توقعات وكالة الطاقة الدولية بازدياد الطلب على البترول تنعش الأسعار

رئيس «أوبك» يتوقع «خفضا كبيرا» في إنتاج المنظمة خلال اجتماع وهران

عمال البترول في مقاطعة سيشوان الصينية خلال أعمال التشييد في أحد حقول النفط وانخفض استهلاك الصين من البترول خلال نوفمبر الماضي الى ادنى مستوياته بسبب التباطؤ الاقتصادي (رويترز)
TT

ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الاميركي متجاوزة 45 دولارا للبرميل أمس الخميس، بعد أن تنبأت وكالة الطاقة الدولية بأن الطلب العالمي سينمو في العام المقبل، وبعد أن قال وزير البترول السعودي، ان المملكة خفضت انتاجها أكثر من المتوقع الشهر الماضي. وساهم في دعم الاسعار أيضا توقعات أن منظمة أوبك ستخفض الامدادات في اجتماعها الاسبوع المقبل.

وتوقع وزير الطاقة والجزائري شكيب خليل رئيس منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن يخلص اجتماع المنظمة المقرر الأربعاء المقبل بمدينة وهران الجزائرية، إلى «تقليص كبير» للإنتاج لتحقيق التوازن بين العرض والطلب.

وقال خليل في برنامج للإذاعة الجزائرية الحكومية أمس الخميس، إن «اجتماع وهران من المنتظر أن يتخذ قرارا يقلص بشكل مهم الإنتاج، من أجل تحقيق التوازن بين العرض والطلب».

وأكد خليل أنه بناء على الاتصالات التي أجراها مؤخرا مع أعضاء «أوبك» خاصة وزير النفط السعودي، فإن هناك «إجماعا بخصوص تقليص الإنتاج».

وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي لرويترز أمس الخميس، ان انتاج السعودية من النفط في نوفمبر (تشرين الثاني) جاء متفقا مع مستويات الانتاج المستهدفة لـ«اوبك». وقال النعيمي «سنعطيكم رقم نوفمبر لأن هذا ما يترقبه الجميع. انه ثمانية ملايين و493300 برميل يوميا». واضاف ان من السابق لأوانه اعلان أرقام ديسمبر (كانون الاول). وقد أفاد كبار عملاء النفط السعودي، بأن المملكة ستزودهم بكميات أقل في ديسمبر، مقارنة مع نوفمبر، كما ستقل الامدادات في يناير (كانون الثاني) عن مستواها في ديسمبر.

وقالت مصادر بصناعة النفط، إنها تتوقع ان تكون امدادات يناير اقل من المستويات التي تستهدفها «اوبك» مما يوحي بأن السعودية تتوقع أن تتفق «اوبك» على خفض جديد في الانتاج، عندما تجتمع في 17 ديسمبر في الجزائر. ووفقا لتقديرات رويترز فقد انخفض انتاج السعودية اكثر من مليون برميل يوميا عن مستوى الذروة، الذي بلغه في اغسطس (آب) عند 65.9 مليون برميل يوميا.

وأظهر استطلاع أجرته وكالة الأنباء أن «اوبك» ستعلن خفضا آخر يبلغ نحو 5.1 مليون برميل يوميا في انتاجها النفطي الاسبوع المقبل، في محاولة لوقف انهيار الاسعار التي هوت الى أقل من الثلث منذ يوليو (تموز).

وأجمع 11 بنكا وشركة وجماعة ابحاث، استطلعت رويترز آراءهم يومي التاسع والعاشر من ديسمبر، على أن «اوبك» ستخفض الانتاج بواقع مليون برميل يوميا على الاقل، في اجتماعها في وهران بالجزائر يوم 17 ديسمبر.

ويعتقد بعض المحللين أن «اوبك» ربما تخفض مليوني برميل يوميا من انتاجها. وقال سينتي ديك محلل شؤون النفط في «اتش.اس.اتش نوردبنك» بمدينة هامبورغ «من الواضح أنه يتعين على اوبك التحرك من أجل اشاعة الاستقرار في أسعار النفط»، واضاف «يجب أن تخفض الانتاج بشكل حاسم وسريع».

وسعت «اوبك» لخفض الانتاج لكي يتماشى مع تباطؤ الطلب. وفي اجتماع في الرابع والعشرين من اكتوبر (تشرين الأول) وبينما كانت الأسعار قرب 65 دولارا للبرميل اتفقت «اوبك» على خفض الانتاج بواقع 5.1 مليون برميل يوميا.

كما تنتظر الأسواق مؤشرات عن حال الاقتصاد الأميركي مثل بيانات البطالة الاسبوعية، التي قد تثير مزيدا من التشاؤم بين المستثمرين، وتشير الى مزيد من تراجع الطلب في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم.

وتسبب هبوط الطلب على النفط في الولايات المتحدة وبلدان متقدمة اخرى في هبوط أسعار الخام من مستويات قياسية مرتفعة فوق 147 دولارا للبرميل، كانت قفزت اليها في يوليو، مما أثار قلقا بين أعضاء «اوبك».

وقالت «أوبك» أمس الخميس، أن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية تراجع قليلا أمس الاربعاء الى 37.94 دولار للبرميل من38.19 دولار يوم الثلاثاء.

وتضم سلة «أوبك» 13 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانغولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الاماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا، واورينت من الاكوادور.

وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس الخميس، إن الطلب العالمي على النفط سيعاود النمو في العام المقبل، بعد انكماشه في العام الجاري للمرة الاولى منذ عام 1983 بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي.

ويتناقض تقدير الوكالة مع تقدير ادارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الاميركية التي قالت يوم الثلاثاء، ان من المتوقع انخفاض الطلب بمقدار 450 ألف برميل يوميا في العام المقبل في أعقاب انخفاض متوقع قدره 50 ألف برميل يوميا في 2008.

وخفضت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط تقديرها للطلب في العام الحالي بواقع 350 ألف برميل يوميا عن التقدير السابق الى 8.85 مليون برميل يوميا بانخفاض يبلغ 200 ألف برميل عن العام السابق.

وتتوقع الوكالة انتعاش الطلب الى 86.3 مليون برميل في اليوم في العام المقبل، بناء على افتراض صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي، سينتعش تدريجيا في النصف الثاني من العام.

وقالت الوكالة «التصور الذي نعمل على أساسه يقوم على افتراض المرونة خارج مناطق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وان كان النمو أقل منه في السنوات الخمس السابقة». وأضافت «شهد تقرير هذا الشهر تعديلا طفيفا لبيانات الطلب الأخيرة خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، على النقيض من البيانات الخاصة بدول المنظمة»، ومن ثم فإننا نقاوم اغراء رفع النمو في 2009، رغم المؤشرات الاقتصادية الاضعف في بعض الحالات».

وقال ديفيد فايف رئيس شعبة صناعة النفط وأسواقه بالوكالة، ان توقعاتها ما زالت تظهر ضعف الاقتصاد العالمي في 2009. ووصف الزيادة المتوقعة في الطلب العام المقبل، بأنها نمو «هامشي انطلاقا من قاعدة منخفضة».