البرلمان الهندي يصادق على قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب

مقتل أكثر من 2000 باكستاني في عام 2008 بسبب الإرهاب

عشرات من الطلبة الباكستانيين يتظاهرون ضد قرار الأمم المتحدة حظر جماعة الدعوة الخيرية بزعم أنها واجهة لجماعة «عسكر طيبة» المتهمة بتدبير هجمات مومباي. وترعى جماعة «الدعوة» عددا من المدارس الدينية في كراتشي (اب)
TT

صادق البرلمان الهندي امس على مجموعة قوانين صارمة لمكافحة الارهاب تسمح باعتقال مسلحين مفترضين لمدة 180 يوما وتشكيل محاكم خاصة لمحاكمة المشتبه بهم ومنح الشرطة مزيدا من السلطات. وقال رئيس البرلمان، سومناث تشاتيرجي، انه «جرت المصادقة على التعديلات بإجماع اصوات اعضاء المجلس». وياتي هذا التطور بعد ثلاثة اسابيع على اعتداءات مومباي التي تتهم نيودلهي إسلاميين بتنفيذها.

وأسفت باكستان أمس لكون هجمات مومباي في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قد أدت الى توقف عملية السلام مع جارتها الهند، لكنها ابدت ثقتها بقدرة البلدين على تجاوز هذا «التراجع».

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي لصحافيين في اسلام اباد «هذا الحادث المؤسف يشكل تراجعا، وخصوصا مع توقف الحوار في هذه المرحلة». واضاف «انا واثق بأننا سنتجاوز هذا الوضع، مستقبل باكستان يتوقف على علاقات حسن جوار جيدة مع الهند، من مسؤوليتي اذا تطوير علاقات ثنائية ودية». وسبق ان خاضت القوتان العسكريتان النوويتان ثلاث حروب منذ نشوئهما عام 1947. وكانتا على وشك خوض نزاع رابع نهاية 2001 حين اتهمت الهند جماعة «عسكر طيبة» المتطرفة التي تنسب اعتداءات مومباي اليها بمهاجمة برلمانها. ورغم تأثير هجمات مومباي، التي اسفرت عن مقتل نحو 170 نهاية نوفمبر الماضي، على عملية السلام الهشة التي بدأت عام 2004، كررت الهند اول من امس، انها تستبعد نزاعا عسكريا جديدا. وقال وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي اول من امس «أقر بأن عملية الحوار الشامل توقفت بسبب الهجمات على مومباي».

ولكن في الوقت نفسه، كرر وزير الدفاع الهندي ايه كاي انطوني، ان بلاده لا تنوي مهاجمة باكستان، وحض اسلام اباد على قمع المجموعات الاسلامية الاصولية، خشية ان يؤثر هذا الامر لوقت طويل على العلاقات بين البلدين. وخلال عام 2008 ترنحت باكستان في حربها ضد مسلحي «القاعدة» وطالبان الذين أصبحوا يمثلون تهديدا كبيرا لاستقرار البلاد ومنطقة جنوب آسيا بأسرها.

وفي 26 نوفمبر الماضي، قتل عشرة مسلحين يعتقد بأنهم أتوا من باكستان، نحو 170 شخصا في مدينة مومباي الهندية، مما أدى إلى زيادة حدة التوتر بين الدولتين النوويتين. بيد أن المتشددين في باكستان لم يكونوا أقل وحشية تجاه أبناء وطنهم. وأدت التفجيرات على جانب الطرق والهجمات الانتحارية وغيرها من العمليات إلى مقتل أكثر من 2000 شخص في عام 2008 من بينهم مدنيون ومسؤولو أمن وسياسيون وأجانب، في الوقت الذي عزز فيه المتشددون الإسلاميون سيطرتهم على معظم أجزاء المنطقة القبلية الجبلية على الحدود مع أفغانستان، وأجزاء من إقليم الحدود الشمالية الغربية.