محللون: استبعاد التوصل قريباً لاتفاق للتجارة العالمية

في ظل استمرار تباعد وجهات النظر

TT

قال محللون ان من المستبعد حدوث انفراج هذا الشهر في محادثات «التجارة العالمية» المستمرة منذ فترة طويلة على الرغم من دفعة من الرئيس الأميركي جورج بوش وآخرين من قادة العالم. وقال دان جريسوولد مدير قسم دراسات التجارة بمعهد كاتو «كل البوادر تشير الى دفعها الى عام 2009. انتظرنا سبعة أعوام. نستطيع الانتظار بضعة أشهر أخرى حتى يعقد الاجتماع الكبير التالي لاعضاء منظمة التجارة العالمية. وبحسب تقرير لرويترز، ففي ظل استمرار تباعد وجهات النظر بين الدول بشأن التفاصيل الاساسية للاتفاق، قالت جماعات ضغط من قطاع الاعمال الأميركي انها تجد صعوبة في تصديق أن مدير منظمة التجارة العالمية، باسكال لامي، سيجازف بدعوة وزراء التجارة الى جنيف الاسبوع القادم لعقد اجتماع وزاري يمكن أن ينتهي بالفشل. وأضاف جريسوولد «مع مرور لاعب مهم مثل الولايات المتحدة بفترة انتقالية من رئيس الى اخر يجب أن تقر الادارة القادمة أي قرارات». وتنقلت جولة الدوحة من محادثات التجارة العالمية من أزمة الى أخرى منذ انطلاقها في العاصمة القطرية. واقترب وزراء التجارة بشدة من تحقيق انفراج في يوليو (تموز) بشأن قضايا التجارة الزراعية والصناعية الرئيسية التي عرقلت الاتفاق طويلا. لكن هذه الجهود انهارت حين اختلفت الولايات المتحدة اختلافاً حاداً مع الهند والصين بشأن بنود آلية «وقائية» لحماية مزارعي الدول النامية من زيادة في الواردات. وفي الشهر الماضي، نادى زعماء العالم الذين اجتمعوا بواشنطن بالعمل على احراز تقدم في هذه المسألة والصيغ الرئيسية الاخرى بحلول نهاية العام لتمهيد الطريق لاتفاق نهائي يمكن أن يساعد في احياء نمو الاقتصاد العالمي الواهن. وضمت المجموعة المكونة من 20 دولة جميع اللاعبين الرئيسيين في محادثات منظمة التجارة العالمية، بينها الولايات المتحدة والصين والبرازيل والهند ودول الاتحاد الاوروبي. وكررت مجموعة مختلفة من زعماء العالم نداء مجموعة العشرين بعد ذلك بأسبوع في القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي في ليما ببيرو. ومنذ ذلك الحين طالب لامي المشاركين الرئيسيين في المحادثات بتضييق هوة الخلافات بينهم وطرح فكرة الدعوة الى اجتماع وزاري اذا بدا أن من الممكن التوصل الى اتفاق. غير أن نوابا اميركيين بارزين وجماعات زراعية وصناعية بالولايات المتحدة انتقدت بشدة المسودات الجديدة التي وضعتها منظمة التجارة ونشرت يوم السبت الماضي.

ويعتقد هؤلاء أنها لا توفر ما يكفي من فرص التصدير الجديدة مقابل خفض الدعم للمزارعين الأميركيين والتعريفات الزراعية والصناعية. وحتى اذا كانت ادارة بوش تعتقد أنها لا يزال بامكانها ابرام اتفاق في مصلحة الولايات المتحدة، فان هذه المهمة تعقدها الفترة القصيرة المتبقية لها في الحكم. وقال أحد المحللين «هكذا يكون الحال دائما في نهاية أي مفاوضات اذ يجب أن تقرر ما اذا كان هناك ما يكفي على الطاولة لتبرير ابرام اتفاق حتى لو لم يكن مثاليا ثم تثق بقدرتك على تسويقه فيما بعد». وأضاف «المشكلة هنا هي أن الفريق الذي يعقد الاتفاق لن يكون موجوداً لتسويقه بعد ذلك». ويوافق جريسوولد أن هذه مشكلة خاصة بالنظر الى التحفظات القوية التي عبر عنها أعضاء بارزون بالكونغرس بشأن المحادثات، لكن بعض الخبراء يأملون في التوصل الى اتفاق مبدئي هذا الشهر. وقال شيرمان كاتز من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي «تم انجاز الكثير من العمل. جميعنا نعلم أن الاقتصاد العالمي بحاجة الى أي اضافات صغيرة يمكن العثور عليها». وقال كاتز إنه بالنسبة لدول أخرى قد تكون هذه أفضل فرصة تتاح خلال فترة طويلة لعقد اتفاق مع واشنطن بسبب الوقت الذي ستستغرقه ادارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما حتى تلم بالامور. وأضاف أن أي اتفاق يجب أن يسفر عن «توازن للمصالح بالنسبة لنا وبالنسبة للاخرين ايضا».