تحقق النيابة العامة بالمحكمة الوطنية الإسبانية بشأن قيام عملاء بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) بانتحال شخصيات وهمية أثناء قيادتهم لطائرات الوكالة ومرورهم بالأراضي الإسبانية لنقل معتقلين إلى سجون سرية. وذكرت صحيفة «الباييس» الإسبانية امس أن النيابة تكثف تحقيقاتها بشأن طائرات الاستخبارات الاميركية السرية التي هبطت في جزيرة بالما دي ماريوكا الإسبانية خلال الفترة بين 2003 و2005 على اعتبار أنها طائرات مدنية والتي استخدمت في نقل بعض المشتبه فيهم في قضايا الإرهاب على يد عملاء الاستخبارات الأميركية ثم تعذيبهم في معتقلات سرية. وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة «ريبريف» البريطانية غير الحكومية والتي تمثل العديد من المعتقلين قدمت أدلة للنيابة الإسبانية تؤكد أن عملاء الاستخبارات الأميركية الذين كانوا يتولون قيادة الطائرات السرية استخدموا جوازات سفر مزيفة خلال هبوطهم المتكرر في المطارات الإسبانية. وفي حالة التأكد من صحة هذة الأدلة فمن المنتظر أن تطالب النيابة بمحاكمة عملاء الاستخبارات الأميركية الذين انتحلوا شخصيات وهمية أثناء وجودهم على الأراضي الإسبانية، حسبما أكدت مصادر قضائية. يذكر أن رحلات الاستخبارات الأميركية محل التحقيق والتي هبطت في الأراضي الإسبانية باعتبارها رحلات مدنية لا يوجد صلة بينها وبين رحلات الاستخبارات الأميركية عبر الأراضي الإسبانية لنقل مشتبه فيهم في قضايا الإرهاب إلى قاعدة غوانتانامو العسكرية بكوبا وهي الرحلات التي أثارت جدلاً واسعاً في إسبانيا ونفت الحكومة الاشتراكية الحالية علمها بمرور تلك الطائرات السرية.