بريطانيا تستعد لإجراءات فعلية ضد عقبة المستوطنات دعماً للسلام

براون يشيد في مؤتمر الاستثمار في فلسطين بدعوة العرب لأوباما لتبني مبادرة السلام.. ويؤكد اهتمام الرئيس المنتخب بالشرق الأوسط

TT

دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون امس مجدداً الى ان يكون عام 2009 عاما مهما في احراز السلام في منطقة الشرق الاوسط، معلناً التزام بلاده بتحقيق السلام من خلال إزالة عوائق له، مثل المستوطنات. وشدد براون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض صباح امس قبيل افتتاح مؤتمر خاص بالاستثمار في فلسطين في لندن امس، على اهمية وقف الاستيطان معبترا اياها «عقبة لاتفاق يرى الجميع انه يمكن التوصل اليه». وقال: «قضية المستوطنات هي بالتأكيد أحد اسباب التعطيل».

وتعتبر بريطانيا ان الوقت حان للعمل بشكل فعلي على ازالة المستوطنات ضمن جهود السلام، وتعمل على نشر التوعية حول هذه المسألة. وقال مصدر بريطاني إن الحكومة تكثف جهودها لتوصيل رسالة الرفض للمستوطنات ودفع اسرائيل باتجاه وقف النشاط الاستيطاني بعد ان سمعت شكاوى عدة من الطرف الفلسطيني ان التنديد لم يوقفها.

ووزعت امس رسالة كتبها رئيس الوزراء البريطاني الى نظيره الفلسطيني الاسبوع الماضي يؤكد التزامه بـ «عدم دعم النشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة». واضاف براون في رسالته المؤرخة 9 ديسمبر (كانون الاول) الجاري: «موقفنا تجاه المستوطنات ليس جديداً... المملكة المتحدة الآن تبحث عن خطوات فعالة يمكننا أخذها لعدم تشجيع توسع المستوطنات». وتعتبر مسألة التجارة وتصدير البضائع من المستوطنات والاراضي الفلسطينية عاملاً فعلياً يمكن استخدامه للضغط على اسرائيل لوقف النشاط الاستيطاني. وقال براون في رسالته: «نحن نريد تطبيق اتفاقية الشراكة الاوروبية ـ الاسرائيلية بشكل فعال، وأي انتهاك محتمل للنظام سيجري التحقيق فيه كلياً»، في اشارة الى تصدير اسرائيل منتجات من المستوطنات تستغل العلاقات التجارية بين الجهتين. واضاف: «نحن قلقون ايضاً من ان المزارعين الفلسطينيين لا يتمتعون بالتجارة الحرة التي تمنحهم اياها اتفاقية الشراكة الانتقالية بين الاتحاد الاوروبي ومنظمة التحرير الفلسطينية»، مطالباً اسرائيل باحترام الاتفاقية.

وعدد براون في الرسالة التي وزعت على هامش المؤتمر، الخطوات التي تتخذها بلاده ضد المستوطنات، منها «عدم تقديم وزارة التجارة والاستثمار أية خدمات (قروض) لشركات بريطانية تريد العمل في المستوطنات». وقال إن حكومته تبحث سبلاً لمنع البريطانيين من شراء أي ممتلكات في المستوطنات.

ومن المتوقع ان تكون قضية المستوطنات ضمن القضايا التي يبحثها براون مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اليوم. وانتقد الاسرائيليون الحملة البريطانية، ونشرت صحف اسرائيلية عدة هذه الانتقادات، واتهمت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسبوع الماضي بريطانيا بخلق المشاكل لاسرائيل في الاتحاد الاوروبي. وأشاد فياض بالتحرك البريطاني قائلاً في لقاء مع مجموعة من الصحافيين العرب في لندن امس ان رسالة براون حول المستوطنات «رسالة مهمة ونشكره على ما يفعله، فهذا موقف مبدئي ضد بناء المستوطنات التي تخالف القانون الدولي». واضاف: «هذا الوصف الدقيق مهم جداً والمملكة المتحدة اخذت خطوات متقدمة»، معبراً عن رغبته في ان تسير دول اوروبية اخرى بهذا المسار، اذ ان الاستيطان «يضعف التوصل الى حل الدولتين». وبينما تفيد اوساط بريطانية سياسية بان الضغط على اسرائيل في مسألة المستوطنات بدأ من وزارة الخارجية وبدعم الوزير ديفيد ميليباند، الا ان براون اهتم شخصياً بهذه المسألة وأكد التزامه بدعم جهود السلام. ويعتبر رئيس الوزراء البريطاني ان مبادرة السلام العربية هي محور اساسي في التوصل الى حل الصراع. وأيد براون دعوة الجامعة العربية في رسالة وقعها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الى الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما لاعادة وضع عملية السلام في الشرق الاوسط على رأس الاولويات. وقال براون: «نرحب بعودة الاهتمام بمبادرة السلام العربية التي جاءت في الرسالة الاخيرة التي وجهتها الدول العربية الـ 22 الى الرئيس المنتخب اوباما ودعته الى اعادة ارساء السلام الشامل في الشرق الاوسط على رأس الاولويات». واضاف «ان الحاجة الى التحرك ملحة» معربا عن الامل في ان «يشهد عام 2009 تقدما حقيقيا للتوصل الى اتفاق حول المشاكل القديمة القائمة بين اسرائيل والاراضي الفلسطينية».