عون يطلع الرئيس اللبناني على أجواء زيارته لسورية.. ويؤكد عدم تناقضها مع الزيارة السابقة لسليمان

الرحلة والمطالبة بتعديل اتفاق الطائف لا تزالان موضع سجال

TT

كانت نتائج زيارة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لسورية مدار بحث بينه وبين رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان أمس، في لقاء جمعهما في القصر الرئاسي في بعبدا.

بعد اللقاء، قال عون: «هذه الزيارة هي الحاق لزيارتنا لدمشق، وأطلعنا فخامته على أجواء الأحاديث التي تبادلناها مع المسؤولين السوريين، وطبعا لا يوجد تناقض بيننا وفخامة الرئيس في هذا الموضوع. هذا بصورة عامة. نحن لدينا ذكريات معا، ونحن والرئيس خططنا لجولات لاحقة وتطرقنا إلى الشؤون المحلية». سئل: «ماذا تقول لمنتقدي زيارتك لسورية؟» فأجاب: «أنا اعمل ما أريد وهم يعملون ما يريدون، نحن في بلد ديمقراطي. المهم ان لكل منا تاريخه ومن المؤكد ان الناس عندما يرونني ويرون من ينتقدني سيعودون إلى تاريخي وتاريخ من ينتقدني، وفي النتيجة جميعنا مسؤولون تجاه الرأي العام اللبناني». وردا على سؤال ورد فيه أن زيارته سورية هدفها استعادة زخم فقده قال: «هذا كلام لن ارد عليه. ليستفيدوا منه اذا كانوا يعتبرون ان زيارتي لسورية ستجعلني اخسر من شعبيتي، لذلك اقدم ما خسرته هدية لمن يرغب». وانتقد قوى الأكثرية بقوله: «ليس لديهم أي شيء ايجابي يقدمونه إلى الشعب اللبناني بعدما افلسوا على مدى 18 سنة. ليس لديهم أي شيء سوى ان يخيفوا اللبنانيين من بعضهم او يخيفونهم من جيرانهم، وليس لديهم أي شيء ايجابي يقدمونه اليهم ان كان على الصعيد الاقتصادي او السياسي، الا انهم يعتبرون انفسهم حراس الهيكل، وهم الذين هدموه ولن ادخل اكثر من ذلك في هذا الموضوع». وفي المشهد السياسي المحدود في ظل استمرار عطلة عيد الأضحى، دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة العيد الى اكمال مسيرة المصالحات، وقال: «عليكم ان تكونوا عينا ساهرة من اجل لبنان وبقائه، إياكم والرجوع إلى الوراء، انظروا إلى المستقبل نظرة ثاقبة وواعية، كونوا دائما محافظين على المصلحة العامة، فلبنان بحاجة إلى مجتمع متكامل متعاون لا فرق بين مواطن وآخر إلا بما يقدمه من عطاء للناس وخدمة لبلده».

وناشد اللبنانيين تجاوز «واقع الفتنة والحساسيات والمواقف العشوائية الى واقع التضامن والتعاون والتصالح التام، الى واقع نكون فيه جميعا في خدمة أنفسنا وخدمة بلدنا. فلبنان لا يقوم إلا بوحدة أبنائه ولا يستمر إلا بتعاونهم وتصالحهم مع بعضهم البعض. تعلموا من التجارب ... وأعيدوا تصويب تحالفاتكم ومواقعكم كي تتمكنوا من تحديد الصديق من العدو، فالعرب كل العرب أشقاء للبنان وعلى لبنان ان يحظى بأطيب العلاقات معهم وفي طليعتهم الشقيقة سورية التي لم تبخل يوما في الوقوف مع لبنان في أزماته، وعليه يجب ان تكون العلاقات على المستوى الرسمي والشعبي اكثر من أخوية بين البلدين الشقيقين بما يجعلهما قلعة عصية وحصينة في مواجهة المشروع الصهيوني». في غضون ذلك، استمر السجال حول دعوة من سورية لتعديل اتفاق الطائف. وأصدر نائب رئيس الوزراء اللواء عصام ابوجمرة، وهو قيادي في «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه عون بيانا جاء فيه: «توضيحا لما اورده مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في خطبة عيد الأضحى المبارك: «... ان اللبنانيين جميعا توافقوا في ما بينهم على ان اتفاق الطائف كان اتفاقا عمل من اجله اللبنانيون...»، للحقيقة والتاريخ وليكون الكلام دقيقا، اكد نائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرة ان شريحة كبيرة من اللبنانيين رفضت الاتفاق المذكور نتيجة رفض تعديل بعض بنوده لتتناسب الصلاحيات مع المقامات، ما ادى الى نفي حكومة العماد ميشال عون العسكرية وتعرض المؤيدين لها للملاحقة والتعذيب والسجن طيلة 15 عاما. كما لا بد من التذكير بأن الاتفاق فرض بقذائف الطائرات والمدافع والدبابات».

في المقابل، قال عضو «كتلة المستقبل» النائب عمار حوري إن «اخطر ما سمعناه في الايام القليلة الماضية هو استسهال البعض تعديل اتفاق الطائف»، مذكرا بانه «من الواضح ان هذا الاتفاق انهى الحرب الاهلية في لبنان، وهو اتفاق الاجماع اللبناني وبالتالي الحديث عن تعديله يحتاج الى إجماع وطني لبناني بكل ما للكلمة من معنى».

واضاف: «لا شيء يمنع تعديل اتفاق الطائف، فهو ليس كتابا سماويا وبالتالي امكان تعديله متاح ولكن ضمن الأصول وقواعد الإجماع الوطني».

وعن اعتراضات قوى 14 آذار المستمرة على السياسة السورية في حين جدد الرئيس نيكولا ساركوزي ثقته بالرئيس السوري بشار الاسد أول من أمس، قال: «بكل صراحة وبساطة على الكثيرين الا يختبئوا وراء أصابعهم فهناك مشكلة قائمة في العلاقة مع النظام السوري. تحديدا هذه الاشكالية عنوانها المحكمة الدولية التي نحن بانتظار خطوات أكثر تقدما في اطارها في الفترة المقبلة. وهناك جوانب أخرى لهذه الاشكالية متعلقة بتبادل العلاقات وترسيم الحدود ومزارع شبعا والمفقودين اللبنانيين في سورية. وبالتالي من يحاول ان يتشاطر وان يقول ان الامور اصبحت ممتازة وعظيمة هذا أمر يخالف الواقع». وأشار الى «ان الرئيس ساركوزي كان واضحا في كلامه اذ قال انه قام بمخاطرة كبيرة في مد اليد الى النظام السوري. ونحن بدورنا نقول: هذه اليد التي مدها، هي يد في الوقت عينه تراقب تصرفات هذا النظام والتزاماته تجاه لبنان».