إسرائيل ترحل مسؤولا دوليا بعد مقارنة انتهاكاتها في فلسطين بالممارسات النازية

الإجراء يستقبل بإدانات من منظمات حقوقية

TT

رحلت إسرائيل عن أراضيها أمس مبعوثا أمميا عقابا له على المقارنة بين الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والممارسات النازية ضد اليهود بعد احتجازه لبضع ساعات. ومنعت السلطات الإسرائيلية ريتشارد فولك، المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية من الدخول وأعادته الى نيويورك على نفس الطائرة التي أقلته الى مطار اللد.

وكان فولك، وهو يهودي أميركي، قد وصل اول من امس مع مرافقيه الى مطار اللد، في زيارة هي الأولى الى اسرائيل منذ تعيينه في منصبه هذا، وذلك من اجل إعداد تقرير عن الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية، كان يفترض ان يسلمه للأمم المتحدة في مارس (آذار) المقبل.

وتباينت ردود الفعل على الإجراء الاسرائيلي، فبينما أدانته منظمات ومؤسسات حقوقية، واصفة هذا التصرف بأنه ينم عن «أسلوب الغاب» الذي تنتهجه إسرائيل في التعامل مع المنظمات الحقوقية المحايدة، قالت سيمونه هالبرين، مديرة دائرة الشؤون الدولية وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية الاسرائيلية، ان فولك أعيد لأنه لم يكن شرعيا كمقرر خاص لحقوق الإنسان الدولية. واعتبرت سيمونه ان فولك شخص «غير موضوعي» بالمقارنة بين الإسرائيليين والنازيين، والانتهاكات الإسرائيلية بالهلوكوست، وعلى هذا الأساس فانه غير مرحب به. وحسب مزاعم هالبرين فقد بعثت وزارة الخارجية ببرقية الكترونية الى فولك يوم السبت الماضي، تطالبه بعدم الحضور، ولكنه اختار تجاهل الإيميل.

وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان هذا التصرف، متهماً إسرائيل بأنها تتعامل بشرع الغاب مع كل ما هو محايد وينتقد جرائمها في الأراضي الفلسطينية.

واعتبر حمدي شقورة، مسؤول وحدة الديمقراطية وحقوق الإنسان في المركز، أن طرد فولك «بمثابة إعلان صريح بأنها الدولة الوحيدة التي تسير فوق القانون، وترفض أي جهة حقوقية لا تتوافق مع سياستها في الأراضي الفلسطينية وفى العالم».

ونقلت الشبكة الإعلامية الفلسطينية عن شقورة القول «الأمر ليس مستغرباً رغم أنه همجي وغير مبرر، لكن الكثير من لجان تقصي الحقائق وشخصيات حقوقية رفيعة المستوى منعت من دخول الأراضي المحتلة بسبب فضحها للجرائم والانتهاكات الإسرائيلية».

ونددت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان بطرد فولك واعتبرته سلسلة من الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة.

وكان فولك قد سلم في يونيو (حزيران) الماضي، اسرائيل طلبا للسماح له بدخول اراضيها، ليس كمقرر بل كأكاديمي للمشاركة في مؤتمر في جامعة فلسطينية. واستغل فولك الزيارة للتوجه الى رام الله وإعداد تقرير شامل للأمم المتحدة، انتقد فيه بشكل لاذع اسرائيل. واتهم فولك اسرائيل في الأسبوع الماضي بارتكاب جرائم من خلال سياساتها في قطاع غزة. وفي بيان صدر عنه يوم الثلاثاء الماضي قال «ان اجراء وقائيا لا بد من اتخاذه لوضع حد للانتهاكات الواسعة والمتواصلة لحقوق الإنسان الأساسية في العيش».