الحكيم: انتخابات مجالس المحافظات تحول تاريخي نحو عراق لا مركزي وفيدرالي

المالكي: البعض يتحدث عن الاتفاقية الأمنية مع أميركا بتنافس انتخابي

عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي يخاطب أتباعه من وراء زجاج واق للرصاص في بغداد أمس (أ.ب)
TT

فيما حث زعيم «المجلس الإسلامي الأعلى في العراق» عبد العزيز الحكيم العراقيين أمس على المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي المزمع اجراؤها نهاية الشهر المقبل، اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي أطرافا لم يسمها بالحديث عن اتفاقية انسحاب القوات الاميركية بتنافس انتخابي.

وقال الحكيم، أمام آلاف من أتباعه في ساحة عامة بحي الكرادة وسط بغداد بعد الانتهاء من صلاة العيد الذي احتفل الشيعة بأول أيامه أمس «نعتبر هذه الانتخابات مهمة جدا وتمثل تحولا كبيرا في تاريخ العراق الحديث». وأضاف «هي المرة الأولى التي تجرى فيها انتخابات محافظات في ظل الدستور وقانون أقره مجلس النواب أعطى بموجبه المحافظات الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور بما يحول المحافظات من بناء الدولة المركزية إلى بناء الدولة اللامركزية تمهيدا للتحول إلى الأقاليم الفيدرالية طبقا للدستور، حيث إن العراق بلد اتحادي فيدرالي بعد أن تحققت صفة كونه برلمانيا». ونسبت اليه وكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا) قوله «ندعو الجميع الى انجاح تجربة الانتخابات المقبلة وجعلها تصب في خدمة مصالح العراقيين وعلى الجميع استخدام حقهم الطبيعي في اختيار ممثليهم في مجالس المحافظات واختيار الأصلح والاكفأ والأقدر وانتخاب الأشخاص الذين ضحوا من اجل العراق ممن هم الأكثر تدينا وإيمانا وشجاعة ولهم تاريخ وتبعية للمرجعية الدينية العليا والابتعاد عن الاساءة الى نزاهة الانتخابات والعمل على الالتزام بقواعد السلوك الانتخابي التي تعبر عن التنافس الحر الشريف».

ومضى زعيم الحزب الشيعي، الشريك الرئيس في الائتلاف الحاكم، يقول: «ندعو الكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات إلى استخدام كل الوسائل المتاحة قانونيا وأخلاقيا لخلق أجواء التنافس الشريف بعيدا عن استخدام العنف أو التهديد». ورأى الحكيم أن «تهديد المرشحين والناخبين وتزوير الانتخابات هي من أخطر ما يهدد مصداقية الانتخابات وعلى الجميع الابتعاد عن استخدام هذه الأساليب لأنها لا تكشف عن الواقع الحقيقي للشعب العراقي بقدر ما تكشف عن تخلف الجهات التي تلجأ الى كل هذه الاساليب للوصول الى مواقع المسؤولية». ودعا «مفوضية الانتخابات» إلى «اتخاذ الاجراءات التي تضمن الشفافية والمصداقية في كل مراحل العملية الانتخابية ومعالجة كل المعوقات التي يمكن من خلالها الطعن في شفافية الانتخابات».

من جهته، اتهم المالكي «البعض» بالحديث عن اتفاقية انسحاب القوات الاميركية بتنافس انتخابي، مبينا ان الحكومة لم ترد أن تجعل من الاتفاقية تنافسا انتخابيا، وفق ما نقلت فضائية العراقية شبه الرسمية. وحسب وكالة «اصوات العراق» قال المالكي خلال كلمة القاها اول من امس في تجمع لائتلاف دولة القانون الذي سيخوض انتخابات مجالس المحافظات المقبلة برئاسته، إن «يوم اقرار الاتفاقية يستحق أن يكون يوما وطنيا للعراق الذي استطاع ان ينتزع السيادة الكاملة وبجدول زمني معلوم وضوابط على حركة القوات الدولية».

ويضم ائتلاف دولة القانون سبعة كيانات ستخوض انتخابات مجالس المحافظات المقرر اجراؤها نهاية شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، وهي «حزب الدعوة الاسلامية» و«مستقلون» و«حزب الدعوة الاسلامية ـ تنظيم العراق» و«التضامن» و«الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق» و«حركة الاخاء الكردي الفيلي العراقي» و«كتلة الانتفاضة العراقية الشعبانية». وتابع المالكي «للأسف هناك من يريد أن يشوش على أذهان العراقيين ويتحدث عن الاتفاقية بتنافس انتخابي ولن اقول بمزايدة». وزاد «نحن لم نرد أن نجعل من الاتفاقية وسيلة للتنافس الانتخابي». وكان البرلمان العراقي قد أقر اتفاقية انسحاب القوات الاميركية في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فيما صادق عليها مجلس رئاسة الجمهورية في الرابع من الشهر الحالي. الى ذلك، أكد إمام الجمعة في النجف في صلاة العيد التي اقيمت في الحسينية الفاطمية، أمس، ان «هناك من يريد اسقاط النظام السياسي الجديد وعودة العراق الى اللامساواة واللاعدالة وحكم الأقلية للأكثرية».

وأضاف صدر الدين القبنجي، المقرب من المجلس الاسلامي الأعلى، ان «هناك من يريد إعادة العراق الى القوم الظالمين وإعادة الطائفية بعد ان أجرينا الانتخابات وغدا سنجريها ايضا وكل من الأكثرية والأقلية سيأخذون حقهم في المقابل»، مشدد ا «نريد عراقا عراقيا شعبيا اسلاميا جماهيريا لكل واحد حقه ولكل قومية حقها». ودعا القبنجي الى «انجاح هذا النظام السياسي ودفع ايادي الحاقدين وتطهير المؤسسات من أنجاس البعثيين ومصاصي الدماء وأرباب الفساد الاداري».