بوش: البشير لن يهرب من المساءلة.. وعليه تغيير الظروف بأسرع ما يمكن

حليمة بشير صاحبة كتاب «دموع الصحراء» التي استقبلها بوش في البيت الأبيض تتحول إلى «لغز» في واشنطن

TT

حذر الرئيس الاميركي جورج بوش قبل اسابيع قليلة من مغادرته منصبه في البيت الابيض الرئيس السوداني عمر البشير بانه «لا يمكن ان يهرب من المساءلة»، وقال إن بإمكان البشير، إذا اراد، ان يغير حياة الناس وظروفهم بأسرع ما يمكن. وقال بوش إنه يشعر بالاحباط للسرعة التي تتم بها الامور بشأن نشر قوات تابعة للامم المتحدة لحفظ السلام في دارفور وضمان الأمن للناس الذين يريدون حياة آمنة، واضاف يقول «يجب ان نساعدهم لتحقيق ذلك». وكان الرئيس بوش يتحدث في البيت الابيض بعد ان استقبل ناشطة من دارفور تدعى الدكتور حليمة بشير، والتي غطت جسمها كاملاً بما في ذلك وجهها ورأسها بثوب مرزكش، وهذا ما يحدث لاول مرة في تاريخ الاستقبالات الرسمية في البيت الابيض.

وقال مصدر في البيت الابيض إنها فعلت ذلك خشية على حياتها، واوضح المصدر أن حليمة التي لم يحدد مكان اقامتها لم تكن تغطي نفسها بالكيفية التي ظهرت بها في الصورة التي وزعها البيت الابيض الى ان دخل المراسلون والمصورون الى حيث استقبلها بوش. وعرض الرئيس الاميركي على المراسلين نسخة من كتاب حليمة الذي أصدرته باللغة الانجليزية بعنوان «دموع الصحراء»، بعد ان انتهى بوش من تصريحاته تحدثت حليمة بشير، التي وصفها البيت الابيض بانها «ناشطة من أجل حقوق الانسان» من تحت ثوبها بلغة انجليزية واضحة.

وتوجه بوش بعد أن عرض الكتاب نحو حليمة قائلاً «أكدت لها انه على الرغم من الصعوبات الاقتصادية فإن مساعداتنا (الى دارفور) ستستمر في التدفق وسنعمل ان يكون هناك عيد لأهل دارفور». وأضاف ان الامم المتحدة ستواصل نقل المساعدات، لكنه اشار الى ان العمل خارج نطاق الامم المتحدة بطيء جداً، مشيرا الى ان واشنطن تؤيد الوساطة المشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة، وقال إن جميع الاطراف يجب ان تجلس حول طاولة واحدة بإرادة حسنة لحل المشاكل. وأضاف ايضاً أنه عين مبعوثاً خاصاً (ريتشارد وليامسون) من اجل الضغط على الحكومة، وشدد على ان الولايات المتحدة يجب ان تواصل حشد المجتمع الدولي للضغط على الحكومة السودانية .

وقال بوش حول استقباله الدكتورة حليمة بشير، التي اعتبر وجودها المفاجئ في واشنطن بمثابة لغز، إنها قدمت له نسخة من كتابها «دموع الصحراء» الذي يشرح الاوضاع في دارفور وانه «يشعر بسعادة متميزة وفخر لاستقبالها»، وقال إنها كانت شاهدة عيان على العنف والحرمان وجاءت تحمل رسالة من عدد كبير من الناس الذين يريدون مساعدتنا».

بعد ذلك تحدثت حليمة بشير وقالت «شكراً كثيراً للرئيس (بوش) الذي دعاني للبيت الابيض.. انني سعيدة جداً لأن اصوات ضحايا دارفور تسمع الآن في البيت الابيض ويسمعها الشعب الاميركي والعالم.. واعتقد ان الرسالة التي ابلغتها للرئيس هي المزيد من العمل للسيطرة على الوضع.. ليس فقط إرسال قوات او إصدار أحكام من المحكمة الجنائية الدولية لكن فقط لإيقاف الإبادة الجماعية والأزمة في دارفور التي مرت عليها خمس سنوات حتى الآن ولا نحتاج الى الانتظار اكثر، نريد عملاً حقيقياً».

يشار الى ان ناشونال بابلك راديو (إن بي آر) وهو أهم إذاعة في اميركا كان قد اجرى حوارا في وقت سابق مع حليمة بشير. وقال الرديو وقتها إن المقابلة جرت في «مكان ما» في لندن، ولا يعرف ما إذا كانت حليمة ستعود الى لندن أما انها انتقلت للعيش في اميركا، وتقول تكهنات بانها ربما ستطلب اللجوء السياسي في الولايات المتحدة.