمر مر الكرام على المساس بها، محملة حركة حماس كامل المسؤولية عن مجريات الامور. ولم تخف ليفني، ان هناك مخاوف في اسرائيل من تدهور الأوضاع في الجنوب. وقالت إن على إسرائيل أن توضح لحركة حماس بأن الأخيرة هي المسؤولة عن الهدوء في المنطقة. واضافت، أنه من الممكن القيام بعملية فورية لإضعاف حماس من خلال عملية عسكرية وسياسية واقتصادية. وتدفع ليفني التي تقف على رأس حزب كاديما، والمرشحة لرئاسة الوزراء، الى انهاء التهدئة مع حماس.

وكانت مشادة كلامية قد وقعت الاحد بينها وبين باراك، عندما اتهمها الاخير بانها تطالب بوقف التهدئة بسبب اعتبارات سياسية، وأن الموسم الانتخابي يؤدي إلى إطلاق تصريحات متسرعة، فردت بالقول «إن الأمن هو ضمن مسؤولية باراك وانه يعرف موقفها منذ أن تم الاتفاق على التهدئة، وانه لا توجد تهدئة الآن ويجب على إسرائيل أن ترد على إطلاق النار.

ووافق باراك، امس، على فتح المعابر التجارية على حدود قطاع غزة لنقل المساعدات الإنسانية، قائلاً «إن القرار جاء على ضوء الهدوء الذي شهدته المنطقة المحيطة بالقطاع الاثنين». وقال الجيش الاسرائيلي، انه سيعيد النظر بقرار فتح المعابر اذا ما اعيد اطلاق صواريخ من القطاع. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية انه بموجب هذا القرار ستدخل قطاع غزة عن طريق معبر كيرم شالوم «كرم أبو سالم» 45 شاحنة محملة بمواد غذائية ومساعدات إنسانية أخرى قدمتها منظمات إغاثة دولية. وقالت وزارة الاقتصاد الفلسطينية، إن اسرائيل سمحت بدخول 45 شاحنة منها 20 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية، و25 للقطاع الخاص. وقالت الوزارة، إن اسرائيل ستفتح معبر المنطار «كارني»، لدخول 20 شاحنة حبوب، ومعبر ناحل عوز لادخال غاز الطهي وسولار صناعي لمحطة توليد الكهرباء، وسولار لسيارات وكالة الغوث «الأونروا».

كما سُمح للصحافيين الاجانب بالدخول مجددا الى القطاع، بعد منعهم من ذلك. ويأتي ذلك بعد أن شددت إسرائيل في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة منذ يونيو (حزيران) 2007 عبر إغلاق كل المعابر المؤدية إليه بسبب تصاعد الهجمات الصاروخية من القطاع. وأدى إغلاق إسرائيل للمعابر إلى أزمة وقود تسببت في انقطاع التيار الكهربائي، واغراق غزة في الظلام اكثر من مرة، كما يشكو الغزاويون من نقص حاد في السولار والمياه والاموال. وعلى الجانب الآخر من الحدود فتحت السلطات المصرية معبر رفح لليوم الثاني بشكل مؤقت للسماح بعبور مئات المسافرين العالقين على طرفي الحدود بين القطاع ومصر. وقال سفير فلسطين لدى مصر نبيل عمرو، ان فتح المعبر جاء لدواع انسانية بعد النداءات التي وجهها العالقون على الحدود الى السلطات المصرية للسماح لهم بالعبور.