مصر تبدي استياءها من تنظيم مظاهرات أمام بعثتها الدبلوماسية في طهران

أبو الغيط يستغرب «ترفيع» العلاقات الأوروبية ـ الإسرائيلية.. واتصالات عربية ـ غربية لبلورة موقف يدفع السلام

TT

استدعت الخارجية المصرية أمس القائم بالأعمال الإيراني، للاحتجاج على «ما دأبت عليه بعض الدوائر الإيرانية من ترتيب مظاهرات أمام مقر البعثة الدبلوماسية المصرية في طهران، وتدبيج مقالات في الصحف الإيرانية تتهجم على مصر وقيادتها خاصة خلال الأيام القليلة الأخيرة» وذكرت وزارة الخارجية المصرية ان مكتب وزير الخارجية استدعى القائم بالاعمال في مكتب رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة وأبلغه احتجاج مصر من تلك التصرفات. وكانت القاهرة قد أدانت بقوة في يوليو (تموز) الماضي فيلما وثائقيا حول اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات عام 1981. وقرر اتحاد كرة القدم في مصر عقب ذلك إلغاء مباراة ودية كانت مقررة مع إيران في دولة الامارات العربية المتحدة بسبب التوتر الذي أثاره الفيلم. ورد اتحاد كرة القدم في ايران على ذلك بتقديم شكوى الى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وفي الشهر نفسه أغلق مكتب محطة التلفزيون الايرانية (العالم) في القاهرة بعد أن قامت الشرطة بعملية تفتيش فيه.

من ناحية أخرى أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن دهشته لموقف الاتحاد الأوروبي الأخير حول «ترفيع» العلاقات الأوروبية ـ الإسرائيلية. وأوضح أبو الغيط في تصريحات صحافية أمس أنه على الرغم من تأكيد الجانب الأوروبي لأهمية الربط بين ترفيع العلاقات والمواقف الإسرائيلية إزاء ملف عملية السلام، فإن الموقف الأوروبي الذي تم التعبير عنه أول من أمس، في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل «يدعو إلى الاستغراب، خاصة أن إسرائيل لم تبد أي انفتاح يُذكر تجاه ملف عملية السلام في الفترة الأخيرة، بل على العكس فإننا نشهد تسارعاً في وتيرة الاستيطان، ومواصلة بناء الجدار العازل، فضلاً عن مواصلة سياسة تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني التي تسببت في تدهور الأحوال المعيشية في غزة لدرجة غير مسبوقة». وأوضح أبو الغيط أن هذه الرؤية التي يتحدث بها هي ذاتها التي دفعت البرلمان الأوروبي إلى اتخاذ موقف واضح وصريح منذ أيام في تأجيل التصويت على قرار بشأن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، «إلا أنه للأسف فإن الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي ممثلاً في مجلس وزراء الخارجية لم يتبع نفس النهج الذي اتبعه جهازهم التشريعي ممثلاً في البرلمان الأوروبي».

وأضاف وزير الخارجية أنه «لا يُمكن أن نستغرب الآن إذا ما مضت إسرائيل في مواصلة سياساتها غير عابئة بأي موقف أو رد فعل للمجتمع الدولي وبصفة خاصة عقب ذلك الموقف الأوروبي الأخير، حيث أنه من المعروف أن الاتحاد الأوروبي طالما وقف مع الشرعية الدولية واحترام حقوق الإنسان، إلا أن ذلك الموقف الأوروبي الأخير يوجه رسالة غير مباشرة إلى الجانب الإسرائيلي بأن لديه صكا مفتوحا للمضي قدماً في سياساته السلبية ذات الآثار الكارثية على مسيرة عملية السلام». على الجانب الآخر، أشار أبو الغيط إلى أنه كان يأمل في أن يقوم وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بإقرار إستراتيجية العمل الأوروبية للتعامل مع ملف عملية السلام خلال الفترة المقبلة في اجتماعهم يوم الاثنين الماضي في بروكسل، وبحيث تتواصل عملية التشاور الحالية بين الجانبين العربي والأوروبي من أجل بلورة رؤية مشتركة لدفع العملية السلمية، إلا أنه أعرب عن خيبة الأمل «لغلبة بعض الأصوات الأوروبية التي نادت بتأجيل إقرار إستراتيجية العمل الأوروبية المذكورة لبعض الوقت لحين انتهاء الانتخابات الإسرائيلية شهر فبراير المقبل»، مشيراً إلى أن تلك ليست المرة الأولى التي يتم فيها اتخاذ مثل تلك القرارات ذات الأثر السلبي على عملية السلام، وقد أثبتت التجربة المرة تلو الأخرى أن مثل هذه القرارات لا تساعد الجهود السلمية بل على العكس فإنها تُرسّخ الشعور بالغبن لدى الطرف الفلسطيني الذي لا يرى موقفاً واضحاً وحازماً للمجتمع الدولي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحقوقه المشروعة. وفى الوقت نفسه أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن الفترة الماضية شهدت اتصالات بين أبو الغيط وبعض وزراء الخارجية العرب من جانب، والعديد من الوزراء والمسؤولين الأوروبيين بالاتحاد الأوروبي من جانب آخر، بهدف بلورة موقف عربي ـ أوروبي مشترك وتنسيق الجهود بين الجانبين بغية دفع العملية السلمية من خلال التركيز على محورية مبادرة السلام العربية، وكذلك النظر في توجيه رسائل عربية ـ أوروبية متسقة إلى الإدارة الأميركية الجديدة لحثها على التحرك بفاعلية وعدم الانتظار. وأكد المتحدث الرسمي أهمية استغلال عامل الوقت وعدم إضاعة المزيد منه خاصة أن الأوضاع في المنطقة «لا تحتمل الانتظار».