«حصى المشاعر» «وآثار الحج والإحرام» تزاحم السبح والسجاد في شنط هدايا الحجيج

8.8 مليار ريال عوائد الهدايا المتوقعة

حجاج يتفحصون بضائع لدى الباعة الجائلين (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

يحرص حجاج بيت الله الحرام في نهاية نسكهم على حمل الهدايا والتذكارات من البقاع الطيبة إلى ديارهم، بل يعمد بعضهم إلى شراء الثوب السعودي والغترة «عمامة توضع فوق الرأس».

وفي جولة لـ «الشرق الأوسط» داخل منى، وبالقرب من مشارف مكة المكرمة، تواجدت مجموعة من الحجاج الآسيويين وهم يرتدون الزي السعودي على طريقتهم وشفاههم تملؤها البسمة والفرح على إكمالهم شعيرة الحج التي كانت تمثل هاجسا كبيرا ـ بحسب قول الحاج محمد وابنه القادمين من اندونيسيا.

ويضيف الحاجان الاندونيسيان «هذا الزي السعودي سنعود به إلى الأهل ومعنا عدد كبير من الهدايا لهم بعد أن منَّ الله علينا بالحج المقبول بإذن الله».

وتحول الحاج محمد وابنه نحو محل آخر لبيع المسابح وسجادات الصلاة والصور المكية للحرم وغيرها، بحيث بدأ التبضع من أجل هدايا الأهل والأصدقاء.

في الجانب الآخر، يحرص حجاج آخرون على اقتناء نوع آخر من الهدايا خاصةً في جمع بعض الأحجار ورمال الأراضي المقدسة من أماكن تحمل دلالات دينية وأخذها معهم في أكياس صغيرة، كما فعل إسكندر احمد.

ويصر الحاج اسكندر على حمل بعض الأحجار من مزدلفة ومنى ووضعها في كيس خاص، وقال «سأقدمها لأحد أخوتي الذي أصر على إحضارها للتذكار، حيث ان هذه الحجارة من أرض موطئ قدم النبي محمد عليه الصلاة والسلام».

ولكن الهدية الأكثر طلبا عند البعض، هي لباس الإحرام الذي ارتداه الحاج في حجه، والذي يتم تعطيره برائحة زكية ويحفظ للذكرى، بينما يهديه البعض لأصدقائه، بينما آخرون، في تصريف غريب، يقومون بتقطيع الإحرام وتوزيع القطع على عدد من الأهل والأصدقاء بهدف إرضائهم. وفيما يختص بشراء الهدايا، يمثل موسما الحج والعمرة فرصة حقيقية لأصحاب المحلات والتحف التجارية لعرضها وبيعها في الموسمين اللذين يعدان أفضل المواسم الاقتصادية في السعودية، خصوصا موسم الحج.

ويعود ذلك لقصر الفترة وزيادة الدخل، إذ قدر اقتصادي سعودي عوائد محلات الهدايا في الموسمين بنحو 8.8 مليار ريال من أصل 43 مليار ريال، تمثل الرقم المتوقع لعوائد الحج والعمرة هذا العام ومقسمة بنحو 19.200 مليون ريال للحج و24 مليار ريال للعمرة.

وكانت دراسة اقتصادية سعودية، تختص بالحركة التجارية التي تشهدها المدينتان المقدستان خلال موسم الحج، أوضحت حرص الحجاج والمعتمرين على شراء الكثير من الهدايا من مكة المكرمة والمدينة المنورة إضافة الى مدينة جدة، وتتنوع الهدايا بادئة بالسبح وسجاجيد الصلاة، ومنتهية بشراء مشغولات الألماس والذهب. وبينت الدراسة أن «متوسط إنفاق الحاج والمعتمر يعود إلى مستوى دخله، إضافة إلى طبيعة جنسيته، حيث يعتبر الحاج أو المعتمر من دول الخليج الأعلى في الإنفاق، يليه الحجاج من دول أميركا وأوروبا وكندا وأستراليا وجنوب أفريقيا».

وأفادت الدراسة أن أبرز أوجه الإنفاق لدى الحجاج والمعتمرين تتوزع على عدد من القنوات التي يملكها ويديرها القطاع الخاص كقطاع الإسكان الذي يحصل على ما يزيد على 7.2 مليار ريال، منها حوالي مليارا ريال خلال موسم الحج وحده، مشيرة إلى أن هذا الرقم يزيد بمعدل 5 في المائة خلال موسم الحج، و15 في المائة خلال مواسم العمرة وفق الزيادة السنوية لأعداد الحجاج.