كركوك: انتحاري يفاجئ مفاوضين عرباً وأكراداً بمذبحة.. على الغداء

المفاوضون كانوا في طريقهم للقاء طالباني * مسؤول عسكري أميركي: إيران كبحت الميليشيات الشيعية

مشهد للدمار الذي حل بمطعم عبد الله بضواحي مدينة كركوك أمس (أ.ف.ب)
TT

قرر متفاوضون من زعماء قبائل عربية ومسؤولون اكراد بعد مباحثات اجروها حول سبل تحقيق الاستقرار في مدينة كركوك المضطربة الذهاب الى مطعم شهير لتناول الغداء قبل لقاء الرئيس العراقي جلال طالباني ففاجأهم انتحاري فجر نفسه وقت الغداء في المطعم على الطريق الخارجي بين كركوك واربيل واوقع 150 قتيلا وجريحا في اكثر الاعمال دموية في العراق منذ 6 اشهر. وقال محمد عثمان المسؤول في مدينة كركوك ان قرار الذهاب الى المطعم جاء في اخر لحظة ووقع الانفجار بينما كانوا يشربون الشاي.

وكان بين القتلى مسؤولون في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، وفي مجالس الصحوة.

وقال العميد سرحد قادر، قائد قوات الشرطة في مدينة كركوك، لـ«الشرق الأوسط»، ان «انتحاريا هاجم بحزام ناسف مطعم عبد الله السياحي الواقع على مشارف مدينة كركوك من جهة الشمال الغربي، اي على الطريق المؤدي الى مدينة اربيل ساعة الظهيرة، وفجر نفسه بين حشد من اعضاء مجلس صحوة قضاء الحويجة، الذين كانوا يتناولون طعام الغداء في ذلك المطعم الشهير، مما ادى الى مقتل 55 شخصا واصابة 95 آخرين». وتابع العميد قادر القول «ان هناك ضحايا بين افراد مجلس صحوة الحويجة والمسؤولين الحزبيين، ولكن يصعب التعرف عليهم حاليا لشدة وبلاغة الاصابات وكثرة المصابين». وورد ان بين القتلى الملا عرفان، مسؤول مركز تنظيمات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في بلدة كفري، وعددا آخر من اعضاء المركز. وحسب احد المسؤولين فان الانتحاري فجر نفسه بعد ان اوقف سيارته ولم يجر تفتيشه لانه لم تكن هناك تعليمات بذلك.

وجاء الانفجار قبيل زيارة كان مقررا أن يقوم بها طالباني الى كركوك للالتقاء بأطراف وأقطاب الجبهة التركمانية العراقية وممثلي مختلف الاحزاب والشرائح والمكونات الاساسية لسكان المدينة، في فترة إجازة عيد الاضحى.

الى ذلك قال مسؤول عسكري اميركي في واشنطن امس ان ايران بذلت جهدا لكبح الميليشيات الشيعية في العراق عن مهاجمة القوات الاميركية. وقال الجنرال توماس ميتز ان حوادث المتفجرات التي توضع على جانب الطريق انخفضت الى 20 شهريا في الشهور الماضية مقابل 80 شهريا في الفترات السابقة وهو ما يدل على ان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قد اتخذ قرارا بكبح استخدام هذه العبوات من قبل الميليشيات الشيعية.