بوش يدعو موغابي إلى الاستقالة.. والاتحاد الأفريقي يرفض ويتمسك بالحوار

حكومة زيمبابوي تتهم قوى غربية باستغلال تفشي وباء الكوليرا للضغط على الرئيس

TT

دعا الرئيس الاميركي جورج بوش أمس رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الى التنحي عن منصبه، بعد نداء مماثل وجهه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، بعد ان قارب عدد القتلى من جراء وباء الكوليرا الذي تفشى في البلاد، بعد انهيار البنية التحتية، 600 شخص. إلا ان الاتحاد الافريقي رفض اتخاذ اجراءات صارمة ضد رئيس زيمباوي وقال ان الحوار وحده يمكن ان يحل الأزمة.

وقال بوش في بيان من واشنطن: «حان الوقت لان يذهب روبرت موغابي.. في مختلف أنحاء القارة تتصاعد أصوات أفريقية شجاعة تقول ان الوقت حان لأن يتنحى».

لكن الاتحاد الافريقي اوضح في وقت سابق أنه لا يؤيد الدعوات لاتخاذ اجراءات أكثر صرامة ضد زيمبابوي. وقال سالفا روييمامو، المتحدث باسم الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي: «الحوار بين الاحزاب في زيمبابوي بمساندة الاتحاد الافريقي وجهات اقليمية أخرى هو الطريق الوحيد لعودة السلام والاستقرار الى ذلك البلد». وأضاف: «ثمة أزمة انسانية خطيرة في زيمبابوي. الكوليرا متفشية. هل يعتقدون أننا نستطيع القضاء على الكوليرا باستخدام الاسلحة».

وأكد أن إرسال قوات لحفظ السلام أو إزاحة موغابي بالقوة، ليسا ضمن الخيارات، مثلما دعت شخصيات كبيرة منها رئيس وزراء كينيا رايلا اودينغا وديزموند توتو كبير أساقفة جنوب افريقيا الفائز بجائزة نوبل للسلام. وقال مسؤول حكومي كبير في بريتوريا امس، ان جنوب افريقيا ستعارض اي تحرك نحو إرسال قوات الى زمبابوي مثلما طالب بعض الزعماء الافريقيين. وقال اياندا نتسالوبا، المدير العام بوزارة الشؤون الخارجية في جنوب افريقيا للصحافيين، ان جنوب افريقيا في حاجة الى زيادة المعونات الانسانية المرسلة الى زيمبابوي.

وتتهم حكومة موغابي قوى غربية باستغلال تفشي المرض لإجبار الزعيم المخضرم على الرحيل. وقال جورج تشارامبا المتحدث باسم موغابي ان الغرب يستغل أزمة الكوليرا لمحاولة الاطاحة بالرئيس. ونقلت صحيفة «هيرالد» المملوكة للدولة عن تشارامبا قوله: «البريطانيون والاميركيون مصممون على اعادة زيمبابوي الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة ومصممون أيضا على حدوث غزو لزيمبابوي لكن دون أن ينفذوه بأنفسهم».

وفي علامة على ان الصين، الحليف التقليدي لموغابي، تنأى بنفسها عن الدعوات المتزايدة لعزل موغابي، اكدت بكين ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية بين موغابي والمعارضة. وكان موغابي وزعيم المعارضة مورغان تسفينغراي قد توصلا الى اتفاق لتقاسم السلطة، الا انهما اختلفا على تطبيقه. وعرضت الصين المساعدة على زيمبابوي، وقالت انها تشعر بالقلق من تدهور الوضع السياسي والاقتصادي. وأدى تفشي الكوليرا ونقص المواد الغذائية الى إلقاء الضوء على الانهيار الاقتصادي في البلد الواقع في الجنوب الافريقي والذي كان مزدهرا نسبيا في الماضي. وبدأت مواد الغذاء الاساسية في النفاد وتتضاعف أسعار السلع يوميا. وأمرت زيمبابوي امس بخفض اسعار السلع والخدمات الى المستوى الذي كانت عليه يوم الثالث من ديسمبر (كانون الاول) بعد ان ارتفعت الاسعار الى عشرة امثالها عندما زاد البنك المركزي الحد الاقصى للسحب من البنوك.

ويوم أمس كان ثمن رغيف الخبز يبلغ 30 مليون دولار زيمبابوي، وهو ما يعادل دولارا واحدا في السوق السوداء، وكان سعره 5.2 مليون دولار زيمبابوي يوم الاربعاء الماضي. وأصبح مبلغ المائة مليون دولار زيمبابوي، وهو الحد الاقصى للسحب من البنوك في الاسبوع، لا يشتري سوى ثلاثة أرغفة من الخبز. وكان تجميد مماثل للاسعار في يونيو (حزيران) 2007 قد أضر بشدة بالنشاط التجاري المحلي وجعل زيمبابوي تعاني من نقص السلع الاساسية.