رئيس وزراء بريطانيا يطالب باكستان بـ«أفعال لا أقوال».. ويلقي باللوم على المتشددين في هجمات مومباي

الهند تنفي انتهاك المجال الجوي الباكستاني * ضباط اسكوتلنديارد يسعون لاستجواب مهاجم مومباي * براون: ثلاثة أرباع مؤامرات «القاعدة» في بريطانيا لها صلة بباكستان

جنود هنود يحرسون أحد الاسواق في سرينغار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير بعد اضراب عام بسبب الانتخابات المحلية التي دعا ناشطون الى مقاطعتها بدعوى أنها ستزيد من قبضة نيودلهي على الإقليم الذي يدين غالبية سكانه بالإسلام ويطالبون بالانفصال عن الهند (ا.ب.ا)
TT

ألقى رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون امس، باللائمة في هجمات مومباي، التي وقعت الشهر الماضي، على جماعة «عسكر طيبة» المتشددة، المتمركزة في باكستان. وقالت باكستان أمس، ان طائرات حربية هندية انتهكت مجالها الجوي، ولكن بشكل غير متعمد، الا أن نيودلهي نفت في وقت لاحق ذلك، واتهمت اسلام أباد بمحاولة تحويل الاهتمام. وفي محادثات مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، خلال زيارة خاطفة لنيودلهي، ثم في محادثات أجراها مع الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري في اسلام أباد، عرض براون على البلدين المساعدة في تشديد الإجراءات الأمنية ومحاربة الإرهاب. وفي اسلام أباد اقترح براون، اتفاقا بريطانيا باكستانيا جديدا ضد الارهاب قائلا إن «ثلاثة أرباع المؤامرت الارهابية الاكثر خطورة، التي تحقق فيها السلطات البريطانية لها صلة بتنظيم القاعدة في باكستان». وقال «جاء وقت العمل وليس الكلمات». وطلب براون أيضا من سينغ وزرداري السماح للشرطة البريطانية باستجواب المشتبه بهم، الذين ألقي القبض عليهم في البلدين، للتورط في هجمات مومباي التي وقعت الشهر الماضي. ودعت الهند بمساندة الولايات المتحدة، باكستان للتصدي للجماعات المتشددة المتمركزة في أراضيها بعد هجمات مومباي، التي وقعت الشهر الماضي، وأسفرت عن مقتل 179 شخصا خلال الهجمات التي استمرت ثلاثة أيام في العاصمة المالية للهند. وتتهم الهند جماعة «عسكر طيبة» المتشددة التي تقول ان باكستان أسستها لمحاربة الحكم الهندي في كشمير، بالضلوع في هجمات مومباي. وحث براون باكستان امس، على اتخاذ إجراءات قوية ضد الجماعات المتشددة المتمركزة على أراضيها، والمشتبه بها في هجمات مدينة مومباي الهندية الشهر الماضي. وقال براون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زرداري في إسلام آباد «سنعمل على ضمان القيام بكل شيء، للتأكد من أن الإرهابيين لا يجدون أي ملاذ آمن في باكستان، لقد حان الوقت الأفعال لا الأقوال». وأضاف أن الرئيس الباكستاني أكد له أن «سلطاته عاقدة العزم على التحرك، ضد من يقفون وراء هجمات مومباي». وكان براون قد صرح خلال زيارته لنيودلهي في وقت سابق امس، بأن جماعة «عسكر طيبة» المتمركزة في باكستان هي المسؤولة عن الهجمات التي أودت بحياة 173 شخصا بينهم ثلاثة بريطانيين وخلفت أكثر من 300 مصاب. وقال رئيس الوزراء البريطاني إن المتشددين في باكستان يمثلون تهديدا ليس للهند فحسب، بل لبريطانيا أيضا. وتعهدت اسلام أباد بالتعاون في التحقيقات، ولكنها قالت مرارا إن أي شخص يلقى القبض عليه في باكستان سيحاكم على أراضيها. وذكر سينغ في وقت لاحق، أن الهند تريد علاقات جيدة مع باكستان، ولكنه حث ثانية اسلام أباد على بذل مزيد من الجهد للتصدي للجماعات المتشددة، التي تعمل على أراضيها. وقال سينغ لآلاف من الناس، أثناء انتخابات جارية في بلدة خاندرو الكشميرية «نريد تطبيع العلاقات مع باكستان.. هناك بعض الناس في باكستان الذين يحاولون دائما شن مثل هذه الهجمات الدموية». وانتقد براون «الرسائل الضالة غير المقبولة»، التي أرسلتها جماعات ارهابية تستغل أناسا ينتمون لديانات وعقائد سمحة، مضيفا أن بريطانيا ستقدم المساعدة للهند في حربها ضد التشدد.

وأضاف «من المهم ادراك أنه ينبغي التصدي للارهاب أينما وجد، وأنه حيثما يوجد الارهاب فإنه يؤثر على استقرار وتماسك الدول». وأعلن براون عن «برنامج شامل لمكافحة الإرهاب» بتكلفة قدرها ستة ملايين جنيه إسترليني لمساعدة باكستان في التعامل مع أسباب التطرف. وقال براون انه طلب من سينغ، السماح للشرطة البريطانية ان كان ممكنا، باستجواب المسلح الوحيد الذي نجا من هجمات مومباي، ويدعى أجمل امير كساب. وتابع أعتقد «أننا كلنا مهتمون باكتشاف ما يقف وراء هجمات مومباي». وذكرت مصادر حكومية بريطانية أن محققين بريطانيين يسعون للحصول على معلومات، بشأن الطريقة التي تعمل بها جماعة عسكر طيبة. واستطرد من خلال هذه الاجراءات، سنساعد على تقديم المزيد للقضاء على الارهاب، الذي يربط المناطق الجبلية في أفغانستان وباكستان بشوارع المملكة المتحدة. وأضاف أن زرداري أكد له أنه سيتخذ المزيد من الاجراءات لكبح المتشددين المشتبه في تورطهم في هجمات مومباي. وتؤكد نيودلهي، ان الناجي الوحيد في المجموعة التي نفذت الهجمات، اقر بعد اعتقاله في بومباي، انه باكستاني وينتمي الى عسكر طيبة. ومنذ الخميس اعتقلت اسلام اباد عشرات الاشخاص يشتبه بأنهم اعضاء في هذا التنظيم المحظور منذ 2002 أو في جمعية خيرية تعتبر جناحها العلني. وعرض براون أيضا على الهند المساعدة في تحقيقات الطب الشرعي، وفي تشديد الاجراءات الأمنية في المطارات، والتعاون في تعزيز الاجراءات الامنية خلال الاحداث الرياضية الكبرى. وتستضيف الهند دورة ألعاب الكومنولث عام 2010. كما تستضيف لندن دورة الالعاب الاولمبية عام 2012. وتأتي زيارة براون للمنطقة عقب الزيارة التي قامت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في الفترة بين 3 و5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. كما زار الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الهند في الأسبوع الأول من الشهر الحالي.

وتتفق بريطانيا مع الولايات المتحدة في الرأي، بأن أي مواجهة بين الهند وباكستان، ستؤثر على العمليات التي تقوم بها القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد مسلحي طالبان في أفغانستان.

وكان مصدر بريطاني قد ذكر أن براون سينقل عددا من الرسائل من سينغ الى زرداري، ولكنه رفض ذكر المزيد من التفاصيل. وخاضت الهند وباكستان ثلاث حروب، وكانتا على شفا حرب رابعة عام 2002، عقب هجوم على البرلمان الهندي في ديسمبر 2001 ألقت نيودلهي باللوم فيه على متشددين متمركزين في باكستان. وقالت باكستان أمس، ان طائرات حربية هندية انتهكت مجالها الجوي، ولكنها أضافت أن ذلك كان «غير متعمد» وليس هناك ما يدعو للقلق بشأن احتمال زيادة التوتر بين البلدين. ونفت الهند امس، أن طائراتها انتهكت المجال الجوي الباكستاني. وقال ماهيش أوباساني المتحدث باسم سلاح الجو لرويترز «السلاح الجوي الهندي ينفي أي انتهاك للمجال الجوي، ووصف الاتهامات الباكستانية بأنها محاولة لـ«تحويل اهتمام الناس الى شيء لم يحدث». الا أن باكستان تمسكت بتصريحاتها. وذكر متحدث باسم السلاح الجوي الباكستاني أن انتهاكين وقعا، أحدهما في منطقة كشمير، والآخر في القطاع المحيط بمدينة لاهور في اقليم البنجاب الباكستاني. وقلل زرداري من شأن هذه الحوادث، قائلا ان الطائرات الهندية دخلت بشكل بسيط، المجال الجوي الباكستاني أثناء الدوران على مستوى مرتفع. وأسقطت باكستان طائرتين هنديتين، قالت انهما دخلتا مجالها الجوي خلال صراع كارجيل عام 1999، عند خط المراقبة الذي يقسم الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير، عن الجزء الواقع تحت سيطرة باكستان من كشمير. وذكرت الهند أن الطائرتين كانتا في مجالها الجوي، عندما أسقطتا.