قائد القيادة الوسطى الأميركية: عناصر إيرانية تورطت بإدخال «مواد سامة» للعراق

الجنرال بترايوس: السعودية كبحت جماح «القاعدة».. ونظامها الأمني يجب أن يوسع في المنطقة

الجنرال بترايوس (يمين) يتحدث الى وزير الدفاع الأميركي السابق وليام كوهين، خلال مشاركتهما في حوار المنامة، أمس(أ.ب)
TT

قال الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القيادة الوسطى الأميركية، إن المملكة العربية السعودية نجحت في «كبح جماح» تنظيم «القاعدة» والمجموعات المرتبطة به، ووصف المسؤول الأميركي «القاعدة» بأنها تشكل أكبر التهديدات التي تسعى لتدمير المنطقة بشكل شمولي. كما كشف عن قيام مسؤولين عراقيين بتقديم أدلة للحكومة الإيرانية عن تورط عناصر إيرانية بإدخال «مواد سامة» إلى العراق، غير أنه لم يكشف عن طبيعة هذه المواد السامة.

وخلال مشاركته، غير المبرمجة مسبقا، والتي جاءت في اليوم الأخير من جلسات حوار المنامة، قال بترايوس إن السعودية والعراق تمكنا من تحجيم تنظيم «القاعدة» والمجموعات الأخرى المرتبطة به، مؤكدا أن ذلك تضمن إيقاف شبكاتها والتي تشمل مهربي المخدرات وتهريب البضائع غير الشرعية. واعتبر أن قيام السعودية والعراق ببناء بنى تحتية أمنية قوية «لضمان امن المؤسسات الحيوية»، أحد العوامل الرئيسية في مكافحة الإرهاب، مضيفا «وهذا النموذج يجب ان يوسع في المنطقة».

غير أن الجنرال الأميركي قال في الوقت ذاته إنه من المهم «تجفيف مصادر دخل تلك المجموعات التي تعتبر هذه الأموال الأكسجين التي تتغذى عليه، وهي الوسيلة التي من شأنها ان توقف هذه النشاطات عبر وقف تمويلها». وفي إشارة إلى إيران وسورية، قال بترايوس إن هناك أيضا مصادر تهديد أخرى، وهي «الدول المجاورة التي تساهم في عدم استقرار الوضع في المنطقة وتهدد جيرانها عبر نزاعات مفتوحة ونشر الصواريخ البالستية»، مضيفا لمصادر التهديد عمليات البحرية التي أعتبرها تهدد دول التحالف.

وردا على مداخلة لأحد الحضور في المؤتمر، أكد الجنرال بترايوس أن سورية «لم تفعل ما فيه الكفاية لوقف تدفق المقاتلين إلى العراق.. قوات التحالف هي من قامت بإجراءات من داخل العراق لوقف هذا التدفق»، مضيفا أن النتائج التي تمخضت في الفترة الأخيرة من انخفاض للعمليات الإرهابية في الأراضي العراقية «ليس ناتج عن إجراءات قامت بها السلطات السورية، بل لجهد قوات التحالف».

وقال بترايوس ان التحالف ضروري لردع القيام بأي عمليات تخويفية من قبل الجماعات المرتبطة بالقاعدة «ونسعى الى عدم تحول الوضع الى نزاع مفتوح عن طريق دعم المليشيات والجهود المبذولة باستهدام المليشيات والتخويف السياسي والرشوة والاغتيالات».

وطالب المسؤول الأميركي دول الجوار العراقي بالتعاون والشراكة بين الدول التي تساهم في عمليات ضد الإرهاب، مشيرا الى ان التاريخ برهم ان التعاون الإقليمي أوقف المتطرفين وحل المشاكل المعقدة وتتطلب تعاون بين الحلفاء لوقف المتطرفين. وشدد بترايوس على أن اهم الأخطار التي تواجه دول المنطقة هو مواجهة تنظيم القاعد والمجموعات المرتبطة به، «والذي يشكل اكبر التهديدات التي تدمر بشكل شمولي، والتي تحتوي على مجموعات أقوياء تقوم بعمليات شنيعة».

وقال بترايوس «يجب التخلص من فكرة الاعتماد على الجانب العسكري وحده حيث ان الحل الأمني ليس كافي وحدة، والاستراتيجية مع الشركاء في العراق تتطلب العمل في مجالات عدة وإعطاء الدور السياسي وقته، ومن تلك الأساليب هي إعادة تأهيل المتورطين في الأحداث وتطوير الاقتصاديات في تلك الدول والتعاون الشامل نحو بناء البنية التحتية الشاملة».

من جهته، أكد وزير الدفاع التركي فينيك جنود ان تحقيق السلام الشامل يتطلب العدالة في تبني وجهة النظر الفلسطينية، وان بلاده تدعم السلام الشامل على مبادئ مقررات الامم المتحدة والمبادرة العربية، وترحب على الصعيد ذاته بالبدء في مفاوضات سلام شاملة بعد ان توقفت لمدة سبع سنوات، معربا عن امله في حل عادل لقضايا الشرق الأوسط وتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسورية وإسرائيل.

واضاف ان تركيا تشعر بقلق شديد «ازاء الانشقاق بين الفلسطينيين انفسهم»، موضحا بان تركيا ومن منطلق مسؤولياتها تعهدت امام المجتمع الدولي بدفع 150 مليون دولار للمساهمة في بناء دولة فلسطينية مستقلة، مشيرا الى ان الجميع على مسؤولية ومصالحة لمستقبل آمن في المنطقة تتمتع بالرخاء، كما أعرب عن امل تركيا في ابرام اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون «لما فيها توفير مصالح مشتركة بين الطرفين». وقال وزير الدفاع التركي ان الوضع في افغانستان وبعد مرور 7 سنوات من الحرب تشعر تركيا حياله بالقلق من عدم تحقيق الاستقرار الأمني، مشيرا الى انه مازال هناك المزيد من الاقتتال في أفغانستان، موضحا بان باكستان هي اكثر الدول خسارة من عدم استقرار الوضع الأمني في افغانستان. من جهة أخرى قال على مثنى حسن نائب وزير الخارجية اليمني ان الارهاب يشكل فيروسا محطما لمقدرات الدول، وان صنعاء تنتهج مبدأ الحوار مع عناصر القاعدة، إيمانا منها بان الحوار البناء يجب ان يكون مفيدا «مع انخراط اصحاب الفكر المتشدد من جديد في المجتمع»، مشيرا الى ان اليمن تدخل مع متطرفي «القاعدة» في حوارات توضح فيه بان الدين مبني على الامن والاستقرار وليس على الدم والقتال، مطالبا بضرورة اعادة تأهيل اليمن والبنية التحتية له. وأعرب نائب وزير الخارجية اليمني عن امله في ان ينضم اليمن الى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي «نظرا لاهمية وجود هيئة اقليمية تضم جميع الأطراف المعنية في الخليج. وأكد نائب وزير الخارجية اليمني ان عمليات القرصنة التي ازدادت في الفترة الأخيرة شكلت ازعاجا للمجتمع الدولي وان اليمن تبذل الجهود الكبيرة لمحاربة مثل هذه القرصنة، كما حذر من ازدياد حالات القرصنة البحرية «لما لها من تأثير سلبي على العالم في المستقبل». مضيفا ان اليمن في ظل جهودها لمحاربة الفساد تتعاون مع المجتمع الدولي لوضع الخطط للقضاء على هذه المشكلة.

مستشار الأمن القومي في أفغانستان، زلمي رسول، قال أنه لا يمكن أن تكافح بلاده الإرهاب لوحدها، مطالبا بتعاون إقليمي لمكافحة الإرهاب، وقال أن كابول اقترحت على «جيرانها» التعاون في تبادل المعلومات والتعاون العسكري، وأضاف أن استخدام القوة ليس الوسيلة الوحيدة لمكافحة الإرهاب وأن التنمية هي جزء من الحل، موضحا «بعض الإرهابيون يقتلون المهندسين لأنهم يخشون من التنمية». أما وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت فقد فاجأ الحاضرين بقوله أن الأوروبيين كانوا أكثر سخاء من العرب أنفسهم، فيما يخص دعم القضية الفلسطينية، وقال «فلسطين تعاني من وضع مأساوي، وعلينا أن نسمع كلام سلام فياض بأنه بلاده مفلسة، وهذا سيؤثر سلبا على فلسطين». وأضاف «أناشد العالم العربي أن يكون أكثر سخاء في مساعدة الفلسطينيين، كاشفا أن الدعم الأوروبي يفوق دعم الدول العربية للسلطة الفلسطينية، وقال «للعلم فإن 33 في المائة من التعهدات لدعم فلسطين كانت أوروبية، و22 في المائة من دول عربية بعينها». وكشف الوزير السويدي أن الاتحاد الأوروبي في صدد نشر قوات برية قبالة سواحل الصومال، في خطوة تهدف لمكافحة القرصنة في خليج عدن، مشيرا إن الاتحاد الأوروبي سيقوم بعملية بحرية هي الأولى من نوعها، مؤكدا مشاركة الأوروبيين في في إحلال السلام داخل الأراضي الصومالية، وليس في المياه الإقليمية.