إقالة الرئيس الجورجي لوزيرة خارجيته يفتح الباب أمام استئناف الحوار مع روسيا

اختار بدلا منها غريغوري فاشادزه الروسي الجنسية

TT

اثار قرار الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي اقالة وزيرة خارجيته يكاتيرينا تكيلاشفيلي، دهشة الكثير من المراقبين بسبب توقيت وملابسات صدوره في اعقاب اجتماعات وزراء خارجية الناتو في بروكسل، وخلال اجتماعات وزراء خارجية بلدان منظمة الامن والتعاون الاوروبي في هلسنكي، وما تلا ذلك من استقالات جماعية لنواب الوزيرة ومنهم الممثل الدائم لجورجيا في الامم المتحدة ايراكلي السانيا.

وقد زاد من دهشة المراقبين صدور القرار مواكبا لقرارات اخرى مماثلة شملت وزيري الدفاع دافيد كيزيراشفيلي الاسرائيلي الجنسية، والعلوم والثقافة غيورغي نوديا، وسكرتير مجلس الامن القومي الكسندر لومايا، في اعقاب تنشيط الحركات المعارضة لتحركاتها الرامية الى عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في ربيع العام المقبل. وتشير المصادر الى تزايد فرص عدد من رفاق ساكاشفيلي السابقين في العودة الى النسق الأعلى للسلطة في جورجيا ومنهم نينو بورجانادزه الرئيسة السابقة للبرلمان وزعيمة حركة «جورجيا الموحدة» التي سبق وزارت الولايات المتحدة وحظيت باهتمام واسع من جانب ممثلي الادارة الاميركية.

ويزيد من درجة الاثارة والغموض الذي يكتنف الساحة السياسية في جورجيا وما اتخذه ساكاشفيلي من قرارات، توقفه عند اختيار غريغوري فاشادزه الروسي الجنسية وزيرا للخارجية. ويعزو المراقبون غموض الاختيار الى ان ساكاشفيلي الذي طالما اعلن رفضه الاستمرار في الحوار مع روسيا واتخذ قرار قطع العلاقات الدبلوماسية معها في اعقاب احداث اغسطس (آب)، عاد ليختار وزيرا للخارجية دبلوماسيا متمرسا معروفا بمرونته ورفضه للتشدد في علاقات بلاده مع روسيا. غير ان ما افصح عنه ساكاشفيلي من توجهات، ومنها عرضه منصب وزير الثقافة على زوراب اباشيدزه، يمكن ان يفسر ما غمض في قراره حول تعيين وزير الخارجية الجديد في اطار ما عرف عن اباشيدزه من علاقات وطيدة مع الكثيرين من ممثلي اروقة صناعة القرار في روسيا وهو الذي سبق وشغل منصب سفير بلاده في موسكو خلال الفترة 2000ـ2004. وعلى الرغم من ان اباشيدزه رفض عرض الرئيس الجورجي، الا ان هناك الكثيرين من المراقبين يشيرون الى احتمالات قبوله العودة الى النسق الاعلى لقيادات وزارة الخارجية دعما لاتجاه استئناف الحوار مع روسيا في اطار ما يردده وزير الخارجية الجديد حول انه لا يعرف حربا في التاريخ لم تعقبها مباحثات ومفاوضات وحوار بين ممثلي الاطراف المتحاربة. وكان الوزير الجديد قد اعلن استعداده لاستئناف الحوار مع روسيا في اطار ثوابت ثلاثة وهي احترام استقلال بلاده وسيادتها ووحدة أراضيها. غير ان كل الدلائل تشير الى ان موسكو التي سبق واعترفت باستقلال الاقليمين الانفصاليين التابعين لجورجيا، اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، في اعقاب الحرب القوقازية في أغسطس (آب) الماضي، لن تقبل شروطا لاستئناف الحوار مع جورجيا وخاصة فيما يتعلق بشرط وحدة الاراضي. فضلا عن انها سبق واعلنت انها لن تخوض حوارا مع ساكاشفيلي الذي سبق واعتبرته «مجرم حرب» وطالبت بتقديمه الى المحكمة الدولية.