أوباما يكرر عدم تورط فريقه في فضيحة «مقعد للبيع في مجلس الشيوخ»

ابن جيسي جاكسون ينفي أن يكون صاحب صفقة شراء المقعد والأب يدافع عن ابنه

TT

أكد الرئيس المنتخب باراك اوباما بان لا أحد من فريقه الانتقالي متورط في فضيحة حاكم الينوي رود بلاغوفيتش، او تفاوض مع الحاكم حول صفقة لشغل مقعده في مجلس الشيوخ. جاءت تصريحات اوباما خلال مؤتمر صحافي عقده امس في شيكاغو وعين فيه كما كان متوقعا توم داشل في منصب وزير الصحة والخدمات الانسانية ووصفه بانه «أحد الاميركيين الذين يمتلكون خبرات واسعة في مجال الصحة».

وحول فضيحة بلاغوفيتش قال اوباما انه لم يبحث مطلقاً مع حاكم ولاية الينوي موضوع المقعد الشاغر في مجلس الشيوخ. وقال اوباما «لم يحدث إطلاقاً ان تحدثت مع الحاكم حول هذا الموضوع، واني على ثقة بان لا احد من طرفي شارك في اي نقاش حول الامر»، وعبر اوباما عن اعتقاده بان الثقة العامة قد انتهكت وانه يرى ان الحاكم ليس بوسعه الآن خدمة الينوي. وكان قد كشف النقاب عن تفاصيل جديدة بشأن تورط رود بلاغوفيتش في قضية بيع المقعد الذي اصبح شاغراً في الكونغرس بعد انتخاب باراك اوباما رئيساً للبلاد. وتكتمت مصادر مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) حول هوية الشخص الذي زاره وبحث معه الحصول على المقعد، وفي السياق نفسه نفى النائب جيسي جاكسون ابن الزعيم الاسود جيسي جاكسون ان يكون قد حاول ابرام صفقة مع بلاغوفيتش لشراء المقعد.

وكان رود بلاغوفيتش الذي اعتقل ثم أطلق سراحه قد زعم ان شخصاً زاره قبل اربعة ايام من يوم الاقتراع في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وبحث معه صفقة للحصول على المقعد في حالة فوز اوباما. وينص القانون على ان حاكم الولاية هو الذي يختار من يخلف سيناتوراً في حالة توليه منصباً آخر ، الى حين انتهاء ولاية السيناتور المستقيل. ونقل عن بلاغوفيتش قوله في مكالمة هاتفية التقطها عنصر من إف بي آي «نحن نقترب من .. ادفع لتلعب»، وجاء في المكالمة ان النائب سيدفع مبلغ 500 الف دولار ، في حين سيتم التبرع في وقت لاحق بمبلغ مليون دولار يحولها الحاكم لصالحه. ووجهت تهمة التلاعب والفساد الى بلاغوفيتش، في القضية التي اصبح الاعلام الاميركي يطلق عليها «مقعدا للبيع في مجلس الشيوخ».

وقال جيسي جاكسون، الذي كان قد تردد على نطاق واسع بانه هو الذي سعى لشراء المقعد، إن المدعين العاميين أبلغوه انه ليس هدفاً لتحرياتهم، كما انهم لا يعتزمون توجيه تهم له بارتكاب مخالفات. ودافع جاكسون في مؤتمر صحافي عن نفسه وقال إنه بريء مما قيل انه تورط في التفاوض مع بلاغوفيتش في محادثات لشراء مقعد مجلس الشيوخ، وقال جاكسون أيضاً «لم أبادر او أكلف أي شخص لتقديم وعود باسمي من أي نوع للحاكم بلاغوفيتش ...كما انني لم ارسل قط رسالة أو مبعوثاً للحاكم لتقديم عرض او لاقتراح صفقة حول مقعد مجلس الشيوخ». وقال إنه فكر بالفعل في ان يعين بدلاً عن اوباما لكنه لم يعد بتقديم مقابل للحاكم بلاغوفيتش. وقال إنه التقى الحاكم يوم الاثنين الماضي ولمدة 90 دقيقة لبحث موضوع المقعد الشاغر، مؤكداً ان ذلك كان اول اجتماع بينهما منذ اربع سنوات. واضاف يقول « قدمت له سجلي الشخصي ومؤهلاتي ورؤيتي ...هذا كل ما قدمته له». ورفض راندال سامبورن المتحدث باسم المدعي العام نفي أو تأكيد رواية جاكسون. وقال داعية الحقوق المدنية جيسي جاكسون حول اتهام ابنه الحصول على مقعد اوباما بمقابل «من الطبيعي ان يقيم الناس الذين يمارسون السياسة علاقات من أجل النفوذ مع آخرين لكن اعتقد ان ابني لا يمكن ان يفعل ذلك». وأضاف قائلاً « لم يقال إنه قام بشيء غير قانوني وهذا خبر جيد ...هناك شخص حاول التفاوض باسمه». ونفى جاكسون أن يكون قد عرف الشخص الذي تفاوض باسم ابنه، مشيراً الى انه لم يتحدث مع موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي ولم يتحدث مع بلاغوفيتش منذ أشهر ولم يحدث له ان حاول الترويج لصالح ابنه، الذي ظل يعارض باستمرار «صفقات الغرف السرية» على حد تعبيره. وقال جاكسون إن الفضيحة أحزنت كثيرين خاصة بعد الفوز التاريخي لباراك اوباما.

وكان حاكم الينوي قد تجاهل تماما دعوة اوباما له للاستقالة وقال متحدث باسمه انه عاود عمله بشكل اعتيادي بعد الافراج عنه بكفالة واصفا يومه بأنه «يوم عمل اعتيادي». وكان المدعي العام في الولاية قد هدد امس بالذهاب الى المحكمة العليا لاعلان حاكم الينوي غير صالح لممارسة مهامه في حال رفض الاستقالة قريبا.

من جهة أخرى، اعلن اوباما ان توم داشيل اضافة الى توليه منصب وزير الصحة والخدمات الانسانية سيكلف بتطبيق برنامج صحي كان قد وعد به اوباما خلال الحملة الانتخابية، يهدف الى توفير العلاج لجميع الاميركيين، والزام شركات التأمين الطبية بتوسيع شبكة تغطيتها. وكان داشيل الذي كان معروفاً انه سيتولى حقيبة الصحة، قد تولى من قبل منصب زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، واعلن اوباما امس في مؤتمر صحافي في شيكاغو مقره المؤقت عن الخطوط العريضة لخطته من أجل تحسين الخدمات الصحية. من جانب آخر أكدت مصادر الفريق الانتقالي ان باراك اوباما وقع اختياره على ستيفن شو وزيراً للطاقة، وهو حاصل على جائزة نوبل للسلام في الفيزياء، وشو هو ثاني شخصية من اصول آسيوية يتم اختيارها لتنضم الى إدارة باراك اوباما بعد الجنرال المتقاعد اريك شنسكي الذي تولى منصب وزير قدماء المحاربين. وسيعلن رسمياً عن ترشيح شو لوزارة الطاقة في وقت لاحق، اضافة الى اربعة مساعدين آخرين سبق لهم ان عملوا في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، ومن المقرر رصد اعتمادات ضخمة خلال إدارة اوباما على الابحاث الرامية الى ايجاد بدائل للطاقة.

يشار الى ان باراك اوباما اختار معظم المناصب الرئيسية في إدارته، بيد ان هناك مناصب ما تزال شاغرة وهي الاسكان والعمل والتعليم والنقل والزراعة والمندوب التجاري الاميركي.

وفي استطلاع للرأي قال 73 في المائة من المشاركين إنهم يوافقون على الطريقة التي اتبعها اوباما حتى الآن لاختيار إدارته، حتى ان معظم الجمهوريين الذين شاركوا في الاستطلاع قالوا إن اوباما يقوم بعمل جيد حتى الآن. وفي سياق منفصل كشف روبرت غيتس وزير الدفاع الذي ثبته اوباما في منصبه النقاب عن خطط جديدة تتعلق بالوضع في افغانستان تم الاتفاق عليها مع باراك اوباما الذي يريد الانسحاب من العراق وتعزيز القوات الاميركية في افغانستان. وتوقع غيتس نشر ثلاثة الوية في افغانستان أي حوالي 20 الف جندي، وقال وزير الدفاع خلال لقاء مع القادة الميدانيين في قندهار إن هذه القوات سيكتمل انتشارها في الصيف المقبل بدون حاجة الى الاستعانة بالقوات المنتشرة في العراق.