صفير يدعو لـ«علاقة سوية» مع سورية.. ويحذر من إرجاء الانتخابات

قال إنه لا يعلم إذا كان عون يحمل إليه رسالة من دمشق

TT

شدد البطريرك الماروني نصر الله صفير، على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها في الربيع المقبل، معتبراً القول بإرجاء الانتخابات «مسيء الى لبنان»، مشيرا الى ضرورة قيام «علاقة سوية» بين لبنان وسورية، مشترطاً ان تكون «علاقة بلدين جارين، وليس لأحد منهما ان يطمع في الآخر».

وقال صفير أمس رداً على سؤال لاعضاء مجلس نقابة المحررين الصحافيين، عن زيارة عون لسورية وخطوة التبادل الدبلوماسي بين البلدين: «نتمنى أن تكون علاقات سوية وجيدة بين لبنان وسورية، وأن تكون هناك سفارتان، ونأمل ان تسير الأمور على ما هو مرغوب فيه. وهذه قاعدة متبعة بين كل الدول.

ولكن هناك من يقولون ان تبادل السفراء وإقامة سفارة في كل من البلدين لهما ايضا محاذير، وهي انها تجعل السفير على مقربة من الأحداث، وفي إمكانه ان يراقب الأمور عن كثب، لا بأس إذا كان ذلك يعود بالخير على البلدين، لكن إذا كان يعود بالخير على بلد واحد، دون الآخر فهذا محظور. على كل نأمل خيرا». وعن زيارة عون لسورية قال «نحن نرحب بكل زيارة يقوم بها لبناني لسورية، شرط أن يكون فيها من الود والتعاون ما يجب، ولكن ان تكون الزيارة لإداء الطاعة، بحيث ان سورية تبقى على الساحة اللبنانية، فهذا شيء لا يرضاه أحد». قيل له هل تقصد العماد عون بقولك هذا؟ فأجاب «لا، لا أقصد بكلامي هذا العماد عون. وأقول ان العلاقة يجب ان تكون علاقة سوية بين بلدين جارين، وليس لأحد منهما ان يطمع في الآخر، هذا القول صريح وواضح ولا يحتمل التأويل، ولكن ان يكون بلد لديه مطامع في بلد آخر فهذا أمر غير مرغوب».

وعن الكلام على زيارة عون للصرح لإطلاعه على نتائج زيارته لسورية قال «أنا لم يبلغني شيء، إنما عرفت من وسائل انه قد يقوم بزيارتنا، وأهلا وسهلا به وبسواه من الناس، الذين يريدون ان يزورونا»، مشيراً الى انه لا يدري اذا كان يحمل رسالة سورية اليه.

وتجنب الإجابة عن سؤال عن مطالبة عون بتعديل اتفاق الطائف، معتبراً ان «هناك من يقولون بتعديل الطائف، ومنهم من يقولون بعدم تعديله، والثبات على ما هو». ورحب ببناء كنيسة مار مارون في سورية، قائلاً «نحن نرحب بكل كنيسة تبنى، وخصوصا في سورية، وفي مكان يعتبر انه ولد وعاش فيه القديس مارون».

وبرر إثارته موضوع تناقص عدد الشباب المسيحيين في الجيش اللبناني، بطلب من «أحد المسؤولين عن الجيش منه بدعوة الشباب المسيحي الى الانخراط في هذا الجيش». وقال «نحن مع الانخراط في هذا الجيش، لأن الجيش حتى اليوم كان في نسبة متوازية بين المسلمين والمسيحيين، ولكن إذا اختل التوازن فسيكون هناك خطر طبعا. نحن نريد ان يبقى التوازن قائما، وأن يسير البلد في الاتجاه الصحيح، وعلى الجيش أن يمسك الوضع بيد من حديد». واستغرب صفير تشكيك «البعض» في إجراء الانتخابات في موعدها، معتبراً ان «القول بإرجاء الانتخابات مسيء الى البلد»، وتمنى ان «تجرى الانتخابات في جو من الطمأنينة، وأن يتاح للناس ان يظهروا رأيهم بوضوح في هذا الأمر».

وعن طرح الرئيس السابق امين الجميل الفديرالية أو اللامركزية قال صفير «الفديرالية على ما قيل لنا انه مفهوم بها أن كل فئة من لبنان، في إمكانها تدبير أمورها بذاتها كأن البلد مفكك، وهذا يسيء الى البلد ككل، ولبنان بلد صغير لا يتحمل كل هذا. وهو على تجمع جميع أبنائه لا يتعدى الثلاثة ملايين نسمة، ويقال إن هناك ما فوق المليون تركوا لبنان الى أماكن بعيدة. ولذلك يجب تسوية الأمور وتطبيق الدستور كما هو، وهذا كاف. وفي ضوء هذا التطبيق يظهر إذا كانت هناك أمور يجب إصلاحها، أما ان نقول بالإصلاح قبل أن يطبق الدستور فهذه مخاطرة. أما بالنسبة الى اللامركزية الإدارية فلا بد منها، لأنها تسهل أمور الناس وقضاء أعمالهم، وهذا أمر إيجابي».

وعن تغيير السياسة الأميركية في عهد أوباما وتأثيرها على لبنان، قال «السياسة الأميركية تشعبات كثيرة، ولها أثر في كل بلد، ولكن ان ننتظر السياسة الأميركية لنرى ما علينا أن نعمل، فهذا أمر له محاذيره. يجب ان يكون لدينا سياسة خاصة بنا، ونسير عليها أيا تكن السياسة الأميركية».