20 معاقا يديرون ناديا صحيا لذوي الاحتياجات الخاصة والأصحاء

الأول من نوعه في السعودية وبميزانية تبلغ 14 مليون ريال

أعضاء لجنة صناع الإرادة في أحد اجتماعاتهم («الشرق الأوسط»)
TT

14 مليون ريال، هي الكلفة المعلنة لإنشاء أول ناد من نوعه في السعودية، بحسب مفرح العسيري نائب رئيس لجنة صناع الإرادة التابعة للجان الغرفة التجارية الصناعية بجدة، الذي كشف عن إنشاء ناد يخدم المعاقين والأصحاء على حد سواء ويقوم عليه أكثر من 20 عضوا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال العسيري في حديث لـ «الشرق الأوسط»: «تنسب فكرة المشروع إلى عدد من المتطوعين من منطقة القصيم، والذين بدأوا يشعرون بالإحباط نتيجة عدم وجود مرافق تخدمهم باعتبارهم أصحاب إعاقات، التقينا بهم في إحدى المناسبات في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، الأمر الذي جعلنا نعرض المشروع على أمير القصيم لنحصل على الموافقة المبدئية عليه»، مشيرا إلى أنهم ما زالوا يدرسون مرحلة الموارد المالية المتاحة لدعم المشروع في ظل حصولهم على الدراسة المبدئية.

وذكر العسيري أنهم بصدد دراسة موقع مناسب لإنشاء النادي الذي سيرى النور قريبا ـ مضيفا، «يعتبر ناديا صحيا واجتماعيا وثقافيا، لا سيما وأنه يحتوي على مراكز تأهيل وعلاج طبيعي، وتتوفر فيه مختلف الأجهزة الخاصة بذوي الإعاقة والعلاج المائي، وبه قسم خاص للمساج والانترنت والمسرح بهدف إقامة فعاليات ثقافية، خاصة وأن كثيرا من المعاقين يملكون كفاءة فكرية كبيرة»، لافتا إلى أنهم يحاولون استقطاب بعض المسؤولين والمفكرين لمعالجة قضايا معينة، إضافة إلى دعوة بعض الخبراء في مجال الإعاقة، عدا عن تقديم العديد من الخدمات للأصحاء أيضا. وأكد نائب رئيس لجنة صناع الإرادة على أن القطاعات الخاصة أصبحت بمثابة قدوة حسنة للتعاون مع المعاقين وتهيئة المرافق لهم، وأضاف «من أبرز العوائق التي تواجهنا هو عدم استجابة القطاعات الحكومية في تقيدهم باعتمادات للميزانيات، ما جعل تجاوبهم معنا أقل مما كنا نتوقعه، إضافة إلى تحفظ الكثير منهم على تزويدنا بالإحصائيات حول عدد المعاقين في محافظة جدة دون مبرر».

وأضاف «حينما لم يجد المتطوعون من يتبنى قضاياهم في المجتمع، قرروا القيام شخصيا بذلك، إذ تجاوز عدد أعضاء اللجنة 200 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف إعاقاتهم»، مبينا أن اللجنة تعمل على ثلاثة محاور متمثلة في تهيئة المرافق العامة للمعاقين وتوعية المجتمع، إضافة إلى التدريب والتأهيل وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في مجالات مختلفة، وذلك بهدف إشراكهم في الحياة والواقع الذي يعيشون فيه.

ونوّه إلى أنه في حال عدم تهيئة الأسواق والمرافق بشكل مناسب للمعاقين فإن في ذلك حرمانا لإحدى فئات المجتمع من قضاء حوائجهم، لا سيما وأن الكثيرين منهم يملكون القوة الشرائية، بينما لا يستطيعون الوصول إلى ما يريدون.

ونظمت جمعية الأطفال المعاقين بجدة مساء يوم الأربعاء احتفالا بمناسبة تغيير مسمى الجمعية بمركز جدة إلى مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي جاء مواكبا لليوم العالمي للإعاقة.

ويعد الاحتفال بمهرجان اليوم العالمي للإعاقة السنوي من ضمن برامج خدمة المجتمع والتي تشرف عليها الأميرة علياء بنت عبد الله بن عبد العزيز، إذ تضمن العديد من الفعاليات والأنشطة الموجهة للأطفال والبالغين.

وشارك في الاحتفال أكثر من 60 جهة من ضمنها مراكز الإعاقة المعنية بتأهيل وتعليم مختلف فئات الإعاقة بقطاعيها الحكومي والخاص، والجمعيات الخيرية التي تخدم كافة قضايا وفئات المجتمع بمدينة جدة والجامعات والكليات ومعاهد التدريب الحكومية والخاصة، والمستشفيات الصحية وكليات التمريض وشركات ومؤسسات الأجهزة التأهيلية، والقطاع الحكومي والخاص المعني بتوظيف السعوديين، إضافة إلى مساهمة الشركات والمؤسسات الخاصة بوحدة خدمة المجتمع من خلال توزيع منتجاتهم الدعائية على الزوار والأطفال.

وتضمنت الاستعدادات لفعاليات المهرجان محورين رئيسيين يتمثلان في الاستعداد لفعاليات البالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، إضافة إلى الأطفال المعاقين ودمجهم مع أقرانهم من الأطفال الزائرين من خلال عمل أركان ترفيهية لجميع الأطفال الحاضرين، وتقديم شرح موجز عن وحدات العلاج الطبيعي والوظيفي وورشة الجبائر وأهم الوسائل العلاجية، والعديد من الفعاليات الترفيهية والرياضية والفقرات المسرحية.

من جهتها أرجعت سمر إبراهيم إحدى عضوات اللجنة المنظمة للاحتفال سبب نقص عدد الحضور مقارنة بالعام الماضي إلى عدم حضور أصحاب السمو الملكي، وقالت لـ «الشرق الأوسط»: «شهد الاحتفال في العام الماضي حضورا كبيرا في ظل حضورا الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، غير أن اليوم العالمي للإعاقة هذا العام تزامن مع موسم الإجازة والحج، في ظل اختيار الكثير من المجتمع للسفر خارج البلاد خلال أيام عيد الأضحى المبارك».

وأوضحت أن الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة هم أكثر الفئات العمرية تواجدا في الاحتفال، خاصة وأن الحفل استهدف المعاقين وأسرهم وذويهم، مبيّنة أنه تم توجيه أكثر من 150 دعوة إلى جهات مختلفة، غير أنه لم يحضر سوى 70 جهة رغم ابتداء الإجازات الرسمية لهم كموظفين.

يشار إلى أن لجنة صناع الإرادة تقوم على أعضاء من ذوي الإعاقات والذين يسعون إلى دمج ذوي الإعاقة الحركية في محافظة جدة ذكورا وإناثا في المجتمع كأشخاص يتمتعون بكفاءات عالية في نشاطات مختلفة.