البشير: لا أميركا ولا بريطانيا أو فرنسا تستطيع أن تهز شعرة منا

قال: «لن أسلم ولو قط» إلى الجنائية الدولية لأن جلده يمكن أن يصنع منه «حذاء»

TT

صعّد الرئيس السوداني عمر البشير مجددا من لهجته مع الغرب، واقسم انه لن يسلم أي سوداني لمحاكته في المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم دارفور، وقال ساخرا: (والله لن اسلم «كديس» اي «قط» من السودان لان جلد «الكديس» يمكن ان نصنع منه «جزمة»).

وكشف البشير في لقاء جماهيري في منطقة الدالي والمزموم في ولاية سنار وسط السودان، التي زارها امس عن مساومة طرحت عليه من قبل الغرب، دون تحديد، بان يقوم بتسليم مطلوبين سودانيين للمحكمة الجنائية الدولية بتهم لها صلة بجرام الحرب في دارفور وهما: احمد هارون وزير الدولة بوزارة الشؤون الانسانية، علي احمد كوشيب المعروف بانه زعيم ميليشيا في دارفور، مقابل اعفائه من خطوة الطلب بتسليمه للمحكمة ولكنه رفض المساومة بشدة، وقال في هذا الخصوص «يقولون لنا اذا ما سلمت هارون وكوشيب سنعفي الرئيس... ولكن والله كديس من السودان لا اسلمه لان جلد الكديس يمكن ان نصنع منه جزمة». واقسم بانه لن يرضخ لضغوط كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عليه، وقال «واقسم والله لا امريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا يستطيعون ان يهزوا شعرة منا»، وابدى استعداه للتصدي لاي اعتداء منها على بلاده، وقال محذرا: «قلنا لهم اذا دايرننا تعالوا جربوننا»، وفي سياق هجومه على الغرب قال «انهم يعتقدون بان الارزاق بيدهم عندما يغلقون ابواب البنك الدولي في وجهنا ونحن نقول لهم لا احد يموت قبل يومه».

واضاف بالعامية السودانية «وانا عايز ميتة مجيهة» أي ميتة مجيدة، ونصح البشير في هذا الشان سكان الدالي والمزموم بالا يستجيبوا لمن اسماهم «شياطين الانس الذين يحرضونهم ضد الحكومة عبر دغدغة عواطفهم بان نصيبهم من الثروة قد أخذها آخرون»، ونبههم قائلا: «هم موجودون سيأتونكم وعليه عليكم بالمحافظة على تعايشكم وتماذجكم في منطقتكم التي هي منطقة تماذج». وواصل البشير نصائحه لجماهير «الدالي والمزموم»، غير انه عبرها غمز من قناة الغرب، وقال موجها الحديث للجماهير انه لا يحمل عصا موسى ليوفر عبرها الخدمات المطلوبة للجماهير، وان عصاته هي «للكلب واولاد الكلب»، وقال في الخصوص «من حق اي مواطن ان يحصل على الخدمات التي يريدها ولا يبحث عنها ولكن عصاتي هذه ليست عصا موسى وانما عصاة عمر البشير وهي للكلب واولاد الكلب»، ومضى «لذلك نقول العافية درجات». وتعهد البشير باكمال توفير مشروعات خدمات الماء والكهربا والتعليم لسكان المنطقة في الفترة المقبلة. وافتتح خلال الزيارة سدا مائيا يساهم في ري مساحات واسعة من الاراضي الزراعية في ولاية سنار.

في غضون ذلك، وصلت أمس إلي مدينة «الجنينة» عاصمة غرب دارفور دفعة اولي من كتيبة مشاة اثيوبية تتكون من 107 أفراد للانضمام لقوات حفظ السلام في اقليم دارفوريوناميد في دارفور، وقال بيان صحافي صادر عن يوناميد إنه يتوقع وصول العدد المتبقي من أفراد كتيبة المشاة الإثيوبية والبالغ عددهم 412 فردا خلال الثلاثة أيام القادمة، وأضاف البيان أن قوات حفظ السلام الإثيوبية الجديدة ستنضم إلى قوات حفظ السلام الإثيوبية البالغ عددها 340 جنديا إثيوبيا تم نشرهم من قبل في كلبس ليبلغ مجمل أعداد قوات المشاة الإثيوبية في دارفور 860 جنديا. وكانت البعثة تعهدت بان تكمل انتشار قوات يوناميد بنسبة 60 % بنهاية العام الحالي، ونسبة 80 % في مارس المقبل، من جملة 26 الف جندي تقرر نشرهم في جزمة يوناميد في دارفور.

الى ذلك، قال المسؤولون في جنوب دارفور ان ترتيبات قد اكتملت لقيام مؤتمر للصلح بين الطرفين في العشرين من ديسمبر (كانون الثاني) الجاري بمدينة «نيالا» عاصمة الولاية بين قبيلتي «الهبانية والفلاتة» بمحليتيتلس وبرام جنوب غربي الولاية، واللتين تدور الحرب بينهما منذ اكثر من ثلاثة اعوام بصورة متقطعة ادت الى مقتل المئات من الطرفين، اخرها معارك في نهاية الاسبوع الماضي حصدت ارواح نحو 100 من الطرفين. وفي اتجاه سوادني اخر، قال الدكتور معاوية شداد المحاضر بجامعة الخرطوم «كبرى الجامعات السودانية» والخبير في علم الفلك في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس أن النيزك الذي سقط مؤخرا في شمال السودان يعد أرضا خصبة للدراسات والبحوث والتي ستقود إلى نتائج جديدة وتجيب على الكثير من الأسئلة حول نشوء وتكوين الحياة في الكون، وذكر شداد أن فريق العمل الذي يتكون من شخصه والدكتور بيتر جينسين وبعض طلاب كلية العلوم قد تمكنوا من الحصول على 13 قطعة من النيزك بأحجام متفاوتة بالإضافة الى الكتلة الرئيسية والتي يبلغ وزنها ما بين 15ـ17 طنا. ومضى الدكتور شداد في شرحه مراحل سقوط النيزك والذي يسمى (2008 TC3) في منطقة (محطة 6) بالقرب من مدينة (عكاشة) بالولاية الشمالية، وقال ان اهمية هذا الحدث تكمن في كونه قد تم رصده قبل ارتطامه بالارض في مراحل سقوطه المختلفة منذ اكتشافه في 6 أكتوبر وحتى سقوطه في فجر الأربعاء 7 أكتوبر 2008م وقال ان النيزك يحتوي على العديد من العناصر أهمها مادة الكربون ويعتبر من النوع الذي يندر وجوده (CI/CM carbonaceous ) حيث أحدث عند سقوطه دويا هائلا رصد في كل من إثيوبيا وكينيا وشمال تشاد. وعن الجهات التي تابعت الحدث قال ان الكثيرين من المهتمين والخبراء كانوا يرصدون الارتطام منها أقمار اصطناعية تتبع لقوات الجو الأميركية (USAF) والتي أكدت بدورها السرعة الكبيرة للسقوط والتي بلغت 12.5 كلم/ث. ومن جانبه قال الدكتور بشرى الشيخ النور عميد كلية العلوم أن الجامعة بتوجيه من السيد المدير ستقوم بتمويل كل الرحلات المستقبلية لموقع النيزك بصحبة الخبراء والأساتذة من جميع الأقسام لتعميم الفائدة معلنا رصد الجامعة لمبلغ 2.5 مليون دولار لتجهيز معامل كلية العلوم.