ليفني تتعرض لانتقادات شديدة داخل حزبها «كديما» وتتهم بالغياب عن الساحة في أحرج الأوقات

يقولون: إزاء بروز نتنياهو وباراك.. تبدو وكأنها تقود منظمة سرية تعمل بالخفاء

TT

عشية الانتخابات الداخلية في حزب «كديما» الحاكم، لاختيار مرشحيه للانتخابات، وجه عدد من مؤيدي رئيسة الحزب، تسيبي ليفني، انتقادات حادة لها على «أدائها البارد» وعلى «غيابها عن الساحة» السياسية، وقالوا انها لا تتصرف كمن ينافس على رئاسة الحكومة، ولا تظهر في الاعلام برسائل واضحة للناس أو قريبة من الناس.

وقال أكثر من قائد في الحزب منهم لصحيفة «هآرتس»، أمس، انه إذا استمرت لفني في العمل بهذه الطريقة، فإن حزبها لا يمكن أن يحظى بأكثرية المقاعد ولا يمكن أن يوصلها الجمهور الى كرسي الحكم.

وحسب تصريحات مسؤول في «كديما»، رفض أن يذكر اسمه، فإنه في الوقت الذي يظهر فيه رئيس الليكود، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب العمل، ايهود باراك، ببروز شديد في الاعلام يوميا، تبدو ليفني وكأنها تدير منظمة سرية. فهي لا تتكلم. وإذا تكلمت لا تأتي بجديد مميز. وإذا أتت بجديد، فإن أقوالها تثير ردود فعل سلبية مثل تصريحاتها الأخيرة حول مستقبل العرب في اسرائيل «يجب أن يجدوا التعبير عن طموحاتهم القومية في الدولة الفلسطينية العتيدة وليس في اسرائيل»، وحول الأسير جلعاد شليط «لا يوجد ضمان أن تستطيع اسرائيل أن تحرر كل جندي يقع في السر بأي ثمن».

وجاءت هذه الاتهامات في الوقت الذي يعاني فيه رئيس الليكود، نتنياهو، من ضائقة بسبب تركيبة لائحته الانتخابية وكان من المفترض أن تستغل ليفني هذه الضائقة لصالحها. فاللائحة الانتخابية ذات صبغة يمينية متطرفة، حيث يوجد 18 مرشحا في أول 35 مرشحا ممن يرفضون مفاوضات السلام. وقسم كبير من المرشحين الذين أيدهم نتنياهو، لم يصلوا الى مواقع محترمة. وبعضهم لن يستطيع الدخول الى الكنيست لأن مواقعهم في اللائحة تعتبر غير مضمونة. ويرى قادة «كديما» ان هذه هي أفضل فرصة لمهاجمة نتنياهو وتحذير الجمهور الاسرائيلي من أن فوزه بالحكم سيؤدي الى صدام مع الادارة الأميركية بقيادة باراك أوباما. فحتى لو أراد نتنياهو فعلا أن يتقدم في مسيرة المفاوضات، فإن كتلته البرلمانية ستتمرد عليه مثلما فعلت كتلة الليكود مع أرييل شارون في حينه. يذكر ان شارون رد على هذا التمرد بإحداث انشقاق في الليكود وتأسيس حزب «كديما»، ولكن نتنياهو لا يتمتع بشجاعة شارون ولن يجرؤ على شق حزبه. وسيضطر الى التعايش في صدام مع الغرب ومع الرئيس الأميركي ويهدد بذلك مصالح اسرائيل. ولكن ليفني لا تطرح القضية بهذه الحدة وتتعامل مع نتنياهو بشيء من الثأثأة والتردد والتلعثم. وتبث روحا ضعيفة غير قتالية. ولا يشعر بها الجمهور.

وفي الوقت الذي اتسمت فيه الانتخابات الداخلية في حزب «الليكود» بالحماس الشديد، فإن الانتخابات الداخلية في حزب «كديما» الحاكم، تتسم بالبرود، لدرجة انه بات هناك خطر حقيقي في أن تكون المشاركة فيها ضعيفة. بل ان ليفني قد تجد نفسها بشكل شخصي محاصرة بالخصوم في قائمتها الانتخابية مثل نتنياهو وأكثر، حيث ان شاؤول موفاز، الذي نافسها على رئاسة الحزب قبل شهرين ينشط بشكل واسع في الميدان ويجند مؤيديه وقد ينجح في دفع رجالاته الى مقدمة اللائحة الانتخابية، بينما يتأخر مؤيدو ليفني الى الوراء. وعندها، لن تستطيع هي أيضا العمل بشكل سليم. وستكرس جل نشاطها لتسوية الخلافات الداخلية. وتساءل أحد رجالات ليفني: «إذا لم تتحرك سيادتها في أحرج الأوقات، فمتى ستتحرك إذن». يشار الى ان «كديما» هو ثاني أكبر الأحزاب في إسرائيل اليوم، بعد الليكود. فيوجد لديه حوالي 75 ألف عضو مسجل (الليكود 100 ألف والعمل 60 ألفا)، وله 29 نائبا في الكنيست. وكان قد تأسس قبل ثلاث سنوات فقط. واضطر رئيسه ايهود أولمرت الى الاستقالة في أعقاب التحقيقات معه في الشرطة حول ستة ملفات فساد، أغلق واحد منها قبل أسبوعين وبقيت خمسة. وحسب المراقبين فان أولمرت ينوي العودة الى القيادة السياسية بعد أن ينجح في اغلاق الملفات الباقية. وتتهمه ليفني بأنه لا يساعدها على الفوز من خلال موقعه كرئيس حكومة. وانه يتصرف بشكل يساعد نتنياهو على الحاق الهزيمة بها، ضمن مخططه للعودة الى الحكم «فهو يريد لليفني أن تفشل، حتى يعود لينافسها على رئاسة الحزب بعد سنة أو سنتين. والشرط لذلك هو أن ينجح نتنياهو في رئاسة الحكومة حاليا».