حماس ترفض التمديد لأبو مازن وتلوح بتحرير الضفة

قادة الحركة وجماهيرها أقسموا يمين الولاء للإخوان المسلمين في الذكرى الـ21

احتفالات حماس بالذكرى الـ21 لتأسيسها في غزة امس (رويترز)
TT

استعرضت حركة حماس أمس قوتها في قطاع غزة عبر مهرجان جماهيري بمناسبة الذكرى الـ21 لانطلاق الحركة عام 1987. وحشدت حماس، اكثر من 200 ألف من أنصارها في تظاهرة قالت انها الأكبر في تاريخ الحركة واعتبرتها استفتائا على شعبيتها ونهج المقاومة في مواجهة سلطة فتح.

وحرصت حماس على ارسال اكثر من رسالة واضحة خلال مهرجان «غزة والضفة.. وحدة وعزة»، فابتدأت الحفل بأغنية «وين على رام الله». وردت فتح بقولها أن حماس يوميا تثبت أنها اخطر مؤامرة على الشعب الفلسطيني ومشروع التحرر الوطني، حيث جيء بها بديلا للمنظمة التحرير وفتح.

وقال فهمي الزعارير، الناطق باسم فتح، في بيان له «ان وصف حماس للآخرين بالفئران ليس جديدا، لكنه يبقى مواء بشعا.. وخوارا سيندثر».

وقال عريف حفل حماس «ان الحركة ستقيم مهرجانها غدا في ربوع رام الله وبعدها في عسقلان»، مؤكدا «ان ظلم الطغاة سينجلي وان حماس ستطرد الفئران الذين استقووا على إخواننا وغدا سنحرر الضفة وتعلوا الراية الخضراء».

وحرصت حماس على ان تعطي الضفة الغربية كلمة، عبر الهاتف لعضو المكتب السياسي للحركة، رأفت ناصيف، الذي تحدث عن استئصال حماس في الضفة، معتبرا حشد الحركة في غزة استفتاء كبيرا ومتمنيا على سلطة رام الله ان تعود الى رشدها.

ووجهت قيادة حماس، التي شاركت في تأسيس الحركة، وبينهم عبد الفتاح دخان وعيسى النشار وابراهيم اليازوري، على الهواء مباشرة، التحية الى قادة حماس الذين قضوا في الصراع مع اسرائيل، وللشيخ حسن البنا مؤسس حركة الاخوان المسلمين.

وقبل ان يتقدم رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية لالقاء كلمته، امسك دخان بالميكرفون وطالب الجماهير برفع سواعدهم اليمنى الى اعلى، وردد ورددت الجماهير من ورائه قسم الولاءَ لحركة الإخوان المسلمين. وقال «أعاهد الله ان اخلص لدعوة الإخوان المسلمين والقيام بشرائط عضويتها والثقة التامة بقيادتها والسمع والطاعة».

وبدأ هنية بالسجود سجدة شكر لله، وقال ساخرا «لا يريدون رئيس وزراء، امام مسجد، لكنا حين نسجد لله تكون جباهنا مرفوعة».

وقال هنية «ان حماس بعد الحصار أقوى وستبقى أقوى، وان هذا التجمع رسالة الى الاميركان والى (جورج) بوش الذي انصرف والى أوباما والى إسرائيل والى من يقف في ذات الخندق، وإنهم لن ينتصروا». وتابع «وهذا الكلام موجه ايضا الى (تسيبي) ليفني التي طلعت علينا في السحبة (القُرعة) واننا سنرد عليها بنساء حماس ونساء فلسطين»، وشدد «إن فلسطينيي 48 لن يأتوا الينا وانما نحن الذين سنأتي اليهم».

واعتبر هنية الذي اشتكى من ظلم ذوي القربى ومن ملاحقة نشطاء حماس في الضفة ومن التعاون الأمني ان حركته تمثل «معجزة سياسية».

وفي الوقت الذي اكد فيه هنية ان حركته تريد الحوار مع فتح، وصف المفاوضات بين السلطة واسرائيل بالمسخرة والملهاة. وأكد على تمسك حماس بالحوار وقال انه يجب ان تكون ملفات الحوار رزمة واحدة في الضفة والقطاع. وحدد الملفات بخمسة، وهي حكومة التوافق الوطني، وإعادة تأهيل الأجهزة، وملف المنظمة، وملف المصالحات الداخلية، وملف الانتخابات الرئاسية. واشترط هنية ان يبدأ الحوار أولا، ومن ثم الإقرار والتوقيع في جلسة مصالحة عامة، وليس العكس. وقال ان حركته لا تقبل بأي شروط ومن ضمنها الاعتراف بدستور منظمة التحرير واتفاقاتها مطالبا مصر بأن تكون على مسافة واحدة من الفراقاء وتعاملهم بتكافؤ.

وطالب هنية بتهيئة الأجواء للمصالحة، ووقف الحملة الأمنية في الضفة، نافيا ان يكون لحماس اية ارتباطات سياسية مرهونة بموقف سورية أو قطر أو ايران أو اليمن. وقال «أطلقوا سراح المعتقلين في الضفة اليوم وسنكون في القاهرة غدا من اجل الحوار. وقرارنا في جيبنا».

وجدد هنية موقف حماس من عدم التمديد للرئيس الفلسطيني، وقل ساخرا «انتخابات الرئاسة تحولت من انتخابات سلطة الى رئاسة دولة، أين هي الدولة؟».

واستخف باجتماع المجلس المركزي الذي نصب محمود عباس (ابو مازن) رئيسا لدولة فلسطين، وقال، انه قراراته لا تقدم ولا تؤخر، وان القانون الأساسي هو الحكم والمرجع في قضية الرئاسة. واعلن ان حماس تؤكد «ان لا شرعية للتمديد بعد 9 يناير (كانون الثاني) القادم لأبو مازن لا بغطاء عربي ولا غير عربي». لكن هنية لم يعلن ما اذا كانت حماس ستنصب رئيسا مؤقتا أم لا، مشددا على ان «حماس ليست خائفة من الانتخابات القادمة وانها لا تخشى صناديق الاقتراع ولكن على اساس واضح وقانون وتوافق وليس على اساس استباق الخطى».

وحدد هنية اولويات حماس في عام 2009، وهي «اولا العمل على تحقيق المصالحة ووحدة الأرض والشعب، وثانيا كسر الحصار، ودعا لاستمرار انتفاضة السفن ولتحرك العواصم العربية والإسلامية، وهدد بكسر الحصار بطريقة حماس الخاصة، وثالثا حماية مشروع المقاومة، واخيرا ترسيخ الحكم الرشيد بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي وتعزيز الشراكة وفتح آفاق جديدة». ورفعت حماس في المهرجان صورا كبيرة لمؤسسها الشيخ احمد ياسين، ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، ورئيس المجلس التشريعي المعتقل في إسرائيل عزيز الدويك، وصورا اخرى لهنية الذي غنت له الحركة ووصفته في المهرجان بقائد ورجل دولة.