تحقيقات مومباي تركز على متواطئين هنود محتملين

دروب بحرية وبرية جديدة وسعت من مسرح الحرب إلى قلب الهند

TT

عقب توجيه أصابع الاتهام إلى جماعة إرهابية باكستانية بالمسؤولية عن هجمات مومباي الدموية التي وقعت الشهر الماضي، تحول المحققون لبحث احتمال تواطؤ هنود في الهجمات. ويُعتقد أن المشتبه فيهم قدموا المساعدة في المراقبة، وبتوفير منازل آمنة، ومساعدة المسلحين على اجتياز النقاط الحدودية. ويتناقض التورط المحتمل لهنود في هذه العملية من التأكيدات الهندية الأولية بأن هجمات مومباي تم تنفيذها على يد مواطنين باكستانيين فقط. وتشتبه شرطة مومباي في هنديين اثنين مشتبه فيهما على وجه الخصوص، وهما رهن الحبس حاليا، حيث تقول الشرطة إنهما تلقيا تدريبات على يد جماعة عسكر طيبة الباكستانية، ويحتمل مساعدتهما للمتطرفين في الإعداد لتلك الهجمات. وتقول الشرطة الهندية، إن ناشطا هنديا في الأقل ـ وهو صباح الدين أحمد، 29 عامًا ـ ساعد المتطرفين، وذلك عبر توفيره المنازل الآمنة، وتوجيههم عبر الحدود لتنفيذ تلك الهجمات على الأراضي الهندية. وفي السابق، كان المتطرفون يفضلون كشمير كسبيل لهم لدخول الهند، إلا أن اجتياز الحدود هناك بات أكثرَ صعوبة خلال السنوات الأخيرة، إذ شرعت السلطات في اتخاذ إجراءات صارمة على المتسللين. وأعلن المحققون الهنود أنهم اكتشفوا معلوماتٍ تتعلق بشبكة ضخمة من الدروب والمجازات المؤدية إلى الهند عبر نيبال وبنغلاديش، بالإضافة إلى البحر العربي ـ وهو الطريق الذي اختاره المسلحون العشرة لتنفيذ هجمات مومباي. وأوضح المحققون أن استخدام المجازات والدروب البحرية والبرية الجديدة وسّع من مسرح الحرب إلى داخل قلب الهند، إلى ما هو أبعد من كشمير، هذا بالإضافة إلى المدن الكبرى مثل حيدر أباد وبانغالور اللتين شهدتا عمليات تفجيرية في الفترة الأخيرة. ويقول عجاي ساهني، خبير مكافحة الإرهاب، والمدير التنفيذي لمعهد إدارة النزاعات في نيودلهي: «عندما تعسر عليهم عبور خط المراقبة من باكستان، وجد المسلحون لأنفسهم دروبًا أخرى، فنيبال لا تخضع كلية للمراقبة الحدودية، كما أن بها سكانا مختلطين يعيشون جميعًا بجانب الحدود ويعبرون حدودها يوميًا دون أدنى توثيق مطلقًا. إلى جانب مجيء الكثير من الأفراد من بنغلاديش إلى الهند للعمل، ثم يعودون في المساء. وتتسم تلك المناطق بوهن المراقبة الشرطية، فضلاً عن أن أسوارها لا يتم الدفاع عنها كما ينبغي». ويقول محللون إن استخدام المتطرفين للدروب قد يجبر الهند على السعي وراء تعاون أفضل من جانب جيرانها شرقًا، كما تفعل تمامًا مع جارتها الغربية باكستان. ويأتي التركيز على متواطئين هنود محتملين بعد أسبوعين تقريبًا من الهجوم على مومباي، والذي فتح خلاله المسلحون نيران أسلحتهم في العديد من المواقع، بينها فندقان فخمان، ومركز يهودي، مخلفين 171 قتيلاًَ على الأقل بينهم 6 أميركيين وأصابوا 230 جريحًا. وأحضر أحمد إلى مومباي لاستجوابه بشأن علاقته المزعومة مع عسكر طيبة. وكانت الشرطة الهندية قد ألقت القبض على أحمد، إلى جانب مشتبه به آخر يُدعى فهيم أنصاري، 35 عامًا، طليعة هذا العام فيما يتعلق بإلقاء قنبلة يدوية على معسكر للشرطة. ومن غير الواضح إلى الآن ما إذا كان أحمد متورطًا في هجوم مومباي أم لا. فيما اتضح حوزة أنصاري على خريطة لمومباي، محدد عليها علامات للمواقع المستهدفة في هجمات مومباي الشهر الماضي. وأشارت الشرطة إلى أنه من المحتمل إعداد أنصاري لهجمات مومباي قبل أكثر من عام.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الاوسط»