المواجهات بين الشرطة والشبان تصل إلى السجن الرئيسي في اليونان

سجن رجلي الشرطة المتهمين بقتل الفتى إلى حين محاكمتهما

TT

لليوم السادس على التوالي، شهدت ضواحي أثينا وخصوصا أحياءها وشوراعها الضيقة، مواجهات ومصادمات بين قوات الشرطة ومجموعات من الشبان، في تواصل الاحتجاجات على مقتل أحد الفتيان برصاص الشرطة السبت الماضي.

في غضون ذلك، أعلنت الشرطة اليونانية انها ستغير من موقفها انتقالا من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، في ظل استمرار الاعتداءات بعد انتهاء المظاهرات التي رافقت الاضراب العام أول من امس الأربعاء.

وأشعلت مجموعات من الفتية والطلبة، النيران في صناديق القمامة وألقت بالقنابل اليدوية الحارقة على الشرطة والمباني والمحلات، حيث بدأت إحدى المجموعات المشاغبة بنحو 500 متظاهر، إلى أن تقلصت بعد منتصف الليل إلى 50 مشاغبا فقط تحصنوا داخل كلية الهندسة، وأعلنوا الاعتصام والاستيلاء على المبني.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن مواجهات اندلعت امس بين شبان وعناصر الشرطة امام سجن كوردالوس الرئيسي في البلاد في اثينا. ووقعت المواجهات عندما احتشد متظاهرون امام السجن، وبدأوا في القاء مقذوفات مختلفة على قوات الشرطة، كما اوضح احد الحراس طالبا عدم كشف اسمه. واضاف «ان الهدوء يسود داخل السجن».

كذلك، افادت وكالة رويترز نقلا عن الشرطة اليونانية بأن طلبة من المدارس الثانوية، هاجموا عددا من مراكز الشرطة في العاصمة اثينا، مما أدى الى إصابة احد المارة.

من جهته أعلن كوستاس كارامنليس رئيس الوزاء اليوناني، عن حزمة من التعويضات المغرية للمواطنين المنكوبين أصحاب المحلات والممتلكات التي تضررت من موجة العنف، وفي مقدمة قائمة التعويضات صرف مبلغ 10 آلاف يورو مساعدة عاجلة لكل صاحب ملك متضرر، وسداد مرتبات العمال والموظفين لمدة 3 اشهر قادمة، ما لم يستطع صاحب المحل أو المتجر من تشغيله قبل 20 ديسمبر الحالي.

من جهة أخرى، تم توجيه تهمة القتل العمد رسميا الى الشرطي الذي اطلق النار على الصبي، 16 عاما، في الحادث الذي اسفر عن تنظيم مظاهرات احتجاج عنيفة على مدى ستة ايام.

واتهم الشرطي كوركونياس، 37 عاما، بالقتل العمد وباستخدام سلاحه بصورة غير مشروعة، وابقي عليه قيد التوقيف الاحترازي. كما اتهم قاضي التحقيق المتهم الثاني الشرطي ساراليوتيس، 31 عاما، بتهمة التواطؤ وأبقاه قيد التوقيف الاحترازي.

وجاء في حيثيات التهمة، ان الشرطي قتل الكسيس غريغوروبولوس السبت الماضي، خلال مواجهة بين ثلاثين شابا والشرطيين في حي اكسارخيا في وسط اثينا. ولكن الشرطي المتهم الاول، اكد في شهادته انه تصرف «دفاعا عن النفس، عندما بدأ الشبان بإلقاء زجاجات حارقة ومقذوفات (عليهما) مهددين بقتلهما، واكد الشرطي انه اخرج مسدسه واطلق رصاصتين او ثلاث في الهواء دفاعا عن النفس، ولم يستهدف الضحية مباشرة.

وأفاد التقرير الأولي للطب الشرعي، بعد تشريح جثة الفتى بأنه قتل نتيجة ارتداد الرصاصة. وأفاد الأطباء الشرعيون وخبراء انتدبتهم عائلة الفتى، بأن الرصاصة «مشوهة قليلا» ما يعني انها ارتطمت بسطح قاس قبل ان تصيب الكسيس غريغوروبولوس في صدره وتقتله، وفق مصادر قضائية.

وشهدت أمس، مدن وعواصم أوروبية أخرى بعض الاحتجاجات والمظاهرات، اذ تجمع العشرات من الحزب الشيوعي الإيطالي أمام مقر السفارة اليونانية مساء الأربعاء، رافعين صور الصبي القتيل، معلنين تضامنهم مع الشارع اليوناني الغاضب. وشهدت العاصمة الإسبانية مدريد، تجمعا مماثلا لعدد من المتظاهرين من بينهم مواطنون يونانيون، إلا أن التجمع أخذ منحى المواجهات مع رجال الشرطة، وأدى إلى اعتقال العديد من المتظاهرين الغاضبين لتمتد المظاهرات إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، حيث جاب المتظاهرون شوارع العاصمة واشتبكوا مع رجال الأمن، مما أدى إلى اعتقال حوالي 32 شخصا.