وزير خارجية مصر: طهران لا تسعى لخير الفلسطينيين ولكن لتحقيق مآرب خاصة بها

قال إن الإيرانيين لا يقدمون للقضية سوى كل ما هو «كلام فارغ».. وإسرائيل تروج لأفكار غير حقيقية

TT

شن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، هجوما مباشرا غير مسبوق على إيران، مؤكداً أن إيران لا تسعى لخير الشعب الفلسطيني، ولكنها تسعى لتحقيق مآرب خاصة بها. وقال وزير الخارجية في تصريحات صحافية قبيل توجهه إلى براغ أمس، في مستهل جولة أوروبية تشمل جمهوريتي التشيك وألمانيا، ردا على سؤال حول انتقادات هاشمي رفسنجاني لموقف مصر، فيما يتعلق بمعبر رفح والوضع في غزة إن «هناك للأسف بعض الفلسطينيين (من هم) لعبة في أيدي إيران». وأضاف وزير الخارجية، أن الإيرانيين يحاولون الانتشار وفرض الإيديولوجية الخاصة بهم على هذا الإقليم، كما أنهم يستغلون بعض الفلسطينيين، سواء بأفعال بنية حسنة أو بمعرفة عميقة للأهداف الإيرانية. وقال الوزير المصري مشيرا إلى أحاديث بعض المسؤولين الإيرانيين الذين يهددون ويتوعدون.. «حقيقة الأمر أنهم لا يقدمون أي شيء للقضية الفلسطينية، سوى المزاعم والأحاديث والادعاءات، وكل ما هو كلام فارغ في فارغ». وشدد أبو الغيط على أن السياسة الخارجية المصرية «لن يتم تطويعها لكي تلعب لصالح إيران، أو لكي تلعب لصالح بعض الأطراف، التي فقدت الرؤية الحقيقية للأهداف الفلسطينية الحقة». وأكد أن الفلسطينيين الذين رفضوا حضور اجتماع المصالحة الشامل، الذي دعت إليه القاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي خسروا كثيراً. وشدد أبو الغيط على أن أحداً لا يستطيع أن يزايد على مصر، لأن قدر مصر معروف، كما أن التزاماتها معروفة، وهي تتحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني منذ بداية المشكلة الفلسطينية. وقال أبو الغيط إذا كان البعض يتصور أنه قادر على تحقيق أهداف سياسية من وراء التجارة في القضية الفلسطينية فليحاول.. أما مصر فهي باقية على عهدها وعلى التزاماتها.. ومصر تتبنى قضايا واضحة ومحددة. وأضاف أن مصر مؤمنة ومصممة على أن إسرائيل، هي دولة الاحتلال، أي أن إسرائيل هي الدولة التي تسيطر على الإقليم الفلسطيني في مجمل أرضه سواء في الضفة الغربية أو في غزة.. كما أن إسرائيل تسيطر على سماوات غزة وهي تقوم بالحصار الخانق للفلسطينيين، وعلى مياه غزة وعلى حدود غزة.. وبالتالي لا تستطيع مصر أن تبرئ الاحتلال الإسرائيلي من مسؤولياته. وشدد أبو الغيط على أن إسرائيل هي دولة الاحتلال طبقا للاتفاقيات الدولية، واتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية جنيف الثالثة. وطالب أبو الغيط إسرائيل بتحمل مسؤولياتها، كما طالب المجتمع الدولي بالسعي لإلزام إسرائيل بتحمل مسؤولياتها، مشيرا إلى أن هناك على الجانب الآخر ادعاءات ومهاترات إسرائيلية، تحاول أن تروج لأفكار غير صادقة وغير حقيقية.. فإسرائيل من ناحية تحاول أن تزعم أن هناك تفهما مصريا للحصار الإسرائيلي.. وهذا غير صحيح بالمرة.. وقال أبو الغيط معلقاً «إن مصر لا تتفهم الحصار الإسرائيلي، بل وترفضه مصر بشدة». من جهة اخرى، رد مسؤولون مصريون في الحكومة والبرلمان بغضب أمس على الإيرانيين، قائلين إن انتقادات الإيرانيين لمصر ما هي إلا «مزايدة غير مقبولة» ومحاولة مشبوهة لمغازلة الإدارة الأميركية الجديدة بالورقة الفلسطينية، ولا تخدم سوى المصالح الإسرائيلية.

وقلَّل دبلوماسي إيراني مطلع بالعاصمة المصرية أمس، من تأثير الانتقادات المتبادلة بين طهران والقاهرة على مساعي تحسين العلاقات المقطوعة أصلا بين البلدين، منذ نحو 28 عاماً، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن مثل هذه الانتقادات تعبر عن أفراد، ولا تعكس العلاقات الرسمية، كاشفا النقاب عن أن موفدا من بلاده سيصل مصر نهاية هذا الأسبوع، بدعوة من البرلمان الآسيوي، من أجل بحث «حصار غزة» مع ممثلي برلمانات مصر وسورية واندونيسيا.

وأعربت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي مساء أول من أمس، عن رفض القاهرة الانتقادات التي أدلى بها رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، آية الله هاشمي رفسنجاني، والتي هاجم فيها الحكومة المصرية بشدة.. لـ«إغلاقها معبر رفح في وجه أهالي قطاع غزة المظلومين، وتفجير الأنفاق التي يمرون منها».

من جانبه قلل الدبلوماسي الإيراني، الذي تحدث أمس لـ«الشرق الأوسط» من حجم الخلافات بين البلدين، موضحاً أن «الانتقادات التي وجهها إيرانيون، سواء كانوا طلابا أو شخصيات أو غيرهم، لمصر، تعبر عنهم كأفراد، ولا تعبر عن الموقف الرسمي للدولة الإيرانية، وهذا موقف واضح ومعروف، ينحاز لتحسين العلاقة مع القاهرة من أجل خدمة قضايا الأمة الإسلامية»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الانتقادات التي تظهر بين الحين والآخر في إيران تجاه مصر، يقابلها أحيانا هجوم في الصحافة المصرية ضد إيران، و«نحن لا نتعامل مع المصريين الذين يهاجمون إيران، باعتبارهم يعبرون عن الموقف الرسمي للدولة المصرية.. في كل الدول هناك مواقف لأفراد تعبر عنهم هم فقط، ولا تعكس الموقف الرسمي لدولهم».