أوباما يعد إسرائيل بتوفير مظلة نووية في حال هاجمتها إيران

تل أبيب وإدارة بوش تتحفظان على الخطوة

TT

في ما اعتبرته إسرائيل تسليماً بتحول إيران إلى قوة نووية، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس، النقاب عن أن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما ستقترح على تل ابيب توفير مظلة نووية لها في مواجهة أي تهديد نووي إيراني. ونقلت الصحيفة عن مصدر اميركي كبير مقرب من الإدارة الجديدة قوله إن الولايات المتحدة ستعلن أنه في حال هاجمت إيران إسرائيل، فإن «هذا التطور سيؤدي الى تداعيات مدمرة، وسترد الولايات المتحدة بهجوم نووي على إيران». وأشارت الصحيفة الى أن كلاً من إسرائيل وإدارة الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش تتحفظان على الخطوة التي ستقدم عليها إدارة أوباما. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله «ما مغزى منح إسرائيل مثل هذه المظلة من الشخص الذي تردد في معالجة التهديد الإيراني عندما لم تكن طهران نووية، وكيف يمكن النظر بجدية لمثل هذا التعهد عندما تتحول إيران بالفعل الى دولة نووية؟». واعتبر المصدر أن مجرد الحديث عن سيناريو يمكن أن تتحول فيه إيران إلى دولة نووية يمس بالجهود الرامية لمنعها من تطوير قدرات نووية. كما نقلت الصحيفة عن مصدر في إدارة بوش قوله «الاقتراح بتوفير مظلة نووية لإسرائيل هو اقتراح سخيف وتافه وغير صادق». وأضاف «من يمكن أن يقنع المواطن الأميركي في ولاية كنساس أن الولايات المتحدة يمكن أن تتورط في مواجهة نووية لمجرد أن مدينة حيفا تعرضت للقصف من قبل إيران، وما الفائدة من التدخل الأميركي النووي ضد إيران بعدما يتم تدمير المدن الإسرائيلية»، على حد تعبيره. يذكر أنه حسب تقييم شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (امان) فقد تجاوزت إيران قبل عام العائق التكنولوجي حيث أصبحت قادرة على تخصيب مادة اليورانيوم بشكل يكفي لتركيب قنابل نووية. وأعادت «هآرتس» الى الأذهان أنه سبق لهيلاري كلينتون التي عينها الرئيس المنتخب وزيرة للخارجية في إدارته الجديدة، أن اقترحت أثناء حملتها الانتخابية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية توفير مظلة نووية أميركية لإسرائيل، حيث قالت كلينتون في مناظرة جرت بينها وبين الرئيس المنتخب في أبريل (نيسان) الماضي إنه يتوجب توفير «دفاع رادع» لكل من إسرائيل والدول العربية الحليفة للولايات المتحدة. وأضافت في حينه «على الإيرانيين أن يعوا أن أي هجوم على إسرائيل سيؤدي الى رد فعل كثيف». وأشارت الصحيفة الى أن تعهد الإدارة الأميركية الجديدة يتضمن تطوير قدرات إسرائيل على مواجهة خطر إطلاق الصواريخ من إيران وغيرها، علما بأن إدارة بوش قامت بالخطوة الاولى في هذا الجانب عندما زودت إسرائيل بردارات للإنذار المبكر تم نصبها في صحراء النقب، حيث تقوم هذه الرادارات بتحديد مدى الصواريخ التي يمكن أن تطلقها إيران باتجاه إسرائيل وتمكين تل أبيب بالتالي من الاستعداد لإسقاطها.